عمره 30 عاما.. ما هدف روسيا من "نورد ستريم 2"؟

نسخة للطباعة2021.10.28
جوليان لي - كاتب في شبكة "بلومبرغ"

تم التشهير بمشروع "نورد ستريم 2" في الولايات المتحدة وأجزاء من أوروبا، واعتباره مخططاً لإيقاع مشتري الغاز الأوروبيين في الفخ الروسي.

سيزيل "نورد ستريم 2" قريباً تدفقات الغاز عبر بيلاروسيا، وبولونيا، وأوكرانيا، منهياً اعتماد روسيا على الدول السوفيتية السابقة، أو التي كانت تدور في فلكه، لنقل النفط والغاز إلى الأسواق الغربية.

"نورد ستريم 2" ليس سوى الرابط الأخير في مشروع عمره 30 عاماً لتحويل الصادرات الروسية من النفط والغاز بعيداً من طرق الترانزيت عبر الجيران السوفييت السابقين.

الأمر منطقي تماماً من المنظور الروسي، وعلى من يعارض ذلك، سؤال الكنديين عن مشروع "كيستون أكس أل"، الذي ألغته إدارة بايدن.

مشكلة روسيا القديمة

منذ انهيار الاتحاد السوفييتي في 1991، واجهت روسيا مشكلة الاعتماد على خطوط الأنابيب التي تعبر دولا أصبحت فجأة مستقلة، وليس بالضرورة ودية، لنقل جميع صادراتها تقريباً من النفط والغاز إلى الأسواق الدولية.

لم يكن بإمكان روسيا حتى نقل النفط الخام إلى ميناء نوفوروسيسك على البحر الأسود، دون ضخه عبر أوكرانيا، بينما كان منفذها الأساسي على بحر البلطيق، في لاتفيا.

وكان على صادرات الغاز الروسي إلى أوروبا الغربية أن تمر في جمهورية أو أكثر من الجمهوريات السوفييتية السابقة، بيلاروسيا، وأوكرانيا، ومولدوفا.

بعد ذلك، كان على تلك الصادرات المرور بدول دارت سابقاً في فلك الاتحاد، مثل بولونيا، وتشيكيا، وسلوفاكيا، ورومانيا، وبلغاريا. وكانت علاقات موسكو مع جميع تلك الدول لا تتغير للأفضل من وجهة النظر الروسية.

لا مفاجأة 

بدأت موسكو سلسلة مشاريع لتخفيف اعتمادها على الترانزيت في الدول السوفييتية السابقة لنقل صادراتها الهيدروكربونية، وبنت محطات جديدة لتصدير النفط على ساحل بحر البلطيق، وبعد إنجاز إحداها، بريمورسك، توقفت الصادرات عبر موانئ لاتفيا، وليتوانيا، وبولونيا. 

وفي نهاية المطاف، أرسلت روسيا جميع شحناتها النفطية المتزايدة إلى الخارج عبر الموانئ الروسية.

الأمر نفسه حدث في الجنوب، مع توقف تدفق خام النفط عبر موانئ مدن أوديسا وبيفدين الأوكرانيتين في نهاية 2010.

أطلقت روسيا عملية مشابهة مع الغاز. بنت خطوط أنابيب ضخمة لربط روسيا بكبار المستهلكين، أولاً تركيا، وثانياً ألمانيا.

قلصت خطوط أنابيب بلو ستريم تحت البحر الأسود، اعتماد روسيا على الترانزيت عبر أوكرانيا لنقل الغاز إلى تركيا، بينما قلص نورد ستريم أدوار بيلاروسيا، وبولونيا، في تسليم الغاز الروسي إلى ألمانيا ومستهلكين آخرين في غرب أوروبا. 

أعقب تلك المسارات لاحقاً بناء تورك ستريم، واليوم "نورد ستريم 2". إن سياسة روسيا لا يجب أن تفاجئ أحداً، فهي غير فريدة من نوعها.

تاريخ سيء

تاريخ أنابيب الترانزيت ليس مشرقاً. تشمل لائحة الأنابيب التي توقفت عن العمل، خطوط إيبسا التي نقلت النفط من الحقول العراقية الجنوبية، إلى الخطوط الشرقية الغربية في السعودية، وخط تابلاين في المملكة، الذي نقل الخام إلى سواحل لبنان.

وثمة خطوط أخرى اقترحت وخُطط لها وحتى بناؤها جزئياً لتتحول إلى كومة خردة في نهاية المطاف.

كانت النية بناء خطوط تابي نقل الغاز من تركمانستان، عبر أفغانستان، وباكستان إلى الهند. دامت النقاشات 25 عاماً، لكن يبدو أن بناءها أقل اليوم مما كان عليه في 1996.

تحذير

مصير خط أنابيب "كيستون أكس أل" لنقل الخام الكندي إلى المصافي ومحطات التصدير في الولايات المتحدة، يجب أن يكون تحذيراً لجميع الذين يعتمدون على الترانزيت في دول جارة للوصول إلى الأسواق.

وحتى أنابيب الترانزيت التي نجت وازدهرت لم تخدم أصحابها الحقيقيين كما خططوا لذلك. 

استخدمت روسيا نفوذها باعتبارها دولة ترانزيت لتغيير الهياكل الإدارية والضريبية لخط أنابيب "سي بي سي" الكازاخي لمصلحتها. وفعلت تركيا الأمر نفسه مع خطوط أنابيب النفط والغاز من العراق وأذربيجان، فانتزعت رسوم ترانزيت أعلى وسيطرة أكبر عليها. 

من غير المفاجئ إذاً أن تسعى روسيا إلى إنهاء اعتمادها على روابط مشابهة.

اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)

المادة أعلاه تعبر عن رأي المصدر، أو الكاتبـ/ـة، أو الكتّاب، ولا تعبر بالضرورة عن رأي "أوكرانيا برس".

ترجمة موقع "24:"

العلامات: 
التصنيفات: 

حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022