محمد صفوان جولاق – رئيس التحرير
لطالما تجنب المسؤولون الأوكرانيون الحديث عن مواجهة عسكرية مع روسيا، مع أنهم يحملونها مسؤولية دعم المسلحين الموالين لها في شرق البلاد، ويتهمونها باحتلال إقليم شبه جزيرة القرم جنوبا.
لكن مراقبين يعتبرون أن المواجهة العلنية قد تكون وشيكة، لاسيما بعد أن أعلنت موسكو مقتل مواطن روسي قرب الحدود مع أوكرانيا بقذيفة أوكرانية، وتلميحها إلى توجيه "ضربات محددة" في الأراضي الأوكرانية.
المتحدث باسم مجلس الأمن القومي أندريه ليسينكو قال يوم الأمس إن "روسيا ماضية على طريق تصعيد الأزمة في شرق أوكرانيا"؛ مشيرا إلى نشرها وحدات ومعدات عسكرية عبر جزء من الحدود المشتركة، يمتد بين منطقتي سومي ولوهانسك.
وقال الرئيس بيترو بوروشينكو إن ضباطا من الجيش الروسي يشاركون إلى جانب الانفصاليين في القتال ضد القوات الأوكرانية، مؤكدا أن "نظاما صاروخيا روسيا جديدا يستخدم في صفوف الانفصاليين".
وفي هذا الإطار، قال فلاديسلاف سيليزنيوف المتحدث باسم "عملية مكافحة الإرهاب" التي أطلقتها أوكرانيا ضد الانفصاليين، قال إن إسقاط طائرة "أنتونوف 26" العسكرية قبل يومين تم بسلاح لم يكن موجودا لدى الانفصاليين، ولهذا قررت القيادة وقف الطلعات الجوية حتى إشعار آخر، في إشارة إلى أنه السلاح قد يكون روسي المصدر.
سياسة الفوضى
ويأتي هذا التصعيد بعد انتصارات هامة حققتها أوكرانيا بتحرير عدة مدن ونقاط حدودية كان يتمركز فيها المسلحون الانفصاليون، يرى خبراء أن روسيا تحاول وقفها لتحقيق مصالحها وأهدافها في أوكرانيا.
دميتري تيمتشوك الخبير في مركز الدراسات السياسية العسكرية بوزارة الدفاع الأوكرانية، قال إن روسيا تريد استمرار الفوضى في أوكرانيا لتشغل كييف عن مساعيها واهتماماتها الاقتصادية وغيرها مع الاتحاد الأوروبي؛ فاستخدمت لذلك مواليها ومرتزقة منها، لكنها تفكر جديا بالتدخل المباشر لوقف "عمليات التنظيف الأوكرانية" التي طوقت التمرد.
وأوضح أن هدف روسيا ليس بالضرورة الحرب مع أوكرانيا أو الاستحواذ على شرقها، وإنما إطالة أمد الفوضى فيها، لكي يسأم الشعب من أعباء التوتر وضعف الاقتصاد وتوتر العلاقات، ثم تعود إلى البلاد سلطات موالية لها، تماما كما فعلت موسكو مع الحكم البرتقالي 2005-2010، ولكن بأوراق ضغط أكثر وأقوى.
سباق الزمن
ويرى مراقبون أن الموقف الأوكراني سيكون صعبا إذا ما اتخذ قرار المواجهة، وهو حاليا يسابق الزمن لخمد التمرد الانفصالي حتى لا يستمر لشهور أكثر.
إيهور كوهوت رئيس مركز السياسات التشريعية في كييف، قال إن قدرة أوكرانيا على مواجهة روسيا محدودة، بحكم فارق العدة والعتاد والخبرة، رغم انتشار السخط الشعبي على موسكو في معظم أرجاء البلاد، وقوة الإرادة والمعنويات العالية في صفوف المقاتلين، على حد قوله.
واعتبر أن الوصول إلى شهر أيلول/سبتمبر المقبل دون فرض السيطرة يعني أن ملايين السكان في شرق البلاد سيكونون عاطلين عن العمل والدراسة، وهذا سيكون كارثيا على اقتصاد البلاد المتعثر، وكذلك على مساعيها الأوروبية. مضيفا: "هذا يعني أن أوكرانيا ستدخل في أزمة جديدة، فيها نزوح وبطالة وشلل اقتصاد".
اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)
أوكرانيا برس - الجزيرة
حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022