محمد صفوان جولاق – رئيس التحرير
تشير معظم استطلاعات الرأي في أوكرانيا إلى أن بيترو بوروشينكو هو أبرز المرشحين للفوز بنتائج الانتخابات الرئاسية في البلاد، التي سيتم إجراؤها يوم الأحد المقبل.
بوروشينكو رجل الأعمال الذي شغل سابقا منصب وزير الخارجية ورئيس البنك المركزي، عاد بقوة إلى المشهد السياسي الأوكراني بدعمه البارز للاحتجاجات ضد نظام الرئيس المعزول فيكتور يانوكوفيتش، خاصة من خلال تغطية القناة الفضائية الخامسة التي يمتلكها، التي قال إنه "مستعد للتخلي عن كل ثروته، ولكنه لن يتخل عنها".
يعتبر بوروشينكو من الموالين للغرب، ومن أغنى رجال الأعمال في أوكرانيا، ويصفه مراقبون بأنه أكثر المرشحين اعتدالا، لأن برنامجه الانتخابي يركز على "حياة جديدة تطابق المعايير الأوروبية، وعلاقات حسنة مع روسيا، إضافة إلى التريث قبل عضوية البلاد في حلف شمال الأطلسي (الناتو)".
وبحسب استطلاع أجراه مركز "رازومكوفا" للدراسات الاجتماعية، فإن بوروشينكو مرشح للفوز من أول جولة انتخابية بنسبة تقارب 53%، أمام استطلاع موقع التصنيف "ريتينغ" الإلكتروني فبين أن بوروشينكو سيتصدر الجولة الأولى بنسبة 34%، ثم سيفوز بالرئاسة في الجولة الثانية.
الموالون للغرب
أبرز المنافسين لبوروشينكو من بين الموالين للغرب أيضا هي يوليا تيموشينكو زعيمة حزب الوطن "باتكيفشينا"، التي قضت في السجن 3 سنين بتهمة استغلال سلطاتها السابقة كرئيسة للوزراء وإلحاق الضرر باقتصاد البلاد، قبل أن يطلق سراحها مباشرة بعد إسقاط نظام يانوكوفيتش.
ولكن الاستطلاعات والتوقعات تشير إلى أن تيموشينكو لن تحظ بأكثر من 10.1% من الأصوات في الجولة الأولى، وهذا ما فسرته يوليا تيشينكو الخبيرة في مركز الدراسات السياسية المستقل بالقول: "تيموشينكو محسوبة على النظم القديمة كقيادية بارزة فيها، وكلها كانت فاسدة، ومحاكمتها –سواء كانت عادلة أم لم تكن- أثرت سلبا على قاعدتها الشعبية".
وبنسبة أصوات تقارب 6.3%، يبرز كل من النائب البرلماني وزعيم "الحزب الراديكالي" أوليه لياشكو، الذي يتعهد بمجابهة روسيا لاستعادة القرم منها، كما يبرز وزير الدفاع السابق أناتولي غريتشينكو، الذي يركز في حملته على إعادة بناء الجيش ودعمه.
الموالون لروسيا
ومن بين المرشحين الموالين لروسيا يبرز رجل الأعمال سيرهي تيهيبكو كمرشح مستقل شغل منصب نائب رئيس الوزراء في النظام السابق، بعد أن استقال من عضوية حزب الأقاليم الذي كان يتزعمه الرئيس المعزول يانوكوفيتش.
أما مرشح الحزب الرسمي فهو القيادي البارز فيه ميخايلو دوبكين، الذي شغل منصب محافظ منطقة خاركيف الشرقية، ويروج في حملته للحفاظ على وحدة أوكرانيا، مع أنه هو الذي دعا أواسط شهر شباط/فبراير إلى مؤتمر جمع نواب المجالس المحلية في جنوب وشرق البلاد، الذي اعتبرته السلطات الجديدة مؤسسا للحراك الانفصالي.
يوصف هذا المرشحان بأنهما مرشحا النظام السابق، أو مرشحا الجنوب والشرق الذين كانا دائما أكبر داعم للحزب في كل انتخابات، لكن استطلاعات الرأي تشير إلى أن تيغيبكو لن يحصل على أكثر من 8.8% من الأصوات، بينما سيحصل دوبكين على نحو 5% منها، وذلك بسبب احتلال القرم جنوبا، وتوتر الأوضاع الأمنية شرقا.
مهام كثيرة
وسواء فاز بوروشينكو بالانتخابات أو فاز غيره، فمن المؤكد أن أمام الرئيس المقبل لأوكرانيا مهاما كثيرة صعبة وغير مسبوقة، كما يؤكد المراقبون وجميع المرشحين.
يوليا تيشينكو قالت إن على الرئيس التعامل بواقعية مع الحراك الانفصالي في شرق البلاد، ومع احتلال القرم لاستعادته دون الدخول في مواجهة، ولتحسين العلاقات وخفض التوتر مع موسكو، وتقرير مصير البلاد بين الحياد أو التبعية للشرق أو للغرب، بالإضافة إلى تحدي الوضع الاقتصادي الصعب، والارتقاء بالبلاد إلى مستوى أفضل.
اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)
أوكرانيا برس - الجزيرة
حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022