محمد صفوان جولاق – رئيس التحرير - دونيتسك
يزداد الحراك الانفصالي في شرق أوكرانيا انتشارا، وباتت مقرات أمنية وحكومية في نحو خمس مدن تابعة لإقليم دونيتسك بيد مسلحين اقتحموها، بالإضافة إلى استمرار سيطرتهم على مبنيي بلدية دونيتسك نفسها ومجلسها المحلي، حيث أنزل العلم الأوكراني ورفع الروسي.
يطالب الانفصاليون –كما تصفهم سلطات العاصمة كييف- باستفتاء تقرير مصير على غرار ما حدث في القرم، لضم دونيتسك إلى روسيا، واستبقوا النتيجة بإعلان "جمهورية دونيتسك" رافعين أعلامها، وتشكيل "جيش الجنوب الشرقي"، معلنين استعدادهم لمساعدة باقي المدن في تلك المناطق.
زرنا مركز مدينة دونيتسك وهي من أكبر المدن الحدودية مع روسيا، ومن أبرز المدن الصناعية، واطلعت على آراء المحيطين بمبنى مجلس إدارة منطقة دونيتسك، ومنهم أليكساندر أحد المنتمين إلى مجموعات "الحماية الذاتية" لحماية المبنى والحفاظ على النظام، كما يقول.
أليكساندر قال أيضا إن الشعب سيقرر مصير دونيتسك، وغالبيته تفضل روسيا على الغرب، وتفضل عناية القيادة الروسية الشقيقة على سلطات كييف الفاشية الجديدة، مضيفا: "نحن كلنا روس، سواء باللغة أو بالدم أو بالثقافة أو بالتاريخ".
غموض
بعيدا قليلا عن المبنى، وبعد أيام عطلة ساخنة ذخرت بالأحداث والتصريحات، تعيش المدينة حياة طبيعية، لكنها لا تخفي مظاهر التوتر والقلق من وجوه الذاهبين أو العائدين من أعمالهم.
يقول سائق التكسي يفهيني إن غالبية الشعب في حالة من الغموض، فهم حقيقة لا يعرفون من يقف وراء احتلال المباني، متسائلا: "أهم سكان محليون؟، أو دخلاء من روسيا كما يتردد؟".
ويضيف: "ما يثير القلق هو أن محتلي المباني يلبسون زيا عسكريا موحدا، ويحملون السلاح، وقاموا بتوزيعه أيضا على مؤيديهم في مدينة سلافيانسك (110 كم شمال المدينة)، وهذا يدفع العامة للخوف من التداعيات، كما يقول.
وعن رأيه الشخصي يقول: "أنا أريد البقاء ضمن حدود أوكرانيا، ولكن السلطات في كييف تتصرف بجنون، ولا تتعامل بحكمة مع مطالب وحراك الشرق، فتتجه لخنق حريته باستخدام وسماع اللغة الروسية، ولقمع الحراك فيه بدعوى أنه مصطنع من قبل روسيا. سيلان الدماء في الشرق سيشعل حربا أهلية في البلاد".
لا قيادة
وتعزو شريحة سكانية توتر الأوضاع إلى غياب قائد للبلاد في المرحلة الراهنة، لاسيما وأنها تنظر إلى سلطات كييف بعين الشك، وتعتبر أن الشرعية باقية للرئيس المعزول فيكتور يانوكوفيتش، رغم الشكوك حول أدائه أيضا.
بائعة المعجنات أولغا قالت: "الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قال الحق بأن (لا مستقبل ليانوكوفيتش في السياسية، ولكنه الرئيس الشرعي). ربما يكون يانوكوفيتش خائنا لأنه ربان ترك السفينة الغارقة قبل الجميع، ولكن هذا لا يعطي الشرعية للسلطة الحالية".
ومع تكرار الحديث عن فيدرالية الدولة، تقول أولغا: "لا أحد يعرف ما هو شكل هذه الفيدرالية التي تطالب بها موسكو وترفضها كييف. كان رئيس الوزراء أرسيني ياتسينيوك هنا قبل أيام، فلم يقدم إلا وعودا بصلاحيات للمناطق، ولكننا لم نفهم منه عمق المشكلة، كما لم نفهمها من قادة الأحزاب والنشطاء الانفصاليين. نحن ضحية فراغ سياسي دون قيادة".
وتضيف: "لا نعرف من نصدق، وعلى أي أساس نصدق، مؤيدو السلطات ومعارضوها يتبادلون الاتهامات والتحذيرات، ويتقدمون بوعود إذا ما بقينا أوكرانيين أو صرنا روسيين. الساسة يعلنون عمليات أمنية، وقادة الأجهزة الأمنية والجيش صامتون".
اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)
أوكرانيا برس - الجزيرة
حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022