تتار القرم يعولون على زيارة أردوغان لأوكرانيا

نسخة للطباعة2011.01.25

عقب لقائه الرئيس الأوكراني فيكتور يانوكوفيتش صباح اليوم في العاصمة كييف، وصف رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان في مؤتمر صحفي مشترك العلاقات بين تركيا وأوكرانيا بالإستراتيجية.

وأشار أردوغان – الذي بدأ مساء الأمس زيارة إلى كييف تستغرق يومين – إلى أن تتار إقليم شبه جزيرة القرم جنوب أوكرانيا جسر يربط بين تركيا وأوكرانيا ويعزز تلك العلاقات، لأنهم مواطنون أوكران ينحدرون من أصول تركية.

أماني أقلية

وبالرغم من ضيق مساحة الكلام الذي خصصه أردوغان عن التتار، وبالرغم من أن الزيارة هدفت إلى تفعيل التعاون الاقتصادي والاستثماري بين البلدين، إلا أن تتار القرم يعولون عليها آمالا كبيرة لتحقيق عدة أماني تخصهم كمسلمين، وأقلية تطالب بحقوق ضائعة، ومستويات معيشة أفضل.

يقول الحاج أمير علي أبلاييف رئيس المجلس الاستشاري لمسلمي أوكرانيا ورئيس الإدارة الدينية لمسلمي القرم إن زيارة أردوغان تسعد التتار وتبشر ببداية الخير، حيث قد يؤدي تطوير العلاقات بين البلدين إلى دفع مسيرة إيجاد حلول لقضاياهم، كاستعادة الأراضي والممتلكات ورفع مستويات المعيشة.

بينما قالت ليليا مسلموفا المتحدثة باسم شعب تتار القرم إن لتركيا ثقلا في أوكرانيا، لأنها شريك اقتصادي رئيسي، ولهذا فهي قادرة على الضغط لإيجاد حلول لقضايا التتار.

وقالت إن الإدارة التركية مهتمة بشؤون التتار، حيث يعيش في تركيا نحو 3 مليون تتري، من ذرية الذين هاجروا إليها في القرن الماضي هربا من النظام السوفييتي، وتتار القرم لا يزالون يرون في تركيا وطنا تربطهم به اللغة والدين والتاريخ، كما تربطهم بأوكرانيا الجنسية واللغة والأرض والمصالح.

مسجد جامع وبيوت

ومن أبرز ما يعول عليه التتار من الزيارة وتطوير العلاقات التركية الأوكرانية بناء مسجد جامع لهم وبيوت تؤوي آلاف الأسر منهم.

يقول أبلاييف إن الإدارة التركية أبدت استعدادا لمساعدة التتار في أوكرانيا على تحقيق حلم كبير لديهم ببناء مسجد جامع لهم في مدينة سيمفروبل عاصمة الإقليم، بعد أن دمر وصادر النظام السوفييتي معظم المساجد وحولها إلى مؤسسات حكومية.

وفي إطار المساعدة أيضا جدد الرئيس التركي عبد الله غول عقب لقائه رئيس البرلمان الأوكراني فلاديمير ليتفين ورئيس شعب تتار القرم مصطفى جميلوف في أنقرة قبل نحو أسبوع عزم بلاده واستعدادها لمساعدة أوكرانيا على حل القضايا المتعلقة بعودة التتار من المهجر.

وكانت أنقرة قد تعهدت قبل ذلك ببناء 1000 بيت لتتار القرم في كل عام، في إطار حل لقضية استعادة الأراضي والبيوت التي صودرت منهم إبان التهجير القسري الذي تعرضوا له في العام 1944م.

وقد طلب رئيس البرلمان ليتفين من الرئيس التركي مساعدة بلاده لإيواء 6 آلاف عائلة تترية تحتاج إلى سكن، و21 ألف عائلة تحتاج إلى حل مشاكل أخرى، كتمديدات الكهرباء والماء، ووجود المستوصفات والمدارس في القرى والمناطق التي تسكن فيها.

يذكر أن تعداد التتار في إقليم شبه جزيرة القرم يبلغ حاليا نحو 500 ألف نسمة، مشكلين نسبة 18% من إجمالي عدد سكانه، وقد تعرضوا للتهجير قسرا في العام 1944 إبان حكم الزعيم السوفييتي ستالين بدعوى الخيانة، ثم بدؤوا بالعودة بعد الاستقلال، ليبدأ بالمقابل مشوار المطالبة باستعادة الحقوق والأراضي والممتلكات والمؤسسات والمساجد التي صودرت.

ويعيش معظمهم حياة الفقر في مناطق وقرى نائية ضعيفة الخدمات نتيجة ما صودر منهم، ، في ظل ما يصفونه بمماطلة وعدم جدية النظام المتعاقبة إزاء إيجاد حلول لقضاياهم.

مركز الرائد الإعلامي

اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)

العلامات: 

حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022