اعلنت الحكومة الاوكرانية أمس الاربعاء 5 نوفمبر وقف تمويل المناطق الانفصالية في شرق البلاد حيث تتواصل المعارك رغم وقف اطلاق النار فيما تستعد كييف لهجوم محتمل يشنه الانفصاليون الموالون لروسيا بمساندة قوات روسية.
واعلن رئيس الوزراء الاوكراني ارسيني ياتسينيوك خلال اجتماع لمجلس الوزراء ان الدولة الاوكرانية التي تواجه ازمة اقتصادية خطيرة وتعاني من نقص في الاموال العامة، لن تمول بعد الان المناطق الانفصالية حيث اوقعت المعارك مع الانفصاليين منذ بدء النزاع في ابريل اكثر من اربعة الاف قتيل.
وقال "ما ان ينسحب الارهابيون الروس من دونيتسك ولوهانسك ونستعيد السيطرة على هاتين المنطقتين، سندفع الى كل مواطن المساعدات الاجتماعية التي يحق له بها".
وتتهم كييف والغرب روسيا بدعم الانفصاليين عسكريا وبنشر قوات في اوكرانيا.
في المقابل، لن توقف كييف امدادات الغاز والكهرباء الى هاتين المنطقتين، من اجل تجنب حصول "كارثة انسانية"، كما اوضح ياتسنيوك الذي تراجع بذلك عن التهديد الذي لوحت به كييف من قبل.
واعلن رئيس الوزراء ان "مواطنينا هناك، والحكومة لن تتركهم في البرد لان ذلك سيؤدي الى كارثة انسانية". وخلص الى القول "سنواصل امدادات الغاز والكهرباء. الشتاء يقترب، واذا ما اشتد، سيكون قاسيا على السكان اولا".
وتندرج تصريحاته في اطار تشديد النهج السياسي الذي اعلنه الرئيس الاوكراني بترو بوروشنكو بعد الانتخابات في المناطق الانفصالية التي اعترفت بها روسيا فقط والتي وجهت، بحسب كييف والغربيين، ضربة كبرى لعملية السلام.
واذا كانت السلطة المركزية لا تزال متمسكة بخطة السلام، الا انها وضعت سلسلة اجراءات للدفاع عن نفسها ولعزل المناطق الواقعة تحت سيطرة الانفصاليين كما قال بوروشنكو.
وفيما يخشى كثيرون في كييف هجوما جديدا يشنه الانفصاليون، حدد الانفصاليون علنا مرفأ ماريوبول المطل على بحر آزوف على انه هدفهم المقبل، واكد الرئيس الاوكراني ان الجيش مستعد للرد.
وقال "تم تدريب وحدات جديدة الامر الذي سيتيح منذ الان صد اي هجوم محتمل على ماريوبول" وخاركيف في الشرق وبرديانسك في الجنوب ومنطقة دنيبروبتروفسك في وسط شرقي البلاد.
وستلغي كييف ايضا قانونا حول منح "وضع خاص" للمنطقة الخاضعة لسيطرة الانفصاليون الذين كانت وعدتهم بحكم ذاتي واسع وسمحت خصوصا بتدريب "ميليشيات شعبية".
وبعدما قللوا من اهمية هذا الاجراء في بادىء الامر، عاد الانفصاليون وصعدوا لهجتهم الاربعاء واتهموا كييف "بالاساءة بشكل خطير" لعملية السلام وذلك في بيان مشترك بين جمهوريتي دونيتسك ولوهانسك المعلنتين من جانب واحد.
وفي دونيتسك، المعقل الرئيسي للمتمردين، عقد لقاء بين ممثلين عن اوكرانيا الانفصاليين والروس ومنظمة الامن والتعاون في اوروبا الاربعاء في محاولة لانقاذ وقف اطلاق النار الهش، الذي لم يتح سوى خفض بسيط في حدة المعارك فيما لا تزال حصيلة القتلى في صفوف العسكريين والمدنيين ترتفع بشكل شبه يومي.
وعبر مساعد رئيس بعثة المراقبة لدى منظمة الامن والتعاون في اوروبا الكسندر هاغ عن "تفاؤل حذر" بعد هذا اللقاء لكن بدون الاشارة الى تقدم ملموس في مساعي السلام.
وقال "مجرد ان تتباحث الاطراف المتخاصمة مع بعضها هو امر مشجع".
وفي بروكسل اعلن الرئيس الجديد للمفوضية الاوروبية جان-كلود يونكر الاربعاء انه سيتوجه الى اوكرانيا في اول زيارة له الى خارج الاتحاد الاوروبي لكن بدون تحديد موعدها.
من جانب اخر اعلنت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل الاربعاء ان الغرب يجب ان ينظر في فرض عقوبات على مسؤولين متمردين في شرق اوكرانيا بعد الانتخابات التي نظموها الاحد.
وميدانيا، لا يزال الوضع متوترا مع مقتل عسكريين ومدني واصابة 13 شخصا بجروح في 24 ساعة بحسب كييف.
وصباحا سمع دوي نيران وصواريخ غراد في منطقة مطار دونيتسك التي تشهد معارك عنيفة منذ عدة اشهر كما افاد مراسلو وكالة فرانس برس.
من جهة اخرى، ارتفعت سحابة من الدخان الاسود على مقربة من مدينة بيسكي التي تسيطر عليها القوات الاوكرانية والقريبة من المطار.
وقال المتحدث العسكري الاوكراني اندريه ليسنكو "اشتدت كثافة النيران على المواقع الاوكرانية"، متهما روسيا بالاستمرار في تزويد الانفصاليين بـ"كميات كبيرة" من المعدات العسكرية والرجال.
وكان الامين العام للحلف الاطلسي ينس ستولتنبرغ اعلن الثلاثاء "ان قوات خاصة روسية" موجودة في اوكرانيا. وقال ان "روسيا تواصل دعم المتمردين عبر تدريبهم وتقديم المعدات لهم وعبر نشر قوات خاصة داخل اوكرانيا".
اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)
AFP
حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022