قبل "حالة الحرب" وبعدها.. ما الذي تغير في أوكرانيا؟

نسخة للطباعة2018.12.29

صفوان جولاق - رئيس التحرير

وانتهت "حالة الحرب" في أوكرانيا...، ليبدأ طرح التساؤلات حول نجاعة هذا القرار، والأثر الذي تركه لحماية البلاد من خطر "عدوان روسي شامل"، كما أكد مسؤولون.

خلال جلسة خاصة لمجلس الأمن القومي والدفاع الأوكراني في 26 ديسمبر، أعلن الرئيس بيترو بوروشينكو انتهاء "حالة الحرب" أو العمل بقوانين الأحكام العرفية، بعد 30 يوما على فرضها.

الجيش أولا

وربط الرئيس الأوكراني هذا الإعلان مباشرة بالقول إن تلك القوانين لم تؤثر على حياة المواطنين أو اقتصاد البلاد، وكان العبئ الرئيسي خلال هذه الفترة على كاهل الجيش، وخاصة في شرق أوكرانيا.

بوروشينكو أشار في هذا السياق إلى أن "خط الدفاع الأوكراني" عُزّز إلى أقصى الدرجات الممكنة، وزود بالخبرات والتجهيزات اللازمة لذلك.

وكانت الأسابيع الماضية قد شهدت سلسلة من المناورات والتدريبات العسكرية في شتى المناطق، شارك فيها نحو 30 ألفا من جنود الاحتياط، و"حفلات" تسليم طائرات ومروحيات ودبابات وآليات ومدافع ثقيلة جديدة أو محدثة، حدد عددها وزير الدفاع ستيبان بولتوراك بـ200.

"قضم" جديد

ورغم هذه الإجراءات الملموسة، انقسم الأوكرانيون مجددا بين مؤيدين لإجراء سلطات بلادهم، وآخرين اعتبروا أن "حالة الحرب" لم تقدم أو تغير شيئا، وأن روسيا هي الكاسب في هذه الجولة أيضا.

المحلل العسكري سيرهي زكوريتس، وهو ضابط عسكري متقاعد، قال: "خمس سنوات من الحرب، ولم تعلن حالة الحرب، والآن، بعد شهر واحد يتحدث المسؤولون عن إنجازات، هذه تفاهة باعتقادي".

وأوضح وجه نظره بالقول: "عززنا الجيش، ولكن هذا شأن داخلي في النهاية، ويجب أن يتم بمناسبة أو من غير مناسبة، أما روسيا، فخرجت منتصرة مجددا، بـ"قضمها" بحر آزوف ومضيق كيرتش، كما فعلت سابقا مع القرم".

أما المحلل السياسي أندري بوزاروف، فقال: "حالة الحرب وضعت أوكرانيا في مأزق أمام المجتمع الدولي، الذي لم يفهم لماذا تُعلن حالة الحرب الآن فقط، وبسبب اعتداء دام بضعة دقائق".

وأضاف: "الأحداث الأخيرة أثبتت أن الاتحاد الأوروبي غير مستعد لدعم أوكرانيا، ولا يريد تصعيدا مع روسيا، في إشارة إلى نتائج اللقاءات التي جمعت أوكرانيا مع دول أوروبا وحلف الناتو، واقتصرت على الوعيد بعقوبات وتصريحات وبيانات الدعم.

خطر مستمر

وعلى النقيض من هذا الرأي موقف آخر، يعتبر أن "حالة الحرب" لم تأت من فراغ، وكان لها أسبابها التي لا تزل موجودة.

فلاديسلاف سيليزنيوف متحدث باسم وزارة الدفاع الأوكرانية، قال: "العدوان على السفن الأوكرانية في 25 نوفمبر ببحر آزوف سبب ظاهر لإعلان حالة الحرب، لكن الأخطر هو نشر روسيا قواتها على طول الحدود مع أوكرانيا، وهذا السبب الرئيس للمخاوف والإجراءات الأوكرانية.

وكشف في هذا الصدد عن انتشار 28 كتيبة عسكرية روسية على الحدود الشرقية، تضم أكثر من 1120 دبابة، و2600 مركبة مدرعة، و1230 نظاما لإطلاق الصواريخ.

وأضاف: "بعض هذه القوات لا تبعد أكثر من 18 كم عن الحدود، ومنذ منتصف أيلول/سبتمبر، زاد عدد الدبابات المنتشرة بنسبة ثلاثة أضعاف تقريبا في إحدى المناطق، التي لم يسمها، من 92 إلى 250.

"نحن في دائرة الخطر الحمراء حتى منتصف شهر يناير المقبل، وإذا لم يحدث أي تصعيد روسي قبل الانتخابات المقررة في نهاية مارس 2019، فإننا سنكون في دائرة الخطر البرتقالية، وبالتالي فإن الخطر مستمر مع ذلك الانتشار، ووجود نوايا عدوانية"، يقول سيليزنيوف.

حياة طبيعية

لم تغير حالة الحرب من طبيعة حياة الأوكرانيين في 10 مناطق حدودية شملتها، إلا فيما يتعلق بإجراءات تدقيق الوثائق الثبوتية في المطارات ونقاط العبور الحدودية أو بين المدن، واستدعاء عدد محدد من جنود الاحتياط.

لكن وزارة البنية التحتية أكدت أن بعض الإجراءات الاحترازية ستبقى مستمرة، ومنها تشديد الحراسة على المنشآت الاستراتيجية، كما أعلنت وزارة الداخلية استمرار العمل بنظام تقييد دخول الروس الذكور إلى الأراضي الأوكرانية، الذين تتراوح أعمارهم بين 16 و60 عاما.

يتمنى الشارع الأوكرانية حياة طبيعية مستمرة دون شك، ولكن في ظل هذه الإجراءات، والتسارع الأوكراني نحو الاستعداد والتسلح، تبقى المخاوف حاضرة لدى الكثيرين مما قد يحمله المستقبل قريبا أبو بعيدا.

اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)

أوكرانيا برس - الجزيرة

العلامات: 

حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022