منذ انطلاقة الثورة السورية في آذار/مارس من العام الماضي، شهدت العاصمة كييف وعدة مدن أوكرانية تظاهرات مؤيدة ومعارضة للرئيس السوري بشار الأسد ونظامه، نظمت عدة مرات أمام السفارتين السورية والروسية، وأمام مبنى وزارة الخارجية ومبنى فرع منظمة الأمم المتحدة، أو حتى في ساحات عدة مدن كبرى كخاركيف ودونيتسك وغيرها.
وبالإضافة إلى التظاهرات، نظمت عدة ندوات ولقاءات مؤيدة ومعارضة، شارك فيها سوريون وغيرهم من أبناء الجاليات العربية والإسلامية في أوكرانيا، كما شارك ممثلون عن عدة مؤسسات دينية، وأحزاب سياسية أوكرانية.
السوريون
واللافت الجدير بالذكر أن الأحداث قسمت السوريين في أوكرانيا منذ بدايتها، فكان حجم التأييد والمعارضة متساويا تقريبا، بين من اعتبرها "فورة عابرة" أو أكد على أنها "ثورة مستمرة".
إلا أن تسارع الأحداث بين أن الكفة مالت وبشكل ملحوظ لا شك فيه لصالح معارضي الأسد ونظامه، فزادت أعدادهم وأعداد أنصارهم، مقابل تراجع أعداد المؤيدين وأنصارهم، رغم الدعم الذي قدمته وتقدمه السفارة لهم.
وكان من ذلك استقالة وخروج عدة شخصيات سورية عن قيادة وعضوية الجالية المؤيدة، وكذلك تشكيل "البيت السوري" المعارض في مدينة خاركيف، والسعي لتشكيل "الجالية السورية الحرة" في العاصمة كييف وغيرها من المدن.
ويفسر الرئيس السابقة للجالية في العاصمة كييف يوسف الأشرم هذا بأن استمرار النظام بالقتل دفع السوريين في أوكرانيا للسير وفق الضمائر التي رفضت الكذب والنفاق أمام العنف والقتل.
ويذهب آخرون إلى أبعد من ذلك، فيرون أن التأييد في سوريا وأوكرانيا بات مبنيا على أساس طائفي، لكنه يعمد إلى الدفع برموز من أتباع مذاهب وقوميات أخرى، لتجميل الصورة وستر الحقيقة الطائفية.
المسلمون والجاليات
وبالانتقال إلى الحديث عن تفاعل المسلمين والجاليات، يبدو واضحا أن معظم الجاليات والمؤسسات الإسلامية في أوكرانيا جهرت بمعارضة الأسد ونظامه، وكفرت بأساليب تصديه الأمنية والعسكرية للحراك الشعبي ضده.
وبالمقابل، ورغم قلة أعدادهم وحجم وتأثير حضورهم، لا يزال بعض المسلمين وأبناء الجاليات يجهرون بدعم الأسد وتأييده ضد "المؤامرة العربية والإقليمية والعالمية والكونية ضده"، وهم غالبا لبنانيون من أنصار "حزب الله" وحركة "أمل"، أو من أتباع تيارات إسلامية ذات أصول لبنانية، كالإدارة الدينية لمسلمي أوكرانيا.
الحكومة والأحزاب
أما على الصعيد السياسي الأوكراني، فلا تزال الأحزاب الشيوعية والاشتراكية هي المؤيد الأكبر للأسد بأساليبه وحزم إصلاحاته، في حين تنتقد الأحزاب الكبرى ما تصفه بإجرامه.
ورغم تردد الحكومة كثيرا عن إصدار موقف، واقتصارها دعواتها مرارا على نبذ العنف والدعوة للحوار وضبط النفس، إلا أنها وصلت على ما يبدو إلى طريق مسدود مع آمال دعواتها، لتبدأ بإجلاء رعاياها من سوريا قبل عدة أسابيع، وليعلن نائب وزير خارجيتها أن الأسد تأخر...
أوكرانيا برس
اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)
حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022