أوكرانيا بين مطرقة الاتحاد الجمركي الأوراسي وسندان الاتحاد الأوروبي

غصت ممرات تصدير البضائع الأوكرانية إلى روسيا بعد تراكم مئات الشاحنات عند مراكز الجمارك بانتظار التفتيش للسماح بالعبور إلى السوق الروسية، التي بدأت تتخذ عمليا إجراءات حماية في إطار الاتحاد الجمركي الأوراسي، الذي يضم روسيا وكازاخستان وبيلاروسيا، ولا تريد أوكرانيا الانضمام إليه إلا بصيغة 3+1.

مشكلة تصدير البضائع الاستهلاكية الأوكرانية إلى روسيا بدأت نهاية الشهر الماضي، إذ قيل أن الجمارك الروسية باتت أكثر صرامة وانتقائية في تمريرها، ما شكل طوابير انتظار طويلة من الشاحنات، وانعكس خسارة على أصحابها، وبالتالي على خزينة أوكرانيا.

قائمة حظر دخول البضائع الأوكرانية طالت بداية منتوجات أربعين شركة فقط، إلا أنها تطورت في الآونة الأخيرة لتشمل جميع البضائع.

ويرى خبراء أن المنتجين الأوكرانيين سيمنون بخسائر قد تصل إلى 2.5 مليار دولار في حال بقي الوضع على ما هو عليه حتى نهاية العام.

وكثير من المحللين الروس يرون أن المنتجين الأوكرانيين يدفعون ثمن "تقاعس الحكومة الأوكرانية عن الانضمام إلى الاتحاد الجمركي الأوراسي الذي دعيت إليه أكثر من مرة، لكنها فضلت بدلا من ذلك توقيع اتفاقية شراكة مع الاتحاد الأوربي، "ولو بشروط مجحفة".

واعتبر فيكتور ميدفيدتشوك زعيم الحركة الشعبية "الخيار الأوكراني" أن الحكومة الأوكرانية بتوقيعها على اتفاقية الشراكة مع الاتحاد الأوربي تضع البلاد في عزلة، لأنها في حال التوقيع ستكون من جهة مضطرة للتحرك في إطار اتفاقيات سابقة لم تشارك في وضعها ومع ذلك ملزمة بتطبيقها، ومن جهة أخرى سيقطع عليها هذا التوقيع فرصة الانضمام إلى الاتحاد الجمركي الأوراسي، وبالتالي فإن الأخير سيكون مضطرا للدفاع عن نفسه واتخاذ إجراءات حماية اقتصادية لبضائعه.

في السياق ذاته يرى  محللون روس أن انضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الجمركي الأوراسي سيكون أضمن لاقتصادها، كون روسيا و بلدان الاتحاد الجمركي من أكبر المستوردين للبضائع الأوكرانية.

و يقول سيرغي غلازييف مستشار الرئيس الروسي لقضايا التكامل الاقتصادي الإقليمي: "أوروبا ليست بحاجة للطائرات ولا للمعدات أو المنتجات الغذائية الأوكرانية؛ إنها بحاجة فقط إلى عمال مأجورين وأراضي أوكرانيا الزراعية الخصبة لشرائها أو استئجارها لزراعة محاصيل يجري لاحقا تصديرها لبلدان الشرق الأوسط."

كما يرى المحللون أن السوق الأوكرانية ستغرق بالبضائع الرخيصة الثمن، فيما يفكر الاتحاد الجمركي بإجراءات لحماية منتجاته وأسواقه.

ويشار هنا إلى أن أوكرانيا ستوقع اتفاقية شراكة مع الاتحاد الأوربي في تشرين الثاني/نوفمبر القادم، في إطار قمة "الشراكة الشرقية" في ليتوانيا، ما يغلق عليها قانونيا أبواب الاتحاد الجمركي الأوراسي.

اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)