هي أحد صور الصمود في وجه الطغيان سجلها لاعبون أوكرانيون في أربعينيات القرن الماضي ضد الطغيان الهتلري الذي أتى على أوروبا أنذاك وكاد أن يأتي على بقية العالم.
مباراة الموت هو الاسم الذي أطلق على آخر مواجهة للاعبي نادي ستارت الأوكراني ضد فريق متكون من ضباط القوات الجوية النازية في عام 1942.
المواجهة الأولى انتهت بفوز ساحق لـ"ستارت" بـ5/1. هذه الهزيمة كانت ضربة موجعة للألمان الذين رأو فيها مهانة من عرق "أقل مكانة من عرقهم"، كما هو تفكير النازيين. فطالبوا بإعادة لها.
الفتية الأوكرانيون الذين يعملون كخبازين في أحد مخابز العاصمة الأوكرانية المحتلة أنذاك من قبل النازيين وافقوا على هذا الاقتراح، وفي الـ 9 اغسطس 1942 أقيمت المباراة أمام 45 ألف متفرج بملعب "زينيت" بكييف، ملعب سمي ابتداءا من العام ألف و تسعمائة و واحد و ثمانين بملعب “ستارت ستاديون” تخليدا لذاكرة النادي الأوكراني أفسي ستارت.
أناط الألمان مهمة إدارة اللقاء الى ضابط في الجيش، ونشروا ايضا جنودا مدججين بالأسلحة في المدرجات، حيث كان الجو مرعبا، بحسب روايات لبعض من عاشوا أحداث تلك المباراة.
بدأت المباراة التى كان يحضرها رئيس "الجيستابو" الألمانى وهو "البوليس السرى النازى" فى جو مشحون ملبد بالغيوم مابين فريق ألمانى يرى أن فوزه ضرورة حتمية حتى يكسر شعبية فريق ستارت، وفريق أوكراني على الرغم من المعاناة والجوع الذى كان ينخر جسد الشعب الأوكرانى، كان يسعى الى هزيمة الإحتلال ولو في مباراة كرة قدم.
استطاع الألمان إحراز الهدف الأول وسط تصفبق حاد من الجمهور الألمانى المتكون من ضباط وجنود السلاح الجوى والمدفعية؛ ولكن سرعان ما أحرز لمينيكوف هدف التعادل وتبعه الهدف الثانى عن طريق سفيريدوف مما تسبب فى هياج الجنود الألمان الذين بدأو فى إطلاق النيران فى الجو لخلق حالة من الرعب لفريق ستارت؛ ولكن دافع الفوز كان أقوى عند الفريق الأوكرانى؛ وانتهى الشوط الأول بهذه النتيجة.
نزل رئيس البوليس السري إلى المدرب الأوكرانى لفريق ستارت وطلب منه "خسارة المباراة" فى شوطها الثانى، ولكنه رفض، وبدأ الشوط الثانى بحماس شديد من جانب الفريقين ولكن استطاع فريق ستارت أن يفوز بنتيجة 5-3، وأنهى الحكم المباراة قبل نهايتها بعشرة دقائق .
بعد المباراة بأسبوع تلقى الفتية استدعاءات من الشرطة السرية الألمانية الواحد تلو الآخر، حتى اكتمل عددهم وأرسلوا الى أحد المعتقلات الألمانية، ولقو تعذيبا رهيبا، فمنهم من توفي تحت التعذيب، ومنهم من أطلقت عليه النيران أمام أصدقائه.
وبعد ستة أشهر من المجاعة والأعمال الشاقة تمكن الأحياء منهم من الهرب مع الهاربين،ونقلوا للعالم ما شاهدوه،فكتبت عنهم أجمل العباراتوخلدت مسيرتهم في التاريخ وباتوا رمزا من رموز الشجاعة والوفاء والتضحية والإخلاص.
اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)
وكالات - الإعلام المحلي
حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022