من الرياضية إلى السياسية.. كليتشكو الأوكراني على خطا شوارزنيغر الأمريكي

محمد صفوان جولاق – رئيس التحرير

بالتزامن مع موعد إجراء الانتخابات الرئاسية يوم الأحد الماضي، انتخب سكان العاصمة كييف بطل الملاكم العالمي في الوزن الثقيل فيتالي كليتشكو عمدة للمدينة، تماما كما فعل سكان ولاية كاليفورنيا الأمريكية قبل أعوام قليلة مع أرنولد شوارزنيغر بطل رياضة كمال الأجسام والنجم السينمائي.

البطولة والشهرة وحدت خطا ومصير كليتشكو وشوارزنيغر في عالم السياسة، ولعل ولع كل منهما باللآخر ساهم بذلك أيضا، ففيتالي (وأخوه الملاكم فولوديمير) لم يخفيا إعجابا بأرنولد على مواقع التواصل الاجتماعي، وإقرارا بأنه كان بالنسبة لهما قدوة؛ ونشرا صورا قلدوا من خلالها وضعيات استعراضية للعضلات تميز بها؛ وكذلك فعل هو.

وليحقق فيتالي كليتشكو هذا التطابق في المصير، تخلى عن المشاركة بسباق الرئاسة الذي اعتزم دخول مضماره، وأعلن دعمه لصالح بيترو بوروشينكو، ما أدى إلى فوزه كبير حققه في جولة الانتخابات الأولى.

نجاح وفشل

كليتشكو ترك الحلبة ودخل عالم السياسية وفاز بالمنصب الذي أراد، لكن قصة نجاحه لم تنطبق على آخرين كان لهم شهرة كبيرة أيضا في عالم الرياضة أو حتى الفن.

قصة لاعب كرة القدم أندريه شيفتشينكو (شيفا) هي الأكثر طرحا في هذا الإطار، فقد لقب بالقيصر، خاصة عندما كان يلعب كمهاجم في صفوف ميلان وتشيلسي ودينامو كييف، ولقب بشيفا العجوز في نهاية مسيرته الكروية.

لكن شيفا فشل بإحراز أي لقب في عالم السياسة الذي أراد دخوله من بوابة الانتخابات البرلمانية 2012، فقرر اعتزال اللعب بعد بطولة اليورو 2012، وأصبح قياديا في حزب "أوكرانيا إلى الأمام"، الذي مني بخسارة كبيرة في الانتخابات، ليختفى بعدها عن عالمي الرياضة والسياسية معا.

عمل حزبي

البطولة والشهرة قد لا تكفي لتحقيق النجاح السياسي على ما يبدو، بل مقومات أخرى، من أبرزها ممارسة السياسة قبل دخولها، كما يعتبر مراقبون.

أوليسكاندر بالي الكاتب والمحلل السياسي في صحيفة النهار الأوكرانية "دين" قال إن كليتشكو برز بقوة مع بدء الاحتجاجات ضد نظام الرئيس المعزول فيكتور يانوكوفيتش في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، كأحد أبرز قادة المعارضة آنذلك، لكنه كان خلال عدة أعوام سابقة زعم حزب سياسي جديد، زادت شعبيته شيئا فشيئا.

وأضاف: "كليتشكو لم يصبح سياسيا مخضرما بعد، وأعتقد أنه قرر عدم المشاركة في الانتخابات الرئاسية لهذا السبب، وإلا فإن الأعباء كانت ستكون صعبة عليه كرئيس أو حتى وزير".

واعتبر بالي أن ثمة سقفا لا يستطيع تجاوزه من يدخل عالم السياسة من الرياضيين أو الفنانين، لأنه يبقى نجما رياضيا أو فنيا بطبعه وأعين الناس، و"لهذا فشل وسيفشل الكثيرون من الباحثين عن نجومية جديدة سهلة في السياسة، التي كثيرا ما تصبح هدفا لمعتزلي الرياضة والفن."، على حد قوله.

اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)