محمد صفوان جولاق – رئيس التحرير
لأول مرة منذ بداية الأزمة الأوكرانية، حلت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ضيفة على أوكرانيا اليوم، في وقت تصاعدت فيه حدة التوتر بين كييف وموسكو، كما تصاعدت حدة المواجهات بين القوات الأوكرانية والمسلحين الانفصاليين الموالين لروسيا في شرق البلاد.
الرئيس بيترو بوروشينكو استقبل ميركل، وعقد معها لقاء خيم عليه تطابق وجهات النظر، فلم يستغرق كل الوقت الذي حدد له، ثم خرجا مبتسمين لعقد مؤتمر صحفي مشترك، بدأه بوروشينكو بتكرار الشكر لألمانيا وأوروبا على مواقفها، وبالإثناء على ميركل التي وصفها بـ"محامية أوكرانيا".
الجانبان أكدا على أهمية تجنب الحرب رغم مؤشراتها، وأهمية العودة إلى الحوار ليعود السلام إلى شرق أوكرانيا، ويتم إصلاح البنية التحتية؛ وأعلنت ميركل أن الاتحاد الأوروبي قرر مساعدة أوكرانيا بخمسمائة مليون يورو لإعادة إعمار ما تضرر في منطقتي دونيتسك ولوهانسك حيث تدور المواجهات.
الحل الدبلوماسي
زيارة ميركل وصفت بأنها زيارة تأكيد على موقف أوروبا الداعم لأوكرانيا في أزمتها مع روسيا، قبل أن تكون زيارة تمهد للقاء القمة المرتقب بين الرئيسين بوروشينكو وبوتين الثلاثاء في العاصمة البيلاروسية مينسك.
ميركل جددت تأكيد بلادها والاتحاد الأوروبي على عدم الاعتراف بضم إقليم شبه جزيرة القرم إلى روسيا، واعتبرت أنه أخطر حدث ويهدد أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.
ولكن ميركل وبوروشينكو تجنبا الحديث عن مواقفهما في حال حدث غزو روسي كما تتخوف كييف، بل أكدا على أن الدبلوماسية خيار وحيد لحل الأزمة.
وفي هذا الصدد، قالت ميركل إن ألمانيا لا تنوي فرض عقوبات إضافية على روسيا؛ وقال بوروشينكو إن "الحرب ليس خيار الأوكرانيين، ولكن المواجهة مع المتمردين فرضت عليهم، وإذا ما سحبت روسيا مرتزقتها فسيعود الاستقرار سريعا"، معبرا عن تفاؤله بإمكانية أن تحقق قمة مينسك المرتقبة نجاحا.
حلول وسط
واللافت أن الرئيس والمستشارة لمحا إلى إجراء تعديلات دستورية تضمن تعزيز صلاحيات المناطق الأوكرانية، ولكن دون تقسيمها إلى فيدراليات كما اقترحت روسيا سابقا.
تعزيز الصلاحيات يضمن للأقاليم الشرقية حقوقها، ويراعي خصوصية ارتباطها الثقافي والاجتماعي واللغوي بروسيا، والأهم أنه يضمن الحفاظ على وحدة وسيادة أوكرانيا على أراضيها، كما قالت ميركل.
إيغور كوهوت رئيس مركز التشريع السياسي في كييف، قال: موضوع تعزيز صلاحيات الأقاليم هو اقتراح برز اليوم كحل وسط يجنب الجميع الحرب، لكنه حل لا يحمل مبشرات برأيي، لأنه موسكو رفضته سابقا، وأصرت على فيدرالية أوكرانيا لضمان أمن حدودها الشرقية.
وأضاف: "ميركل تحاول خلق توازن في المواقف بين أوكرانيا وروسيا قبل قمة مينسك، ولكني "أعتقد أن الهوة باتت أكبر من أن تسد سريعا هكذا، لأن الأزمة ازدادت تعقيدا اليوم بضم القرم، وبأزمة الغاز، وبدعم روسيا للانفصاليين، واستعدادها لغزو علني واسع النطاق".
دعم أكبر
ويرى مراقبون أن أوكرانيا تعول أكثر على دعم الغرب، ليخرج عن الإطار السياسي والمالي إلى العسكري، لاسيما إذا ما اجتاحت روسيا الأراضي الأوكرانية.
أوليسكاندر بالي كاتب ومحلل سياسي في صحيفة النهار الأوكرانية "دين"، قال: "الأوكرانيون اليوم يعولون أكثر على دعم الغرب، الذي دعم احتجاجاتهم وإرادتهم للبعد عن تسلط روسيا والتقارب مع أوروبا".
ورأى أن مواقف بعض الدول الأوروبية ليست موحدة، وتفتقد إلى الصرامة، وقال: "على تلك الدول أن تعي حجم التهديد الذي تشكله روسيا اليوم بعد أن أبرزت نواياها العدوانية ضد أوكرانيا".
وأوضح بالقول إن "الدعم السياسي والاقتصادي لم يعد يكفي، والسلطات الروسية لا تفهم إلا لغة الضغط والعقوبات، وإلا فإن أوكرانيا ستبقى دولة مضطربة غير مستقرة، لروسيا نفوذ عسكري على أراضيها، وفي هذا تهديد مباشر لأمنها وأمن الدول الأوروبية المتاخمة لها".
اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)
أوكرانيا برس - الجزيرة
حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022