صادرات أوكرانيا تلوذ بمنافذ أوروبا بعدا عن روسيا

صادرات أوكرانيا تلوذ بمنافذ أوروبا بعدا عن روسيا
روسيا جمدت جزءا كبيرا من حركة التبادل التجاري مع أوكرانيا
نسخة للطباعة2014.06.17

محمد صفوان جولاقرئيس التحرير

الصادرات الأوكرانية تعاني ظروفا وأوقاتا صعبة، لاسيما بعد أن جمدت روسيا جزءا كبيرا من حركة التبادل التجاري مع أوكرانيا، بالإضافة إلى التوتر الأمني القائم في المناطق الحدودية مع روسيا، وهذا واقع يقر به المسؤولون وأصحاب الشركات والمصانع جميعا.

فاعتماد الصادرات على المنافذ الروسية كان يصل إلى 80-95% قبل اندلاع الأزمة الأوكرانية، لكن حجم هذه الصادرات إلى روسيا –وعبرها- تراجع اليوم إلى نحو 24.3%، وفق إحصائية نشرتها وزارة الاقتصاد.

واللافت في إحصائية الوزراة أن نسبة تقارب 13% من البضائع الأوكرانية تحولت إلى المنافذ الأوروبية خلال الربع الأول من العام الجاري، بحجم تبادل بلغ نحو 565 مليون دولار، بعد أن قرر الاتحاد الأوروبي فتح أسواقه من جانب واحد أمام أوكرانيا لإنقاذ اقتصادها المتعثر.

وتوقع خبراء في الوزارة أن يزيد حجم الصادرات الأوكرانية إلى دول أوروبا بشكل ملحوظ خلال عامين أو ثلاث، ليتراوح بين 30-50 مليار دولار.

سلبية وإيجابية

لكن التحول إلى المنافذ الأوروبي لن يكون بديلا أو إيجابيا بالنسبة للكثير من البضائع الأوكرانية على ما يبدو، بل قد يكون سلبيا أو حتى كارثيا بالنسبة لبعضها.

فيرونيكا موفتشان رئيسة مركز الدراسات الاقتصادية في العاصمة كييف، قالت إن صادرات أوكرانيا في مجالات الصناعات الآلية والمعادن والطاقة والأجبان انتعشت مع فتح الأسواق الأوروبية، وحقق حجم بعضها ارتفاعا وصل إلى 44% بالمقارنة عما كان عليه الحال مع أسواق الشرق، وخاصة صادرات الصناعات الآلية.

لكنها أشارات بالمقابل إلى تأثر صادرات الزراعة والصناعات الكيماوية الأوكرانية سلبا بعد التحول عن السوق الروسي، بنسبة تراجع تتراوح بين 14-20%، كما تراجعت صادرات صناعة المواصلات الأوكرانية (السيارات والحافلات وغيرها) بنسبة تجاوزت 40%، وهي نسبة تعتبرها موفتشان "كارثية" بالنسبة لهذا القطاع الصناعي.

الارتباط والتنافس

وتواجه شركات ومصانع أوكرانيا تحديات كبيرة، من أبرزها الارتباط السابق والحالي بأسواق روسيا وإمداداتها من الغاز وقطع الغيار، وكذلك القدرة على منافسة بضائع الاتحاد الأوروبي للثبات في أسواقه.

سيرهي تيريوخين نائب برلماني ووزير سابق للاقتصاد، رأى أن السنين المقبلة صعبة على صادرات البلاد، لأنها "تقف اليوم أمام طريق واحد، ومضطرة لوقف الاعتماد على روسيا تدريجيا، وإلا بقيت أسيرة مزاجية السلطات الروسية فيما يتعلق بأسعار الغاز وحركة مرور البضائع"، على حد قوله.

وأضاف: "التحول إلى السوق الأوروبي أكيد لا محالة، وأوكرانيا تعتزم توقيع اتفاقية للشراكة الاقتصادية مع الاتحاد الأوروبي في السابع والعشرين من الشهر الجاري؛ بعدها سنواجه تحديات التطوير والمنافسة، ولكن نجاحنا سيحيي الاقتصاد ويخلصه من قيوده".

لكن الخبيرة موفتشان رأت أن الأمور لن تكون على هذه الصورة الوردية التي يراها تيريوخين، وأن شركات وصناعات أوكرانية ضخمة معرضة للتوقف قبل أن تطبق المعايير الأوروبية وتنافس ظيراتها الأوروبية الأكثر شهرة، كشركات وصناعات الطيران والسيارات وغيرها.

اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)

أوكرانيا برس - الجزيرة

العلامات: 

حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022