شهد المركز الثقافي الإسلامي بالعاصمة الأوكرانية كييف يوم الأمس عقد ندوة علمية ثقافية حول واقع وحجم وتأثير "الإسلاميين" في الدول العربية الثائرة على أنظمتها.
عقدت الندوة بدعوة من قبل مركز الدراسات الإسلامية في كييف، وبرعاية اتحاد المنظمات الاجتماعية "الرائد"، الذي يعتبر أكبر مؤسسة أوكرانية تعنى بشؤون الإسلام والمسلمين في أوكرانيا، والإدارة الدينية لمسلمي أوكرانيا "أمة".
وحضر الندوة عدد من العلماء والباحثين في مجالات الدين والفلسفة، إضافة إلى مستشرقين وطلاب جامعات وممثلين عن عدة مؤسسات حكومية معنية.
وعنها قال سعيد إسماعيلوف مفتي الإدارة الدينية لمسلمي أوكرانيا "أمة" إن من واجبنا كمسلمين أن نوضح الصورة الإسلامية كما هي للساسة والنخب المثقفة في المجتمع الأوكراني.
وأضاف مفسرا: عقدنا ورعينا عدة فعاليات مماثلة حول عدة حركات وتيارات إسلامية بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001، بينا فيها أن الإسلام دين رحمة وسلام ينبذ ويحرم العنف والإرهاب.
أهمية من الواقع
وبحسب المنظمين في مركز الدراسات الإسلامية فإن أهمية عقد الندوة تأتي من الواقع الذي فرضه الربيع العربي، وخاصة في تونس ومصر، حيث كان للجماعات والتيارات الإسلامية الدور الأكبر في تحريك الشارع وتنظيمه، وبات واضحا أنها تحظى بالشعبية الأكبر مقارنة مع غيرها من القوى.
واعتبر فياتشيسلاف شفيد المستشار الرئاسي السابق فيما يتعلق بالأمن القومي أن معرفة تلك الجمعات والتيارات قد تكون ركيزة أساسية لأية علاقات مستقبلية مع الدول الثائرة.
وأضاف أن من الحكمة أن تعيد أوكرانيا ودول العالم حساباتها في تصنيف القوى والحركات الإسلامية، فإن اعتبارها إرهابية أو رجعية أو حتى دينية سيؤدي إلى القطيعة مع الكثير من دول العالمين العربي والإسلامي، ومنها دول هامة على الساحة الدولية كمصر.
وأوضح أن جماعة "الإخوان المسلمين" على سبيل المثال لا تفصل الحياة الدينية عن السياسية أو الاقتصادية أو الاجتماعية وغيرها، وتعتبر الإسلام منهج حياة.
آراء متباينة
وقد تباينت وجهات النظر والآراء لدى المشاركين بالندوة من خلال بحوثهم ومداخلاتهم، بين من اعتبر معظم الجماعات والتيارات والحركات الإسلامية البارزة "راديكالية متطرفة"، وبين من رآى أنها بنهجها الأقرب إلى المنطقية والديمقراطية.
فقد أشار بعضهم إلى أن العيد منها محظورة في عدة دول عربية، لأنها تتبنى العنف، وتقصي الآخر، وتفرض التدين، كما تدعم حركات "إرهابية متطرفة" خرجت من رحمها في دول مجاورة، في إشارة إلى دعم جماعة الإخوان لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، ودعم بعض التيارات السلفية للقاعدة وجماعة طالبان.
لكن البعض الآخر اعتبر أنه يجب إعادة النظر بمعادلة الإرهاب والتطرف التي حسبت نتائجها أطراف محدودة، وتبنتها دول عديدة، وأشاروا إلى أن الاتحاد الأوروبي عقل هذا الأمر، ويجري مفاوضات مع معارضين يحسبون على التيار الإسلامي، أو حتى مع حركات إسلامية كحماس، وإن كانت بصورة غير مباشرة.
يقول سيران عريفوف المفكر ورئيس مركز الرضوان الإسلامي في القرم إن حدة النقاش الذي اتسمت به الندوة يعكس جزءا من الهاجس الموجود لدى الغرب من تسلق إسلاميين سلم السلطة في دول العالم العربي، وسبب هذا الهاجس هو غياب المعلومة الصحيحة حول حجم وواقع الإسلاميين في تلك الدول.
أوكرانيا برس
اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)
حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022