بالينسكايا الأوكرانية تتحدث عن حياتها كممرضة مع "بابا قذافي" في ليبيا

نسخة للطباعة2011.09.05

مرضة القذافي الأوكرانية الخاصة أوكسانا بالينسكايا (CNN)

تجلس أوكسانا بالينسكايا في منزلها الذي ترعرعت فيه في أوكرانيا وعيناها تتسمران في ذهول أمام الصور التلفزيونية لمعمر القذافي، وهي ترى ما أصبحت عليه حاله، هاربا مطاردا، وطاغية أطيح به.

ولكن بالينسكايا (25 عاما)، لتي شغلت منصب واحدة من خمس ممرضات أوكرانيات للقذافي لمدة عامين تقريبا، تنظر إليه دائما بشكل مختلف، فطالما فحصت ضغط دمه، وقلبه، وأعطته الحقن، والفيتامينات.

وتطلق بالينسكايا على القذافي "بابا"، وتقول إن كل الممرضات الأوكرانيات كن ينادينه كذلك، وأضافت: "بابا أعطانا فرصة عمل، والمال، والحياة الكريمة".

وفي بعدها الآن عن رمال ليبيا، جلست بالينسكايا على طاولة المطبخ مع زوجها الصربي، تطالع جهاز تلفزيون صغير موضوع فوق الثلاجة، وتراقب صورا للقذافي الذي يواجه الإطاحة.

وقالت بالينسكايا إنها ستشعر بالأسف لو أنه قتل أو أسر، وقالت: "القذافي كان مراعيا للغاية بالنسبة لنا. لقد كان يسألنا عما إذا كنا سعداء وإذا كنا قد حصلنا على كل ما نحتاجه".

وفي بداية كل شهر سبتمبر/أيلول (في الذكرى السنوية لصعوده إلى السلطة) كان يقدم القذافي الهدايا التذكارية للممرضات في أوكرانيا وغيرها. وقد تلقت بالينسكايا ميدالية وساعات محفور عليها صورته.

وتناوبت الممرضة الأوكرانية مع الممرضات الأخريات على مصاحبة القذافي في رحلاته الخارجية، ما أدى في بعض الأحيان إلى شائعات انتشرت في وسائل الإعلام عن علاقة القذافي بالنساء.

وبدا أن كل ما كان يقال عن القذافي على عكس ما كانت تعرفه عن الرجل، بما في ذلك مزاعم المربيات والخدم لدى عائلة القذافي بأنهم تعرضوا للتعذيب وسوء المعاملة.

وقالت بالينسكايا إن القذافي عاملها دائما بشكل جيد جدا، مضيفة أن القذافي هو من بنى ليبيا، وعمرها، وقد نقل الليبيين من ظهور الجمال إلى السيارات.

وبحلول الوقت الذي زار فيه القذافي أوكرانيا في أكتوبر/تشرين أول 2009، كانت بالينسكايا قد تخرجت من مدرسة التمريض في كييف، وكانت تعمل في مدينة موغلنوي مسقط رأسها لمدة ثلاث سنوات. ولكن لم تكن الحياة سهلة في أوكرانيا، وكانت راتبها 125 دولارا في الشهر.

وعلمت الفتاة عن فرص متاحة في ليبيا، وسبق أن قدمت طلبا للحصول على عمل هناك، وكانت فرصة لجعل حياتها أفضل، إذ كانت الرواتب في ليبيا أعلى، كما أنها ستحصل على السكن والامتيازات الأخرى.

وقالت بالينسكايا إنها كانت تنتظر عندما وصل القذافي في زيارة إلى أوكرانيا، وتم ترتيب لقاء له مع ستة مرشحات لمنصب ممرضة الشخصية، وكانت هي واحدة منهن.

ولم تكن تعرف الكثير عن القذافي، وشعرت بالخوف في أول اجتماع لها. كان هناك ثلاث ممرضات من الست، عملن بالفعل في ليبيا ويعرفن اللغة العربية، وظنت بالينسكايا أنه لم يكن لديها فرصة.

واستقبل القذافي الممرضات، ولم يكن واضحا أساس الاختيار، وتقول بالينسكايا: "لا أعرف كيف اختارنا، لكنني علمت لاحقا أنه يفهم الناس من المصافحة الأولى، ومن النظرة الأولى في عيونهم".

وسرعان ما كانت بالينسكايا في طريقها إلى طرابلس، وكانت وظيفتها فقط علاج القذافي وعائلته الكبيرة.

وتقول إن القواعد كانت صارمة، إذ لا تضع الممرضات الماكياج أو يرتدين ملابس كاشفة، وتضيف: "كان لدينا مظهر متواضع جدا حتى لا يجذب انتباه أي شخص، لم نضع أحمر الشفاه عند الذهاب إلى منزله، ولم نلبس ألوانا زاهية".

وأضافت: "كنا دائما محاطات من قبل الآخرين، مثل زوجة القذافي، والأطفال والأحفاد، والمسؤولين داخل دائرته الداخلية".

وقالت: "لم تجلس أي منا معه على انفراد، لم يكن هناك حتى غرفة واحدة في بيته حيث كان يمكن أن تترك الممرضة وحدها معه".

وهذا هو السبب الذي صدمها من القيل والقال الذي انتشر عن علاقات جنسية للقذافي مع الممرضات والحاشية، بحسب قولها.

CNN

اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)

التعليقات:

(التعليقات تعبر عن آراء كاتبيها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي "أوكرانيا برس")

حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022