"قريش" رياضة مصارعة من تراث تتار القرم المسلمين في أوكرانيا (صور)

"قريش" تحظى بشعبية كبيرة وسط تتار القرم
"قريش" تحظى بشعبية كبيرة وسط تتار القرم
نسخة للطباعة2011.09.06

"قريش" رياضة مصارعة تحظى بشعبية كبيرة لدى تتار إقليم شبه جزيرة القرم المسلمين جنوب أوكرانيا، وينسب بعضهم اسمها إلى صراع المسلمين مع كفار قريش في صدر الإسلام، حتى باتت كلمة "قريش" بحد ذاتها تشير إلى هذه المصارعة تحديدا باللغة التترية.

ولرياضة قريش في القرم اتحاد أسس في العام 2008 يجمع ممارسيها، وينظم بطولات دورية نصف سنوية على مستوى قرى ومدن الإقليم.

ولها قواعد خاصة تميزها عن رياضة المصارعة التقليدية، ولعل من أبرزها أن كلا المتصارعين يربط جسم خصمه بحبل، ويتغلب عليه إذا لم يفلت الحبل من يده، وتمكن من وضع ظهر خصمه على الأرض خلال خمس دقائق فقط.

بطولة

وبمناسبة عيد الفطر السعيد انطلقت في آخر أيامه أمام مبنى المركز الثقافي الإسلامي بمدينة سيمفروبل وسط الإقليم بطولة برياضة "قريش"، رعاها اتحاد "الرائد" الذي يعتبر أكبر مؤسسة إسلامية في أوكرانيا، وشارك فيها 90 شخصا تتريا من مختلف الفئات العمرية والأوزان.

وحظيت البطولة باهتمام رسمي وإعلامي بارز، حيث حضرها ممثلون عن عدة وزارات في حكومة الإقليم الذي يتمتع بنظام حكم فيدرالي شبه مستقل، بالإضافة إلى عدة مؤسسات ثقافية واجتماعية ووسائل إعلام.

وقال ممثلون عن اتحاد اللعبة إنه عادة ما يشارك ببطولات اللعبة نحو 200 شخص لما تحظى به من إقبال وشعبية، لكن انتهاء موعد الأجازة الصيفية حال دون مشاركة أعداد أكبر.

كأس وخروف

وبالرغم من قلة أعداد المشاركين إلى أن جولات البطولة كانت ممتعة وشيقة وفق معظم من حضرها من التتار وغيرهم، خاصة وأنها اتسمت باحتراف وتقارب مستويات المتصارعين.

وكانت المفاجئة الطريفة في نهايتها عندما سلم تيمور بريمشوييف الفائز على جميع الفائزين"خروفا حيا" بالإضافة إلى كأس البطولة، وفي ذلك رمز إلى أشهر الجوائز التي كان التتار يتنافسون عليها سابقا، في المهجر قبل العودة إلى أوكرانيا المستقلة، وقبل قيام اتحاد اللعبة.

وعبر بريمشوييف عن سعادته بالجائزة رغم مفاجئته بها، وقال إنه سيحاول البقاء دائما في الصدارة لعله يستطيع جمع قطيع كبير من الخرفان.

تراث وهوية

ويعتبر التتار أن "قريش" جزء من هويتهم وتراثهم، ولذلك يحرصون على ممارستها وتعليمها لأبنائهم عند كل فرصة ومناسبة.

يقول د. أمين القاسم الباحث في تاريخ القرم إن التتار حرصوا بعد التهجير القسري، الذي تعرضوا له أواسط القرن الماضي إبان حكم الزعيم السوفييتي ستالين، حرصوا على العيش في تجمعات كالمخيمات، الأمر الذي ساهم بحفظ جزء كبير من هويتهم وثقافتهم ولغتهم التترية الإسلامية.

ويقول رستم كازاكوف رئيس اتحاد اللعبة إن التتار كانوا ينظمون بطولات "قريش" على مستوى الحي والقرية والمدينة قبل التهجير وبعده، وكانت الجوائز بسيطة رمزية، كديك أو دجاجة أو خروف، حتى أصبحت جزئا من تقاليد اللعبة التراثية، لا يخلوا من طرافة الآن بعد أن أصبح لها اتحاد ينظمها ويشجعها.

أوكرانيا برس - الجزيرة نت

اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)

حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022