محمد صفوان جولاق – رئيس التحرير - سلافيانسك
على الطريق المؤدي إلى مدينة سلافيانسك في منطقة دونيتسك شرق أوكرانيا، وهي المدينة التي شهدت الاشتباكات الأكثر سخونة بين قوات الأمن والجيش من جهة، و"الانفصاليين" كما تصفهم سلطات العاصمة كييف من جهة أخرى، يقف الشاب أندريه أمام حاجز رفع عليه علم "جمهورية دونيتسك المستقلة"، ملثما ومسلحا ببندقية قديمة ومسدس.
قال أندريه إنه ترك عمله كحرفي للدفاع عن حقوق شعب دونيتسك الذي يضطهد من قبل "سلطات الغرب الأوكراني"، كما ترك الكثير من سكان بلدته "كونستانتينوفكا" عملهم، وصنعوا أسلحة بدائية لذات الهدف.
وأضاف: "لم نشارك في احتجاجات ميدان العاصمة كييف، لا لأننا ندافع عن النظام السابق، بل لأن لنا آراء ومصالح لا تحترم ولا تسمع، ولهذا نريد الاستقلال لنحكم أنفسنا بأنفسنا. لا نريد الحرب، ولكن كييف هي التي بدأتها مع الشرق".
سيطرة للانفصال
وصلنا إلى مدينة سلافيانسك بعد عبور نحو عشرة حواجز، واحد منها فقط للقوات الأوكرانية التي تقاتل "الانفصاليين"، يتميز بوجود 6 دبابات وعدة عربات مدرعة لنقل الجند ومدججة بمختلفة أنواع وأحجام السلاح.
وعلى عكس ما أعلنته السلطات يوم الأمس، كان واضحا أن الانفصاليين المسلحين الموالين لروسيا يستمرون بإحكام السيطرة على المدينة المتوترة، التي تكاد تخلوا من حركة المدنيين كمدينة أشباح، وقطعوا أوصالها بحواجز على جميع طرقها الداخلية، لعرقلة تقدم القوات الأوكرانية إليها وفيها كما يقولون.
في كل أحياء المدينة وشوارعها تبرز استعدادات كبيرة لتجدد المواجهات وتصاعد حدتها، إذ يتحصن "الانفصاليون" خلف سواتر رملية وإسمنتية، ويعتلون أسطح المباني المرتفعة، ويمنعون تصوير معظم تلك الأماكن أو الاقتراب منها.
أمام مبنى جهاز أمن الدولة المحتل في المدينة، خرج أحد قادة الميليشيات الانفصالية للحديث إلى وسائل الإعلام، فأقر بأن القوات الأوكرانية فرضت طوقا على المدينة، وأنهم مستعدون "لمعارك شرسة" معها، رغم الفارق الكبير في العدة والعتاد.
وقال القائد الذي لم يكشف عن اسمه إنه قدم من القرم الذي ضمته روسيا إلى أراضيها قبل أسابيع، "لمساعدة شعب دونيتسك على تقرير مصيره"، نافيا أن يكون روسيا، أو يحمل أجندة أو أهدافا روسية.
مساعدات خارجية
يغلب على مظهر الكثير من المسلحين في سلافيانسك طابع العفوية، ببنادق ومسدسات قديمة وحديثة، وملابس عسكرية وستر واقية مختلفة الألوان والأنواع، وأجسام لا تعبر عن كونهم جنودا أو مدربين.
ولكن من المسلحين –وخاصة في بعض المناطق الاستراتيجية داخل المدينة- مجموعات تبدو أكثر خبرة وتنظيما وحذرا، بلباس وسلاح موحد ومتنوع ومتطور، يضم قاذفات مضادة للطائرة، التي أسقط منها 4 خلال الأيام الماضية.
ينفي معظم المسلحين أن يكونوا روسا، أو أن يكون من بينهم قوات خاصة روسية كما تؤكد كييف، لكن منهم من يعتبر أن ذلك طبيعي، لأن الروس إخوة لسكان المنطقة، وقوات الأمن تستعين بدعم ومرتزقة من أمريكا وأوروبا، كما قال بعضهم للجزيرة نت.
اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)
أوكرانيا برس - الجزيرة
حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022