مع اقتراب الذكرى الأولى لتظاهرات ساحة الميدان في العاصمة الأوكرانية كييف يزداد الاستياء الشعبي في البلاد. في ظلّ غياب الاصلاحات من جهة وقلة الفرص والمبادرات السياسية من جهة أخرى يتساءل البعض عن إمكانية خوض "ميدان" ثالث بعد مظاهرات العام الماضي والثورة البرتقالية منذ عشرة أعوام. يورونيوز تحدثت إلى تاراس شيفتشينكو الخبير الإعلامي والناشط الذي دعا إلى إصلاحات في إطار مبادرة أهلية واسعة اطلق عليها "حزمة الإنعاش الإصلاحي". هناك توازن في المجتمع بين الرغبة القوية لإجراء تغيير وحقيقة جمود المبادرات يقول شيفتشينكو.
"من الممكن تنظيم ميدان ثالث وهذا الأمر معروف لدى الحكومة والشعب. أتمنى أن يضع رجال السياسة في أفكارهم أنّ الشعب غير راض. وعدم الرضى قد يتطور إلى ميدان جديد، وقد لا يكون سلميا منذ البداية لأنّ هناك الكثير من الأسلحة هناك. آمل أن يكون هذا الأمر بمثابة ضمان أو حتى بمثابة حذر للحكومة لكي تبدأ بإعتماد اصلاحات، ولتبدأ التغييرات في هذا البلد".
أوكرانيا بصدد تشكيل حكومة جديدة بعيد انتخابها لبرلمان جديد. بعض نشطاء ساحة الميدان تمكنوا من دخول مجلس الشعب على غرار مصطفى نعيم الذي عمل كصحفي وناشط في مجال الحقوق المدنية. مصطفى نعيم كان من بين الأوائل الذين نددوا بقرار الحكومة تعليق إتفاق الشراكة مع الاتحاد الأوربي. هذا النائب يعتقد أنّ ثورة “الميدان” يجب أن تستمر في أروقة المباني الحكومية.
“لن أقول إنّ ثورة الميدان شيء من حكم الماضي. كل ما يحدث الآن في أوكرانيا هو بالأحرى نتيجة حرب "الميدان". يجب على الشعب مواصلة الضغط على الحكومة ومعرفة كل ما يحدث. لكن يجب أن نأخذ أيضا بعين الاعتبار أن لدينا ممثلين "للميدان" الآن في البرلمان الجديد، وهذا هو السبيل للضغط على أي نوع من المبادرات التي وضعت خلال كل هذه السنوات".
التشريعيات الأوكرانية المبكرة حملت عددا أكبر من النواب المناهضين لروسيا. نواب يسعون إلى تحقيق اصلاحات جذرية توازي آمال مظاهرات ساحة الميدان وتسريع التقارب أكثر من الاتحاد الأوربي. بالنسبة لرئيسة الوزراء السابقة يوليا تيموشنكو فالثورة البرتقالية ألهمت احتجاجات الميدان.
"إن الثورة الأولى التي اطلق عليها الثورة البرتقالية حُركت من قبل السياسيين. الثورة الثانية كانت من قبل الأشخاص أنفسهم. لأنهم لا يريدون العيش في “منطقة رمادية” لوقت أطول. تمردوا لصالح خيارهم الأوربي، أنا متأكدة، بإمكاننا تحقيق المزيد بعد الثورة البرتقالية. ليس لدي أي شك في أن الثورة البرتقالية مهدت الطريق للمعركة النهائية من أجل الحرية".
أنصار الرئيس السابق فيكتور يانوكوفيتش وبعض الحلفاء السابقين لحزب المناطق، الموالي لروسيا حصلوا على فرصة العودة إلى البرلمان خلال الانتخابات الأخيرة. ولكنهم يمثلون أقلية في البرلمان الجديد. برلمان خلا تماما من الشيوعيين.
يورونيوز
حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022