يعقد رؤساء روسيا وفرنسا واوكرانيا والمستشارة الالمانية قمة الاربعاء في برلين حول عملية السلام في اوكرانيا، ستكون الاولى منذ عام وسط اجواء من التوتر بين الغرب وموسكو بشأن سوريا وبعض الانفراج بين روسيا واوكرانيا.
وبعد مفاوضات تجري منذ ايام ولم تكن نتيجتها مؤكدة، اعلن في نهاية الامر الثلاثاء عقد اللقاء بين فلاديمير بوتين وفرنسوا هولاند وبترو بوروشنكو وانغيلا ميركل الاربعاء في برلين.
لكن لا يتوقع احراز اي تقدم عملي اذ ان غياب الثقة بين الاطراف كبير بل تفاقم بين الروس والغربيين بسبب النزاع السوري.
وفي هذا السياق، قالت ميركل انها لا تتوقع "معجزة"، فرغم الجهود الدبلوماسية التي بذلت منذ اخر قمة في باريس في تشرين الاول/اكتوبر 2015 "لم نصل الى المرحلة التي نسعى الى بلوغها" بسبب عدم ارساء وقف دائم لاطلاق النار بين القوات الاوكرانية والمتمردين.
واضافت "الامر يراوح مكانه على مستويات عدة، وقف اطلاق النار والمسائل السياسية والقضايا الانسانية".
من جانبه، قال وزير الخارجية الفرنسي جان مارك آيرولت ان هدف قمة الاربعاء هو "تحقيق تقدم بشأن القانون الانتخابي وحول وضع دونباس" لتجري الانتخابات المحلية فيه.
- لا تفاؤل -
اضاف آيرولت "ما زالت هناك مسائل تتعلق بالبرنامج الزمني والامني. هناك ممانعة من قبل اوكرانيا التي لا تشعر بالثقة".
وهذا التفاؤل المحدود غاب عن تصريحات المسؤولين الروس والاوكرانيين التي تلت الاعلان عن الاجتماع.
فقد صرح الرئيس الاوكراني انه "لا يتوقع الكثير من هذا اللقاء" الرباعي. وقال "هل انا متفائل؟ نعم انا متفائل بمستقبل اوكرانيا لكن للاسف لست على هذه الدرجة من التفاؤل لاجتماع غد. لكن ساكون سعيدا اذا كذبتني" الوقائع. واكد بوروشنكو ان "السلام في اوروبا يتوقف على بوتين حصرا".
وقد اثار سخط الرئاسة الروسية بعدما قال على موقع الرئاسة الاوكرانية ان لقاء برلين يهدف الى "دفع روسيا الى تطبيق اتفاقات مينسك".
وقال ديمتري بيسكوف الناطق باسم بوتين ان "هذه الصيغة تثبت الى اي درجة لا تنوي اوكرانيا فيها تنفيذ واجباتها". واضاف "نعرف حول هذه النقطة ان الوضع غير واضح وحاليا لا تفعل كييف شيئا".
لكن العواصم الاربع متوافقة على ان لا بديل من الاتفاقات التي وقعت في مينسك.
واسفر النزاع عن نحو عشرة الاف قتيل منذ اندلاعه في نيسان/ابريل 2014. وعلى الرغم من اعلان وقف اطلاق النار مرات عدة، تجري مواجهات باستمرار على طول خط الجبهة.
وتتهم موسكو بانها تؤجج النزاع عبر تسليح ودعم الانفصاليين، لكنها ترفض هذه الاتهامات وتصر في المقابل على ان اوكرانيا لم تف بالتزاماتها بهدف ارساء حكم ذاتي موسع في شرق البلاد.
وتاتي قمة برلين ايضا على خلفية توتر روسي اميركي حول سوريا وعشية قمة للاتحاد الاوروبي ستبحث العلاقات مع موسكو والقصف الذي تتعرض له مدينة حلب السورية والعقوبات التي فرضت بسبب النزاع الاوكراني وضم شبه جزيرة القرم.
- "اخطر من الحرب الباردة" -
وشددت ميركل على ان الملف السوري سيبحث الاربعاء في برلين انطلاقا من الوضع الانساني "الكارثي" في سوريا "بسبب القصف السوري والروسي". واعتبرت انه "لا يمكن استبعاد" مسالة فرض عقوبات على روسيا.
واعلنت باريس عن عقد اجتماع حول سوريا بعد القمة بين القادة الثلاثة.
ودان الاتحاد الاوروبي بشدة الثلاثاء روسيا لتسببها في "معاناة لا توصف" من خلال حملة القصف على مدينة حلب السورية، مشيرا الى ان الغارات الجوية التي تشنها موسكو ودمشق قد ترقى الى مستوى "جرائم الحرب".
الا ان روسيا اعلنت الثلاثاء وقف غاراتها في مدينة حلب في "بادرة حسن نية" وللسماح باجلاء المدنيين من الاحياء الشرقية في هذه المدينة التي تتعرض لقصف كثيف منذ شهر.
وفي هذه الاجواء قال وزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتاينماير في بداية تشرين الاول/اكتوبر ان المرحلة الحالية "اخطر" من فترة الحرب الباردة لان "موسكو وواشنطن كانتا تعرفان الخطوط الحمراء لكل منهما وتحترمانها".
وتشهد العلاقات بين القوتين العظميين توترا منذ فشل هدنة في سوريا تم التفاوض حولها الشهر الماضي.
واخيرا، تعقد قمة برلين بينما تشهد العلاقات بين بوتين وهولاند فتورا.
وقد الغى بوتين زيارة كانت مقررة الاربعاء لباريس بعدما تساءل الرئيس الفرنسي عن جدوى لقاء معه بسبب "جرائم الحرب" اتنهم روسيا بارتكابها في سوريا.
اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)
AFP
حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022