محمد صفوان جولاق – رئيس التحرير - دونيتسك
قرب بلدة توريز بمنطقة دونيتسك، لا يزال الحطام ورائحة الموت شاهدين على فصل جديد من الأزمة الأوكرانية، بات الاهتمام الدولي بها أكبر كما يرى مراقبون، بعد إسقاط طائرة ماليزية ومقتل 298 كانوا على متنها.
السلطات والانفصاليون في دونيتسك يتبادلون الاتهامات حول السعي لإخفاء أدلة تثبت تورط أحدهما باستهداف الطائرة وإسقاطها بصاروخ أرض جو من طراز "بوك م1". كما أكد خبراء.
أما دوليا فيشير الغرب بالاتهام إلى روسيا التي تدعم الانفصاليين الموالين لها، لكن الأخيرة ترى أن أوكرانيا هي المتهمة الرئيسية بإسقاط الطائرة، وأن الغرب يستغل الحادث لتجريم الانفصاليين بالإرهاب الدولي.
عرقلة التحقيق
أبرز الاتهامات تتعلق بعرقلة الوصول إلى مكان الحادث لانتشال الجثث وإجراء تحقيقات محلية ودولية، وبإتلاف الأدلة التي قد تكشف الجهة التي تسببت بالحادث.
فالينتين نايليفاتشينكو رئيس جهاز أمن الدولة الأوكراني اتهم الانفصاليين بسحب وإخفاء الجثث والأدلة، وبمنع فرق التحقيق الأوكرانية من الوصول، وعرقلة وصول الفرق الدولية، الأمر الذي أكده ضمنيا أليكساندر هاغ مسؤول لجنة منظمة الأمن والتعاون الذي زار المكان، وأسف لعدم تمكن فرق تحقيق المنظمة من الوصول حتى الآن، دون الإشارة إلى السبب.
لكن أليكساندر بوروداي رئيس حكومة ما يسمى بـ"جمهورية دونيتسك الشعبية" (بعد أن أعلن الانفصاليون استقلال منطقة دونيتسك عن أوكرانيا)، قال في مؤتمر صحفي أمس إن حكومته معنية بتحقيق دولي ينفي التهم عن "كتائب الجمهورية"، ويثبت أن كييف هي المسؤولة، على حد قوله.
وكذلك أكد بوروداي أن حكومته مستعدة لتأمين فرق التحقيق قدر الإمكان، وأن كييف هي التي تعرقل وصولهم بنشر شائعات حول خطورة الأوضاع الأمنية في مكان الحادث، مشيرا إلى قرب وصول 3 محققين هولنديين وآخرين ماليزيين إلى المكان.
بعد دولي
وبغض النظر عن نتائج التحقيقات، يرى مراقبون أن بعدا دوليا أكبر أخذته الأزمة الأوكرانية بعد حادث الطائرة، قد يكون منطلق تدويل لها.
بوروداي قال: "نتائج التحقيقات الأمريكية والأوكرانية ستكون ضدنا لاتهامنا بالإرهاب، ولهذا نرفضها، ونصر على أن تكون بإشراف منظمة الأمن والتعاون الأوروبي، وبمشاركة محققين من هولندا وماليزيا (التي كان معظم ضحايا الطائرة منها)، وكذلك "من روسيا التي نثق بها".
لكن أليكسي غارن رئيس مركز التحليل السياسي في العاصمة كييف، قال إن خشية الانفصاليين تكمن في إثبات تورطهم وتورط روسيا التي لا يمكن أن تكون طرفا نزيها في التحقيق.
واعتبر أن السياسة والقبضة الأمنية الأوكرانية حققت انتصارات وأعادت الاستقرار إلى عدة مدن في شرق البلاد، الأمر الذي أزعج روسيا سياسيا وعلى الأرض، ما دفعها لاختلاق مشكلة كبيرة توقف التقدم الأوكراني، وتجعل كييف محل اتهام دولي، لكنها فشلت، وعلى العالم التحرك لوقف هذه الأساليب الإرهابية، لأنها قد تمس جميع دول العالم، على حد قوله.
اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)
أوكرانيا برس - الجزيرة
حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022