سيران عريفوف - مفكر إسلامي ومدير مركز "الرضوان" لتحفيظ القرآن في أوكرانيا
- هلا عرفت قراء موقعنا بشخصك الكريم؟.
بسم الله، الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، يسعدني بداية أن أتحدث إليكم متمنيا لكم التوفيق والتميز.
اسمي سيران عريفوف، أنا أوكراني من تتار القرم، عمري 32 عاما، متزوج ولدي ثلاثة أولاد. أحمل شهادة ماجستر في الشريعة الإسلامية من جامعة الجنان في جمهورية لبنان. أعمل حاليا مديرا لمركز "الرضوان" لتحفيظ القرآن الكريم في القرم، وعضوا في الهيئة الشرعية للإفتاء في أوكرانيا، وأكتب في الفكر والدين لعدة صحف محلية.
- هلا حدثتنا عن مركز الرضوان؟.
افتتح مركز الرضوان في العام 2002م بدعم من قبل الهيئة العالمية لتحفيظ القرآن الكريم، وكان أول مؤسسة في أوكرانيا لتحفيظ القرآن الكريم بعد الاستقلال عام 1991م عن الاتحاد السوفيتي، وهو مركز يشرف عليه اتحاد المنظمات الاجتماعية "الرائد" وينضوي تحت لوائه كغيره من المراكز الإسلامية في مختلف أرجاء أوكرانيا.
ولايفوتني أن أتقدم بالشكر الجزيل والامتنان للدكتور عبد الله بن علي بصفر الأمين العام للهيئة العالمية لتحفيظ القرآن الكريم، على جهوده وحرصه الشديد على افتتاح ودعم هذا الصرح القرآني في أوكرانيا، ومتابعة أخباره وإنجازاته.
إن الهدف الأكبر لمركز الرضوان هو تعزيز ارتباط مسلمي أوكرانيا عموما وتتار القرم المسلمين خصوصا بدينهم، من خلال حفظ القرآن ودراسته، وكذلك تحفيظه لهم بعد سنوات الحقبة السوفييتية التي قتل وشرد ومات خلالها الحفظة، فأصبح القرآن في نهايتها رمزا فقط، ولم يعد دستورا ومنهاج حياة.
كما يقوم المركز بإعداد أئمة لمساجد القرم، ليحملون الفكر الوسطي المعتدل، وليعملون على تصحيح الصورة المشوهة عن الإسلام فيه، حيث يدرسون فيه العلوم الشرعية، إضافة إلى تحفيظ القرآن الكريم.
- من هم طلاب المركز، وماذا تقدمون لهم؟.
يستوعب المركز 25 طالبا، وهم أبناء التتار أو الأوكرانيين الذي اعتنقوا الإسلام، أو حتى أبناء الجاليات العربية والإسلامية المقيمة في مختلف أقاليم ومدن البلاد.
تتراوح أعمارهم بين 13- 17 عاما، يدرسون في المركز مدة 3 أعوام، حيث نقوم بتأمين احتياجاتهم من مسكن ومأكل ومواصلات، وينهون الدراسة في المركز إلى جانب دراستهم في المدارس الحكومية.
- ما هي أبرز الإنجازات التي حققها المركز منذ التأسيس وحتى يومنا هذا؟.
قام المركز بتخريج 20 حافظا لكتاب الله بعد نحو 100 عام من الانقطاع عنه وحرمان مسلمي أوكرانيا من أبسط حقوقهم الدينية.
وخرج 80 طالبا يحفظ ما لا يقل عن 7 أجزاء، وشارك العديد من طلاب المركز مسابقات محلية ودولية (في أوكرانيا ودبي وليبيا ومصر والسعودية وقرغيزيا وكرواتيا وغيرها).
كما خرجنا نحو 120 داعية وإماما يحملون الفكر الوسطي ويفهمون الإسلام فهما سليما يبعد عن التسيب والتطرف.
ونحن نتابع خريجينا من حفظة القرآن الكريم في دراستهم المدرسية والجامعية، سواء الإنسانية منها أو الشرعية، في جامعات داخل وخارج أوكرانيا، حتى نبقى على تواصل، ونصل بهم إلى أفضل النتائج التي تجعلهم نموذجا للشخصية الإسلامية بين المسلمين والمجتمع المحيط.
- ما الذي لم يتحقق وتطمحون إليه؟.
نأمل أن نتمكن من افتتاح مركز لتحفيظ القرآن الكريم للفتيات، إذ لا يوجد في أوكرانيا أي مؤسسة تعنى بتحفيظ القرآن للإناث على أهمية هذا الأمر.
الفتيات أكثر إقبالا من الذكور على الدين، وأكثر حرصا على حفظ القرآن الكريم، وفتيات اليوم هو أمهات ومربيات الأجيال في الغد، ولابد من الاهتمام بالمرأة المسلمة لصنع مجتمع متماسك بالقيم والأخلاق الإسلامية السمحة.
إن تفرغ الإناث للحفظ والتعلم في المركز أصعب من تفرغ الذكور، خاصة وأن الدراسة قد تفرض على الطلاب ترك مدنهم وقراهم والبعد عن ذويهم أثناء الدراسة، لكن هذه مشكلة يجب أن تحل، وستحل بإذن الله، ونحن حقيقة نستبشر برغبة قوية لدى الكثير من الآباء لتحفيظ بناتهم في مركز خاص بهم.
- كيف تنظرون إلى واقع الإسلام والمسلمين في أوكرانيا؟.
نحمد الله رب العالمين، فبعد مضي عشرين عاما على الاستقلال وبدء عودة تتار القرم المسلمين إلى وطنهم من المهجر أصبحت الحرية الدينية مكفولة لهم ولجميع المواطنين في أوكرانيا.
إن الصحوة الإسلامية في أوكرانيا بنمو مستمر، حيث تزداد أعداد المصلين يوما بعد يوم، ونحاول من خلال مركزنا واتحاد "الرائد" توجيه وترشيد هذه الصحوة نحو فهم سليم لديننا الحنيف، وخاصة وسط الأئمة والدعاة، حتى يتميزوا بالحكمة في دعوة أبناء قومهم وتعريف غير المسلمين بالإسلام، وليكونوا أساسا في استقرار المجتمع متعدد الديانات والإثنيات والأعراق الذي نعيش فيه.
- هل من كلمة توجهها إلى مسلمي أوكرانيا والعالم؟.
أتمنى من مسلمي أوكرانيا أن يكونوا عنوان استقرار وحسن تعايش وإيجابية بناءة في أوكرانيا، وخير صورة تعكس روعة إشراق الإسلام.
وأقول لإخواننا المسلمين في العالم إن إخوانكم في أوكرانيا يحبونكم ويتابعون أخباركم، يفرحون لفرحكم ويألمون لألمكم. أتمنى أن يعم الأمن والأمان والخير ربوع جميع دولكم.
وأتوجه بالشكر الجزيل لجميع المؤسسات والهيئات التي تقدم الدعم لمسلمي القرم وأوكرانيا، ونسأل الله عز وجل أن يبارك لهم في أعمارهم وأرزاقهم، وأن يستمروا في الوقوف إلى جانب الأقليات المسلمة في أنحاء العالم للنهوض بها على مختلف الأصعدة.
مبنى مركز "الرضوان" لتحفيظ القرآن الكريم في القرم
المركز خرج 20 حافظا شاركوا في مسابقات محلية ودولية باسم أوكرانيا
أوكرانيا برس
اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)
حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022