صورة أوكرانيا بعد عرض شيوعيين القتال في صفوف الأسد بسوريا

صورة أوكرانيا بعد عرض شيوعيين القتال في صفوف الأسد بسوريا
معظم داعمي الأسد في أوكرانيا من الشيوعيين
نسخة للطباعة2013.06.06

أمام العلمين الشيوعي والأوكراني، ظهر رئيس اتحاد الضباط الأوكرانيين المتقاعدين سيرهي رازوموفسكي قبل أيام في رسالة مصورة، ليعرض على الرئيس بشار الأسد الانضمام إلى صفوفه لقتال من وصفهم "بالإرهابين وأعداء الدستور"، وذلك مقابل المال والجنسية السورية.

وفي المقطع أكد رازوموفسكي أن 50 ألف ضابط وجندي من أوكرانيا وروسيا مستعدون للقتال إلى جانب الأسد؛ وقال إنه تقدم بطلب رسمي إلى النظام والسفارة السورية في العاصمة كييف لدراسة العرض.

صورة أوكرانيا

ولانتماء اتحاد الضباط الأوكرانيين المتقاعدين إلى الفكر الشيوعي، تعود إلى ساحة التساؤلات مجددا مواقف الشيوعيين الأوكرانيين، التي ظلت وحيدة في تأييدها للأسد ضد الثورة المشتعلة ضده منذ أكثر من عامين، بعد أن نبذته ووقفت ضده الأحزاب الديمقراطية، وحتى السلطات الرسمية.

ويبدو أن السلطات الأوكرانية قللت من أهمية عرض رازوموفسكي فلم تعلق عليه، لكن محللين رأوا أن صورة أوكرانيا معرضة به للإساءة، وأن على السلطات أن تنأى بالبلاد عن مواقف الشيوعيين وتضبطها وفق المصالح الوطنية.

وقال فياتشيسلاف شفيد مستشار الأمن القومي السابق في إدارة الرئاسة، قال معلقا على عرض رازوموفسكي والتفاعلات الإعلامية التي أثارها محليا وعالميا: "إن هذا تصرف غير مسؤول لتحقيق أهداف شخصية وحزبية ضيقة، وتداعياته ستكون سلبية على صورة أوكرانيا أمام السوريين والعرب والعالم".

ولفت شفيد إلى تأثر هذه الصورة سلبا إبان الثورة الليبية، بعد تكشف مشاركة ضباط وجنود أوكرانيين إلى جانب القذافي، مضيفا: "لا نريد أن تكون أوكرانيا دولة مصدرة للمرتزقة بعيون العرب والعالم، وهذا يوجب على السلطات التحرك، خاصة بعد هذا العرض العلني الذي تم".

وكان النائب البرلماني السابق يفهين دوبرياك قد اعتبر أن مواقف الشيوعيين والأحزاب الشيوعية لا تعبر إلا عن نفسها، ولا يمكن أن تقبل كموقف أوكراني من الأزمة في سوريا، مؤكدا أن الموقف الأوكراني يقف إلى جانب الشعب، ويدعو إلى حل سياسي.

مخاوف المناوئين

وعلى الجانب الآخر، قوبل هذا العرض بصمت رسمي سوري مستمر حتى الآن، لكنه أثار مخاوف المناوئين للأسد في أوكرانيا، الذي رأوا فيه فرصة ينتظرها الأسد لتعزيز قواته المتراجعة على جميع الجبهات أمام الثوار، كما يقولون.

وأوضح محمد زيدية أحد رموز الجالية المعارضة أن النظام استعان بحلفائه الإيرانيين واللبنانيين في المعركة بعد أن شعر وشعروا بتهالك قواه، ولن يكون لديه أي مانع  من ضم مرتزقة من أوكرانيا وغيرها من الدول إذا كان الأمر متعلقا بالجنسية والمال كما يطلبون؛ وهذا يثير المخاوف، لأنه سيزيد من عمر معاناة وآلام الشعب.

واعتبر زيدية أن عرض رازوموفسكي غير مسؤول، ولا يستقيم مع المصالح الأوكرانية، داعيا السلطات إلى منع "توريط" اسم أوكرانيا في القتال الدائر بسوريا، مؤكدا أن الشعب الأوكراني يتفهم معاناة السوريين ويقف إلى جانب مطالبهم العادلة.

كما دعا زيدية الشيوعيين إلى مراجعة مواقفهم، والتفكير مليا بمستقبل علاقات أوكرانيا التاريخية مع سوريا، معتبرا أن الخسارة ستكون حليفة من يقف إلى جانب شخص الأسد أو النظام ضد شعبه.

اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)

أوكرانيا برس - الجزيرة نت

العلامات: 
التصنيفات: 

حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022