تنازلات يانوكوفيتش لم تخفف حالة التوتر والاحتقان في أوكرانيا

تنازلات يانوكوفيتش لم تخفف حالة التوتر والاحتقان في أوكرانيا
المحتجون عززوا مواقعهم بحواجز، وأشعلوا الإطارات في وجه قوات الأمن
نسخة للطباعة2014.01.25

مهلة 24 ساعة ثم تهدئة تتخللها مفاوضات بين الرئيس فيكتور يانوكوفيتش وقادة المعارضة الأوكرانية، ولا نتيجة تخفف حالة التوتر والاحتقان في شوارع وميادين احتجاجات الـ"يورو ميدان" بالعاصمة كييف، بل تتسع دائرتها لتشمل عدة مدن أخرى شهدت اقتحامات مبان حكومية، وخاصة في غرب أوكرانيا.

المفاوضات، وإن وصفت بالإيجابية من قبل مؤيدين ومعارضين ومحللين، إلا أن نتائجها حتى الآن لا تلبي مطالب المحتجين على ما يبدو، خاصة تلك المتعلقة بإقالة ومحاسبة المسؤولين عن مقتل 5 من رفاقهم وإصابة مئات آخرين، وفي مقدمتهم وزير الداخلية فيتالي زاخارتشينكو.

تنازلات متأخرة

وقد استطلعنا آراء بعض المحتجين الذين يستمرون بدعم مواقعهم وتعزيزيها بحواجز، لتلمس حالة من عدم التعويل على نتائج الحوار والمفاوضات، معتبرين أن التصعيد أجبر النظام على الإصغاء وتقديم تنازلات، وأن هذا هو الخيار الأنسب لتحقيق المطالب.

والمعارضة كذلك ردت على وعود الرئيس بإطلاق المعتقلين على خلفية المواجهات الأخيرة بين المحتجين وقوات الأمن، ومحاسبة القتلة، وإعادة تشكيل الحكومة، وإعادة النظر بقوانين أقرها البرلمان للحد من الاحتجاج، فقال فيتالي كليتشكو زعيم حزب الضربة "أودار" المعارض "إن هذه التنازلات لم تعد ترضي المحتجين، وإن المطلب الآن هو تنحي الرئيس، وتغيير قواعد اللعبة".

أما زعيم حزب الوطن "باتكيفشينا" فقال من على منصة الاحتجاج: "إذا لم تتم الاستجابة لمطالب تنحي الرئيس وإقالة الحكومة وإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية مبكرة، فسنستمر، حتى وإن الثمن قبضة توجه إلى الجباه"، في إشارة تحمل تهديدا بالتصعيد الميداني، كما يرى مراقبون.

الحوار أو الحرب

على الطرف النقيض رأي يرى أن الحوار هو السبيل الوحيد للخروج من الأزمة المستمرة منذ أكثر من شهرين، وإلا فإن البلاد مهددة بحرب أهلية، أو حتى بالتقسيم.

النائب عن حزب الأقاليم أوليغ تساريفوقال أوليغ تساريف النائب عن حزب الأقاليم الحاكم إن الحوار هو الحل الوحيد، من خلال تقديم تنازلات من قبل النظام والمعارضة معا، ودون التشبث بأي خطوط حمراء.

وأضاف أن التصعيد الذي تمارسه المعارضة يجر البلاد إلى حرب أهلية، ويهدد بسيلان مزيد من الدماء، الأمر الذي لم تشهده أوكرانيا في تاريخها، كما يهدد بحرب أهلية قد تؤدي فعلا إلى تقسيم البلاد.

التدخل الخارجي

وفي حين يقر طرفا الأزمة بأهمية الوساطة الخارجية لحل الأزمة، تستمر الاتهامات ويكثر جدل الحديث بينهما عن طبيعة التدخل الخارجي القائم.

فقد لمح رئيس الوزراء الأوكراني ميكولا آزاروف إلى وساطة محتملة من قبل منظمة الأمن والتعاون الأوروبي، كما أكد فيتالي كليتشكو على الحاجة إلى وساطة دولية أيضا.

ومن جهته، دعا الرئيس يانوكوفيتش يوم الأمس الشرق والغرب إلى مساعدة أوكرانيا من خلال عدم التدخل في شؤونها الداخلية، وعدم دعم بعض الأطراف ضد أخرى.

وفي هذا الإطار، أشار النائب تساريف بأصابع الاتهام إلى الولايات المتحدة الأمريكية، متهما إياها بدعم الاحتجاج وإدارته، فقال: "السفارة الأمريكية تدير الاحتجاج، وإذا ما أرادت إنهائه لفعلت خلال ساعة واحدة".

لكن أوليكساندر بالي الكاتب والمحلل في صحيفة النهار "دين" الأوكرانية قال إن الاتهام بالتبعية والعمالة لروسيا أو للغرب وارد عند كل أزمة، ولكنه لن يؤدي إلا إلى مزيد من الاحتقان والتوتر في أروقة السياسة والميادين، حتى وإن كان دعم روسيا  والغرب للأطراف موجودا بصورة نسبية.

اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)

أوكرانيا برس - الجزيرة

العلامات: 

حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022