فتح أسواق تصدير جديدة أمر بات ذا أهمية قصوى وعاجلة بالنسبة لأوكرانيا، فإغلاق الحدود الروسية بشكل شبه كامل ضرب اقتصادها في مقتل، لأنه كان منفذ 70% من بضائعها إلى الخارج.
"الاستحواذ على أسواق جديدة" كان عنوان مؤتمر دولي شهدته العاصمة كييف يوم الأمس، بحث واقع وظروف وتحديات التصدير إلى كل من أوروبا وتركيا والعالم العربي على حدى، إضافة إلى التحديات التي تعرقل استثمار مؤسسات ورجال أعمال تلك الدول على الأراضي الأوكرانية.
الاتحاد الأوروبي حل مكان روسيا ليصبح المنفذ رقم واحد بالنسبة لأوكرانيا، خاصة بعد الوصول إلى اتفاق التجارة الحرة معها، بحجم صادرات أوكرانية بلغ نحو 33.8 مليار دولار خلال العام 2015، والإحصائيات تدل على أن 40% من الشركات الأوكرانية تنوي دخول السوق الأوروبية.
روسيا أصبحت المنفذ الثاني لأوكرانيا رغم الأزمة، بحجم صادرات بلغ 12.7 مليار دولار، ويبدو أن الأزمة بين البلدين، وأزمة موسكو مع أنقرة، قربت الأخيرة من كييف، فجعلت تركيا ثالث منافذ أوكرانيا، بحجم صادرات بلغ 7.2 مليار دولار، وإجمالي حجم تبادل بلغ 33 مليار دولار خلال العام الماضي.
الأسواق العربية
ورغم قلة حجم الصادرات والتبادل معها، تنظر أوكرانيا شركاتها إلى الأسواق العربية كأسواق واعدة، فيها طوق نجاة لاقتصادها، وصعوبات وتحديات أقل من تلك التي تواجهها في أوروبا وتركيا، وبطبيعة الحال روسيا.
خلال المؤتمر، كشفت فلاديسلافا روتيتسكا نائبة وزير الزراعة أن حجم صادرات أوكرانيا إلى العالم العربي بلغ 4 مليارات دولار خلال العام الماضية، ومصر على رأس الدول المستوردة بحجم 1 مليار دولار تقريبا، تليها السعودية والعراق بحجم 500 مليون دولار لكل منهما، ثم لبنان بنحو 210 مليونا.
وقالت روتيتسكا إن البضائع الأوكرانية، وخاصة الحبوب واللحوم ومشتقات الألبان، دخل بقوة خلال العام الماضي إلى أسواق دول خليجية كالإمارات والسعودية، وتحاول الدخول بمزيد من القوة إلى أسواق قطر والكويت "رغم صعوبة ذلك".
أندري زايتس مسؤول ملف الشرق والأوسط وشمال أقريقيا في وزارة الخارجية، قال إن حجم صادرات أوكرانيا خلال العام الماضي إلى العالم بلغ 120 مليار دولار، وعلى الرغم من قلة حجم التصدير والتبادل التجاري مع دول العالم العربي (4 مليار دولار)، إلا أن أسواقه تبقى واعدة بالنسبة لأوكرانيا، وفيها مخرج لاقتصاد أوكرانيا من أزمته التي سببتها روسيا، لأنها شروطها أسهل، ولأنها تنتج أقل مما تحتاجه.
وأوضح بالحديث عن صعوبات تواجه الشركات الأوكرانية في السوق الأوروبية والتركية، من أبرزها إثبات الوجود، بالتحول إلى مستويات قادرة على المنافسة في الجودة والأسعار.
وبدره قال يوري سيديروف، ممثل الغرفة التجارية الأوكرانية إلى دول الخليج العربي، قال إن أسواق الدول العربية مستقرة، وتنمو بسرعة، وليس فيها اكتفاء ذاتي، لذلك فهي تنتظر البضائع الأوكرانية، لأن "منتجاتنا لا تقل جودة وكمية عن تلك التي تستوردها الدول العربية من أوروبا وأمريكا".
تحديات الاستثمار
ومجال تشجيع الاستثمار، أجمع المؤتمرون على وجود تحديات جمة في أوكرانيا، وأن طريق قهرها طويل وصعب، حتى وإن كان ممكنا.
يوري سيديروف، وهو صاحب شركة تجارية في دبي بدولة الإمارات، قال إن مشاكل أوكرانيا مع جلب الاستثمار داخلية، تمنع إقناع ودخول المستثمرين إليها، رغم قناعتهم بإمكانياتها، من ثروات ومساحات وجغرافيا وطاقة بشرية.
وقال سيديروف إن "علينا الاستعداد قبل الإقناع، وأهم الاستعداد هو تحقيق الاستقرار، فالمستثمر يهرب من تقلب سعر العملة، ومن إفلاس البنوك، نتيجة للأزمات السياسية والاقتصادية وحتى الحروب، وكذلك نتيجة لكثرة الثورات والاحتجاجات والانتخابات وتغير السلطات.
وختم بالقول إن أوكرانيا تستطيع التحول إلى جاذبة للاستثمارات، ولكن عليعا أن تتجاوز أزماتها، وتهيئ مناخا استثماريا مستقرا ومناسبا، وتبسط الكثير من قوانينها الضريبية والجمركية، وتمارس التسويق والإدارة جيدا، وإلا فإن الاستثمار لن يأتي أو سيهرب، وستهرب معه الشركات المحلية أيضا.
اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)
أوكرانيا برس - الجزيرة
حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022