في الـتاسع من أغسطس 2015 أعلن أحد أكبر الجنرالات في روسيا أن بلاده ستوجه ضربة عسكرية لأوكرانيا إذا جيشها "عبر الخط الأحمر" المدرج لدى السلطات في موسكو.
يتوافق هذا التصريح مع خط الكريملن الذي يسعى للحفاظ على الأراضي المحتلة "بطريقة غير رسمية" في الدونباس كدمية في صورة "جمهورية".
هل صحيح أن روسيا مستعدة لضرب أوكرانيا أم لا؟
حول هذا الأمر كتب صمويل راماني على صفحات "الواشنطن بوست"، مشيرا الى فرضية أخرى. وهي بحسب رأيه أن فلاديمير بوتين ينظر الى احتلال أراضي الدونباس كإجراء مؤقت، بينما اتخاذ قرار بهذا الشأن سيتم في ضوء تحليل التكاليف التي ستدفعها روسيا في هذا الإطار.
من الممكن أنه في الوقت الحالي قد قرر( فلاديمير بوتين) أن "الإنتصار في الحرب الصغيرة" في الدونباس ولد كمية كافية من رأس المال السياسي في روسيا، وذلك بتحويل انتباه الروس عن تدهور الأوضاع المعيشية التي تعززت بفعل العقوبات الغربية.
إذا قرر بوتين أن الحرب ضد أوكرانيا ستفقده أكثر مما سيحصل عليه، فإنه يمكن أن يذهب إلى تراجع تكتيكي في منطقة الدونباس بشروطه الخاصة. فهو لن يعتبر هذا الأمر هزيمة، بالنظر الى أن روسيا زادت عدد قواتها العسكرية في شبه جزيرة القرم، التي يمكن أن تستخدم لزعزعة الاستقرار، إذا ما قررت أوكرانيا الإنضمام إلى حلف شمال الأطلسي(الناتو).
المؤلف يلاحظ اليوم أن هناك على الأقل ثلاثة عوامل تشير إلى أن بوتين قد قرر التراجع في الحرب ضد أوكرانيا وهي:
أولا: الوجود العسكري الروسي في الدونباس واحتلال منطقة أوكرانية ليس بالشعبية كبيرة بين السكان الناطقين بالروسية في أوكرانيا، على خلاف ما كان بوتين متوقعا في بداية الصراع.
روسيا لن تستطيع بسهولة مراقبة الدونباس على المدى الطويل. بالنظر الى أن أيديولوجيتها الإمبريالية لا تلقى شعبية هناك.
الرئيس الروسي لم يتوقع من السكان الناطقين بالروسية سيقاومون الغزو الروسي الى جانب الأوكرانيين والمتحدثين بالأوكرانية.
ثانيا: زيادة السلطات الأوكرانية لعدد قواتها العسكرية التي لم تستعمل كلها في هذا الصراع. لدى كييف مازالت بعض الطرق لتعزيز مواقعها، على وجه الخصوص يجب أن تعمل أكثر على العلاقات الاقتصادية مع الاتحاد الأوروبي والصين.
ثالثا: الهدف الحقيقي للكرملين ليس إحتلال جزء من الأراضي الأوكرانية، ولكن خلق صراع مجمد. هذا الأمر أقل تكلفة وأكثر خطورة.
هذا ويقول صاحب المقال إنه "إذا ما قررت روسيا إلى تراجع تكتيكي، وسوف تركز قواتها العسكرية بالقرب من الحدود الأوكرانية. هذا هو نفس التهديد كما هو الحال في مولدوفا على ترانسنيستريا. الانضمام الى حلف شمال الأطلسي يعني خطر الحرب".
بالإضافة إلى ذلك، مغادرة روسا للدونباس لن يكون عليها الحفاظ على الأراضي المحتلة والزيادة في الانفاق من الميزانية الروسية في هذه الحرب.
ويشير الكاتب إلى أن هدف روسيا هو التأثير على السياسة الخارجية لأوكرانيا. وهذا أرخص بكثير وأسهل في الفعل من السيطرة على أقاليم بعينها. وفي هذا الوقت وافق الأنفصاليون في الدونباس على وقف إطلاق النار اعتبارا من منتصف ليل 1 سبتمبر.
بدورها، كتبت صحيفة "الجارديان" أن أساس الهدنة في دونباس يمكن أن تخرج بنتيجة. آخر تصريحات بوتين تشير أنه يبحث عن وسيلة للخروج من الحالة التي وصل إلى طريق مسدود سواءا من الناحية السياسية أوالعسكرية.
بوتين أثار المخاطر عندما إحتل شبه جزيرة القرم ثم قرر بعدها الحرب في الدونباس.
وقد أثبتت الإرهابيون الموالون لروسيا ضعفهم وعدم قدرتهم في الاستيلاء على الأراضي والاحتفاظ بها لفترة طويلة تحت السيطرة. لذلك يلاحظ مؤخرا أن موسكو نادرا ما تذكر "روسيا الجديدة"، والتي كان من المفترض أن تغطي ما يقرب من نصف أوكرانيا. وبالتالي، فهناك إمكانية أن الرئيس الروسي يبحث عن مخرج.
اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)
أوكرانيا برس - وكالات - الإعلام المحلي
حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022