توجه الرئيس الأوكراني مساء يوم الأمس إلى الشعب الأوكراني في كلمة متلفزة، أكد من خلالها على أن لا بديل عن الخيار الأوروبي في أوكرانيا، وأنه لن يستطيع أحد سرقة حلم أوكرانيا الأوروبي، بعد أن قطعت شوطا كبيرا على طريق التقارب مع أوروبا.
وفسر قرار تجميد مساعي الشراكة مع أوروبا بالمشاكل الاقتصادية القائمة، مشيرا إلى ضغوطات قائمة لم يذكرها، وإلى مشاكل قد تظهر إذا ما استعجلت أوكرانيا توقيع اتفاقية الشراكة مع أوروبا، ومعتبرا أن إغفالها بمثابة "تسليم للقدر"، يهدد الملايين بفقد وظائفهم بسبب الفترة الانتقالية لاقتصاد البلاد.
ومن جانبه لمح رئيس الوزراء الأوكراني ميكولا آزاروف إلى أن أوكرانيا "قد توقع" اتفاقية الشراكة مطلع العام 2014 المقبل، في تصريح اعتبر تراجعا عن تصريحات سابقة، قال فيها إن أولوية حكومته الآن إعادة العلاقات الاقتصادية الأوكرانية الروسية إلى طبيعتها.
رد المعارضة
رد المعارضة الأبرز جاء من قبل زعيمة المعارضة ورئيسة الوزراء السابقة المسجونة يوليا تيموشينكو، بإعلانها إضرابا مفتوحا عن الطعام، احتجاجا على قرار التجميد.
وتجدر الإشارة هنا إلى أن الإفراج عن تيموشينكو، أو السماح بخروجها للعلاج في ألمانيا، كان واحدا من أبرز شروط الاتحاد الأوروبي للشراكة مع أوكرانيا.
وقامت نواب المعارضة بتسجيل مشروع قرار لإقالة حكومة ميكولا آزاروف، معلنين أنهم جمعوا تواقيع 166 نائبا، في حين أن تواقيع 150 كاف للإقالة.
أما أحزاب وقوى المعارضة، فاعتبرت أن الرئيس ورئيس الوزراء يحاولان امتصاص الغضب الشعبي الذي أشعله قرار التجميد، ووصف فيتالي كليتشكو زعيم حزب الضربة "أودار" كلمة يانوكوفيتش بالضبابية، التي تطرح الكثير من التساؤلات بدل أن تقدم أجوبة.
وأوضح كليتشكو أن الرئيس أعلن من خلال كلمته أنه لن يوقع اتفاقية الشراكة، واكتفى بالحديث عن الإصلاحات والقيم الأوروبية، التي لم يعكسها قمع الاحتجاجات في الساحة الأوروبية وسط العاصمة كييف يوم الأمس، بل عكس "وقوفه ضد حرية وإرادة الشعب".
الحراك الشعبي
ميدانيا تواصلت تظاهرات الاحتجاج في العاصمة كييف وعدة مدن أخرى، ضمن فعاليات "الميدان الأوروبي" (يورو ميدان) التي ذكرت بميدان "الثورة البرتقالية" وتعيد أجوائه إلى الساحة السياسية والشعبية الأوكرانية.
ففي كييف تظاهر الآلاف في الساحة الأوروبية وسط المدينة، وحدثت اشتباكان مع رجال الشرطة التي حاولت تفريقهم إثر اعتداء بعضهم على سيارة حكومية زعموا أن فيها أجهزة تنصت، ما انتهى باعتقال شخصين من أنصار حزب الحرية المعارض.
أبرز التظاهرات كانت في مدينة لفيف غرب البلاد، التي يعظم فيها الحس القومي والكره التاريخي لروسيا، حيث تظاهر نحو 10 آلاف شخص.
وقد وصلت أعداد المتظاهرين إلى نحو 100 ألف في كييف يوم الأحد الماضي، ويتوقع أن يعود زخم التظاهر بقوة خلال يومي 28 و29 من الشهر الجاري، بالتزامن مع الموعد الذي قرر لتوقيع الاتفاقية، وفي ظل دعوات المعارضة وأنصارها، عبر منابرها ومواقع التواصل الاجتماعي.
أوكرانيا برس - الإعلام المحلي
حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022