شب حريق هائل ظهر يوم الأمس الأحد في مستودعات ضخمة متلاصقة يستأجرها عدد من التجار العرب في العاصمة الأوكرانية كييف، ومعظمهم فلسطينيون، وهي تحتوي على كميات كبيرة من الملابس المستعملة "البالة"، التي تعتبر تجارتها المهنة الأبرز للعرب في أوكرانيا.
وأدى الحريق إلى انهيار بناء أكبر المستودعات، الذي بدأت فيه النيران ثم انتقلت إلى باقي المستودعات، وغطت سحب الدخان أجزاء واسعة من سماء العاصمة، ما دفع الكثير من وسائل الإعلام إلى الحضور والتغطية.
ولم تتمكن فرق الإطفاء والطوارئ من السيطرة على النيران في المستودعات حتى ساعة متأخرة من الليل، وذلك لاستخدامها المياه بدل الرغوة "التي نفدت"، ولأن سقوف المستودعات الخشبية المشتعلة منعتهم من دخولها، وفق ما قال أحد رجالات الفرق.
وضربت الفرق طوقا حول المستودعات محاولة منع انتقالها إلى الأبنية المجاورة، ومنها مبنى المركز الثقافي الإسلامي.
وببالغ الحزن عبر عدد من التجار والعمال العرب للجزيرة نت عن صدمتهم بالحادث، مؤكدين أنه مصيبة لعشرات الأسر الفلسطينية في المدينة التي تعيش على تجارة "البالة"، إضافة إلى مئات العمال العرب والأوكرانيين.
وقال أحدهم – وطلب عدم الكشف عن اسمه – "إن البالة مهنة من لا رأس مال لديه، وفيها لقمة عيش معظم الفلسطينيين المقيمين في كييف وباقي مدن أوكرانيا، وفي حريق اليوم خراب بيوت العشرات منهم، لأنه باب رزقهم الوحيد"، بحسب وصفه.
وأشار إلى أن المستودعات كانت تحتوي كميات كبيرة من البضاعة (الملابس المستعملة)، ولعدة سنوات قادمة، وبالتالي سيسبب الحادث إفلاس وبطالة الكثيرين منهم.
وقد تباينت آراء المحققين وخبراء الحرائق الذين حضروا حول أسباب حريق اليوم، بين من اعتبر أن السبب هو مس كهربائي داخل أحد المستودعات، ومن أكد أن السبب هو حريق شب في أكوام قمامة متراكمة خارج أحدها ثم انتقل إلى الداخل، ومن توقع أن يكون الحادث "مفتعلا بالعمد" لأسباب تنافسية، أو حتى عنصرية.
وقد شهدت العاصمة كييف على مدار السنوات القليلة الماضية عدة حرائق أتت على محلات ومستودعات للبالة يملكها تجار عرب، ما أدى إلى انحسار حجم تجارتهم وتغريم وإفلاس الكثيرين منهم، وهو أمر يرى فيه بعضهم أصابع خفية أرادت السيطرة على هذه التجارة، أو القضاء عليها لأنها مرتبطة فيهم بشكل رئيس.
أوكرانيا برس + الجزيرة نت
اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)
حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022