يسار أوكرانيا يقف إلى جانب القذافي ضد "النيتو" ويكرمه

على عكس اليمين، ترى أحزاب اليسار الشيوعية الأوكرانية في تدخل قوات حلف شمال الأطلسي "النيتو" بالصراع الليبي بين كتائب القذافي والثوار عليه سعيا منه لتحقيق أهداف إستراتيجية خاصة بدول الحلف.

وتعتبر أن من أبرز هذه الأهداف السيطرة على آبار النفط ومصادر الطاقة الليبيبة، من خلال دعم الثوار ضد القذافي، ثم احتلال الدولة والسيطرة عليها، على غرار العراق.

بطل أم مجرم؟

ويرى قادة هذه الأحزاب في القذافي بطلا يقف بشجاعة أمام الحلف، خاصة وأنهم كانوا ولا يزالوا يعتبرون النيتو بمثابة ذراع عسكرية شريرة لتحقيق المصالح الغربية والأمريكية، على حساب استقرار ومصالح باقي دول العالم وروسيا.

نتاليا فيترينكو زعيمة الحزب التقدمي الاشتراكي قالت إن حزبها قرر منح القذافي يوم الأمس الثلاثاء وسام "مقاوم النيتو" لوقوفه أمام "فاشية" أمريكا وباقي دول الحلف، على حد قولها.

ويأتي هذا القرار فيما يشبه الرد على مقترحات وجهها برلمانيون قبل أسابيع لسحب أوسمة أوكرانية كانت قد منحت سابقا للقذافي، لحضوره الدولي المشرف، واهتمامه بتطوير العلاقات بين البلدين.

لكن فياتشيسلاف شفيد المحلل والمستشار الرئاسي السابق فيما يتعلق بالأمن القومي قال إن القذافي ديكتاتور، فلا يحافظ على كرسيه لعقود في عالمنا الحالي إلا ملك أو ديكتاتور، وما يقوم به وأبناؤه هو إرهاب دولة، يهدف إلى إبقاء الحكم بيده ويد أبنائه.

انقلاب وتآمر

ويرى قادة أحزاب اليسار في ثوار ليبيا منقلبين على القذافي، ومتآمرين مع الحلف والغرب ضد النظام الليبي، الذي حافظ على استقرار وأمن ليبيا لعدة عقود، بينما ينظر إليه اليمين ومتابعون كمجرم حرب.

وقد أعلنت فيترينكو زعيمة الحزب التقدمي الاشتراكي أنها وجهت يوم الأمس رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، طالبته فيها بإيقاف تدخل النيتو في شؤون ليبيا الداخلية فورا، معتبرة أن مهمة الحلف خرجت عن إطار القرار الأممي رقم 1973 لحماية المدنيين.

وكانت فيترينكو قد زارت العاصمة طرابلس الأسبوع الماضي، ونشرت صورا ومقاطع فيديو لجمال العاصمة وهدوئها، معنونة بجمل تكذب وجود العنف في ليبيا.

وقال أليكسي بيريبيليتسيا القيادي في الحزب الشيوعي إن وسائل الإعلام تتحدث بشكل موجه عن مجازر يقوم بها القذافي ضد شعبه فقط، ولا تتطرق أبدا إلى فرضية أن يكون العنف دائرا لمنع انقلاب وتآمر يهدف إلى زعزعة البلاد والتمهيد لدخول الاحتلال، كما حصل في العراق.

يذكر أن برلمانيين أوكرانيين طالبوا خلال الأسابيع الماضية حكومة بلادهم بإعادة النظر بالعلاقات مع النظام الليبي، معتبرين أن على أوكرانيا أن تحافظ على صورتها، من خلال اشتراط الديمقراطية لعلاقات مثمرة وطويلة الأمد مع ليبيا.

الجزيرة نت + الرائد

اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)