أنا مالار - محامية – أخصائية في علم الإجرام - رئيسة مركز البحوث القانونية والجنائية
أشاطركم بعض ملاحظاتي حول أطباع الناس في زمن الوباء...
كلما اقترب الخطر من شخص من الناحية الفيزيائية، زاد خوفه.
اختفى أصحاب القيم الأخلاقية، الذين كانوا قد فوجئوا بسكان بلدة نوفي سانجاري (التي شهدت مظاهرات ضد وضع الأوكرانيين الذين تم إجلاؤهم من الصين قيد الحجر الصحي فيها).
تتكاثر في شبكات التواصل دعوات موجهة لأبناء البلد الأوكراني في الخارج، بأن لا يستعجلوا العودة إلى أوكرانيا.
أما الإيطاليون، فلاحظوا ظاهرة أخرى لديهم. الناس المصابون بـفيروس كورونا في أعراضه الخفيفة أو المتوسطة لا يبوحون لأحد بذلك.
إن سمعة هذا المرض تسبب خشية الناس من الإقرار بالعدوى، باستثناء حالات عدوى الشخصيات العامة، وسكان البلدات الصغيرة، حيث يعرف جميع الناس فيها كل شيء عن بعضهم البعض.
إدارة المجتمع غير المُطًلِع هو أمر سهل. إن هذا المجتمع لم يُرِدْ آبداً أن يكون مُطّلِعاً، و لن يكون هكذا.
أظهرت مهارة الصينيين في تنفيذ أوامر السلطات وانضباطهم، أظهرت مدى قدرتهم على المحافظة على البلد الذي يكون عدد سكانه مليار ونصف المليار نسمة.
هذه الخصوصية هي التي يفتقدها الأوروبيون؛ ولكن من جهة أخرى، استفاد الأوروبيون من شفافية وعلنية المؤسسات الحكومية، و لذلك يعلم مجتمعهم الوضع الحقيقي فيما يتعلق بعدد المرضى والوفايات، مما يشجع السلطة على اتخاذ التدابير.
في أوكرانيا معظم الناس غير مطلعين، حتى أنه ليس لديهم أية غريزة للحفاظ على أنفسهم، و يهملون الحجر الصحي لاعتقادهم بأنهم هم الأطباء والخبراء في كافة الشؤون.
نفتقد الشفافية في مؤسسات الرعاية الطبية، ولذلك، لا نعلم الوضع الحقيقي كما هو، حتى أنني لن أفاجئ بعدم معرفة السلطة به.
يعني ذلك أن الإجراءات التي يتم اتخاذها، قد تكون مبنية على معلومات غير الصحيحة، وبعيدة عن الواقع.
اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)
أوكرانيا برس - الإعلام المحلي
حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022