أوكرانيا وأوروبا في خندق "حرب غاز" مع روسيا

أوكرانيا وأوروبا في خندق "حرب غاز" مع روسيا
احتياط الغاز لدى أوكرانيا يبلغ 14 مليار متر مكعب
نسخة للطباعة2014.06.20

محمد صفوان جولاقرئيس التحرير

دخل التوتر القائم بين أوكرانيا وروسيا منعطفا جديدا يوم الأمس، بعد إعلان شركة "غاز بروم" الحكومية الروسية وقف إمدادات الغاز إلى نظيرتها الأوكرانية "نفتوغاز"، وتحولها إلى نظام الدفع المسبق كشرط لاستمرار الإمدادات.

فموسكو تصر على ديون تتجاوز 4 مليارات دولار لم تسدد في الموعد المحدد، الأمر الذي لا تعترف به كييف، وتصر على أنها سددت كافة المبالغ المستحقة في الموعد، بسعر 286 دولارا لكل ألف متر مكعب، الذي ألغته موسكو من جانب واحد بعد الإطاحة بنظام الرئيس فيكتور يانوكوفيتش الموالي لها، ورفعته إلى نحو 480 دولارا.

وأخفقت جميع اللقاءات الثلاثية اليومية خلال الأسبوع الماضي بين أوكرانيا وروسيا والاتحاد الأوروبي، أخفقت بالوصول إلى اتفاق حول سعر توافقي جديد للغاز، في ظل إصرار أوكرانيا على سعر لا يتجاوز 300 دولار، واعتبار موسكو أن ذلك "ابتزاز"، وأن السعر يجب ألا يقل عن 380 دولار.

استنفار أوكراني

وقف الإمدادات وضع أوكرانيا في أزمة كبيرة، لاسيما وأنه عجلة اقتصادها وحركة مواصلاتها تعتمد على الغاز بنسبة لا تقل عن 70%، وأن احتياط الغاز لديها -البالغ 14 مليار متر مكعب- قد ينتهي في موعد أقصاه شهر كانون الأول/ديسمبر المقبل، وفق "نفتوغاز"، الذي تتعاظم فيه الحاجة إلى الغاز بهدف التدفئة.

رد الفعل الأوكراني تجسد بحراك مستنفر على جميع الصعد، إذ لجأت كييف إلى محكمة ستوكهولهم لمقاضاة موسكو على إجراءات رفع الأسعار ووقف الإمدادات.

وقد توجه قبل يومين وفد عن وزارة الطاقة و"نفتوغاز" للاتفاق مع شركات الطاقة الأوروبية حول استيراد عكسي للغاز الروسي، الذي يصل إلى أوروبا عبر شبكات نقل الغاز الأوكرانية، بسعر يقارب 380 دولارا للألف متر مكعب.

وأمر رئيس الوزراء أرسيني ياتسنيوك اللجنة الوطنية لشؤون الطاقة في البرلمان، أمرها بإعداد "خطة طوارئ لتوفير الغاز"، وببحث تغيير كلفة نقل الغاز الروسي إلى أوروبا عبر الأراضي الأوكرانية البالغ نحو 3 دولارات عن مرور كل ألف متر مكعب مسافة 100 كم، قائلا: "لن نقدم مساعدات مالية لـ"غازبروم" الروسية".

تهديد لأوروبا

ويتوقع مراقبون أن يشكل قطع الإمدادات عن أوكرانيا أزمة كبيرة لأوروبا قريبا، على غرار ما حدث في شتاء العام 2009، عندما اتهمت روسيا أوكرنيا بسرقة الغاز المار عبر أراضيها، وأوقفته عنها وعن أوروبا.

إيغور بوراكوفسكي عميد معهد الدراسات الاقتصادية في كييف، إن القلق الأوروبي كبير، فأوروبا التي تستورد نحو ثلث احتياجات الغاز من روسيا تقريبا، مهددة بالبرد إذا لم تنته الأزمة المباشرة بين كييف وموسكو، خاصة إذا ما تطورت إلى خلاف بين البلدين حول أسعار نقل الغاز، أو تكرر تبادل الاتهامات حول سرقة الغاز المصدر إلى أوروبا.

واعتبر أن إخفاق الأطراف بالتوصل إلى حل توافقي خلال شهر واحد سيعرض أوروبا وأوكرانيا للـ"تجمد"، وسيؤدي إلى انكماش الاقتصاد الأوكراني، وهروب رؤوس الأموال، وارتفاع نسب التضخم".

ورأى بوراكوفسكي أن روسيا لن تتوانى عن قطع إمدادات الغاز عن أوروبا أيضا، لأنها به تعاقبها وتعاقب كييف على قلب نظام الحكم الموالي لها، لإجبارها على إبقاء أوكرانيا دولة حيادية اقتصاديا وأمنيا؛ والحل يكمن في البحث عن بدائل تحد من الاعتماد على الغاز الروسي، حتى وإن كان ذلك على المدى البعيد، ومن مصادر بعيدة.

اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)

أوكرانيا برس - الجزيرة

العلامات: 

حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022