جو بايدن.. ما الذي كان يفعله ابنه هانتر في أوكرانيا والصين؟

نسخة للطباعة2020.11.03

اتهم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مراراً منافسه الديمقراطي في البيت الأبيض جو بايدن، بارتكاب مخالفات في تعامله مع أوكرانيا والصين عندما كان يشغل منصب نائب الرئيس، وهو ما ينفيه بايدن على الدوام.

وعادت القضية إلى الظهور مجدداً بعد أن نشرت صحيفة "نيويورك بوست" مادة عن رسالة بريد إلكتروني مزعومة، يشكر فيها مستشار من شركة طاقة أوكرانية، هانتر ، نجل جو بايدن، على دعوته لمقابلة والده.

وفي رد على سؤال صحفي عن تلك المزاعم، قال جو بايدن إنها "حملة تشهير".

وتعد مزاعم استغلال النفوذ أمرا شائعا في واشنطن العاصمة، فقد اتُهم أبناء ترامب بتضارب المصالح في صفقات تجارية مربحة عقدوها في الخارج. وهم أيضاً ينفون ارتكابهم أي مخالفة.

ومن المقرر أن يواجه جو بايدن الديمقراطي، منافسة الرئيس ترامب، الجمهوري، في الانتخابات الرئاسية المقررة في الشهر المقبل.

ما الذي جاء في مقال الصحيفة؟

ظهر مقال في صحيفة نيويورك بوست يركز على رسالة بريد الكتروني من شهر أبريل/نيسان 2015 ، شكر فيها على ما يبدو، مستشار من بوريسما (وهي شركة قابضة لمجموعة من شركات استكشاف وإنتاج الطاقة، ومقرها في كييف، أوكرانيا) هانتر بايدن، لدعوته لمقابلة والده في واشنطن.

وكان هانتر - الابن الثاني لجو بايدن - مديراً في مجلس إدارة شركة بوريسما العائدة ملكيتها لأوكرانيا، بينما كان والده مسؤولا في إدارة أوباما عن العلاقات الأمريكية الأوكرانية. وكان هانتر واحداً من عدة شخصيات أجنبية في مجلس إدارة الشركة.

لم يقدم مقال "نيويورك بوست" دليلاً على أن الاجتماع قد تمّ بالفعل أبداً، وقالت الحملة الانتخابية لبايدن، إنه لا يوجد سجل لأي اجتماع من هذا القبيل على "الجدول الرسمي" لنائب الرئيس السابق منذ ذلك الوقت.

لكن في بيانٍ لموقع بوليتيكو، أقرت الحملة أيضاً بأنه ربما يكون لبايدن "تفاعل غير رسمي" مع مستشار شركة بوريسما و لم يظهر في جدول لقاءاته الرسمي، رغم قولها إن لقاءً كهذا، سيكون "سريعاً وعابرا".

وقال أندرو باتس، المتحدث باسم جو بايدن "إن التحقيقات التي أجرتها الصحافة خلال محاولة تفعيل إجراءات عزل الرئيس، وحتى تلك التي أجرتها لجنتان من مجلس الشيوخ بقيادة الجمهوريين، واللتان شجب رفيق آخر في الحزب الجمهوري عملهما ووصفه بأنه ’غير شرعي’ وسياسي، توصلت جميعها إلى النتيجة نفسها وهي: أن جو بايدن تولى مسؤولية السياسة الأمريكية الرسمية تجاه أوكرانيا ولم يرتكب أي مخالفات".

كما استنكرت الحملة مقال صحيفة نيويورك بوست ووصفته بأنه عبارة عن "معلومات روسية مضللة " رغم عدم ذكرها أن رسائل البريد الإلكتروني كانت مزيفة.

وقال مدير الاستخبارات الوطنية الأمريكية، جون راتكليف ، في مقابلة مع قناة فوكس بيزنس، إن رسائل البريد الإلكتروني المزعومة ليست مرتبطة بجهود التضليل الروسية.

وشارك الرئيس ترامب وحلفاؤه بنشر مقال نيويورك بوست في صفحاتهم على وسائل التواصل الاجتماعي.

واشترك اثنان من مستشاريه السابقين، وهما ستيف بانون و رودي جولياني، في تقديم القصة والقرص الصلب الذي يحتوي على رسائل البريد الإلكتروني المزعومة إلى الصحيفة. وتقول وسائل إعلام أمريكية أخرى إنها لم تتمكن من التحقق من صحة تلك الرسائل.

وكان هانتر انضم إلى بوريسما في عام 2014، وظل في إدارة مجلس الشركة حتى أبريل/نيسان 2019، عندما قرر مغادرتها.

ما هي الاتهامات الموجهة لبايدن بشأن الصين؟

استشهدت صحيفة نيويورك بوست برسالة بريد إلكتروني مزعومة من هانتر بايدن، تشير إلى أنه كان يتلقى رسوماً سنوية قدرها 10 ملايين دولار من ملياردير صيني مقابل "تقديمه للآخرين وتعريفه بهم" فقط، رغم أنه ليس واضحاً من هم المتورطون في لقاءات التعارف المزعومة تلك.

وأفيد أن رسالة بريد إلكتروني أخرى، قالت قناة فوكس نيوز إنها متأكدة منها، تشير إلى صفقة سعى هانتر إبرامها مع أكبر شركة طاقة خاصة في الصين. وقيل أن الرسالة تتضمن إشارة مشفرة جاءت على الشكل التالي: "10 التي عقدها من أجل الرجل الكبير".

ونقلت قناة فوكس نيوز عن مصادر لم تسِّمها قولها إن مصطلح "الرجل الكبير" الذي جاء في البريد الالكتروني المزعوم يشير إلى جو بايدن.

وسافر هانتر في عام 2013 على متن طائرة الرئاسة الثانية مع والده ، الذي كان وقتها نائب رئيس الولايات المتحدة، في زيارة رسمية إلى بكين، حيث التقى بايدن الابن بالمستثمر المصرفي جوناثان لي.

وقال هانتر لصحيفة نيويورك بوست إنه التقى بجوناثان فقط "لتناول فنجان من القهوة"، ولكن بعد 12 يوماً من الرحلة، وافقت السلطات الصينية على صندوق الأسهم الخاصة، (بي إتش آر بارتنرز). وكان جوناثان الرئيس التنفيذي له، وهانتر عضواً في مجلس الإدارة، وكانت حصة الأخير 10 في المئة من الأسهم.

ووفقاً لوسائل الإعلام الأمريكية، يدعم صندوق (بي إتش آر) بعض أكبر بنوك الحكومية الصينية والحكومات المحلية فيها.

وقال محامي هانتر بايدن، إنه شغل منصباً في مجلس الإدارة غير مدفوع الأجر "لاهتمامه بالبحث عن طرق لجلب رأس المال الصيني إلى الأسواق الدولية".

وأضاف أن موكله لم يحصل على حصته المالية في "بي إتش آر" حتى عام 2017 ، بعد أن ترك والده منصبه في الولايات المتحدة.

واستقال هانتر من مجلس الإدارة في أبريل/نيسان 2020 ، لكنه ظل يحتفظ بحصته البالغة 10 في المئة حتى شهر يوليو/حزيران من هذا العام، وفقاً لتقرير الشركة.

ما هي الاتهامات الموجهة لبايدن بشأن أوكرانيا؟

اتهم دونالد ترامب وحلفاؤه، جو بايدن بارتكاب مخالفات لأنه دفع الحكومة الأوكرانية - عندما كان نائباً للرئيس - إلى إقالة المدعي العام الذي كان يحقق في الشركة التي كان يعمل فيها هانتر.

وفي عام 2016 ، دعا جو بايدن إلى إقالة المدعي العام الأوكراني فيكتور شوكين، الذي كان مكتبه يقوم بتحقيقات حول شركة بوريسما وشركات أخرى.

بيد أن القادة الغربيين والهيئات الرئيسية الأخرى التي تقدم الدعم المالي لأوكرانيا، كانوا يريدون عزل المدعي العام أيضاً لاعتقادهم أنه لم يكن نشطاً بما يكفي في معالجة مشكلة الفساد في البلاد.

ما علاقة ذلك بمحاولة عزل الرئيس؟

في عام 2019 ، ظهرت تفاصيل مكالمة هاتفية أجراها الرئيس ترامب مع رئيس أوكرانيا، حث فيها الرئيس الأوكراني على التحقيق مع جو بايدن وابنه هانتر.

وأدى ذلك إلى اتهامات من الديمقراطيين بأن ترامب كان يحاول الضغط بشكل غير قانوني على أوكرانيا للمساعدة في إلحاق الضرر بمنافسه في الانتخابات، مما أدى إلى محاولة لتفعيل إجراءات عزل الرئيس في مجلس النواب.

ونفى ترامب ارتكابه لأي خطأ، وقد برأه لاحقاً مجلس الشيوخ الأمريكي الذي يسيطر عليه الجمهوريون.

هل أثبت أي شيء ضد بايدن؟

لم يتم إثبات أي نشاط جنائي، ولم يظهر أي دليل على أن جو بايدن قام بفعل أي شيء لمصلحة ابنه عمداً. لكن أثيرت تساؤلات بشأن وجود تضارب محتمل للمصالح.

وقد أثار مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأمريكية هذه المخاوف منذ عام 2015.

وفتح المشرعون الجمهوريون الأمريكيون تحقيقاً ووجدوا أن عمل هانتر في الشركة الأوكرانية كان مثيرا للشبهات، لكن لم يكن هناك دليل على تأثر السياسة الخارجية للولايات المتحدة بعمله.

ولم تثبت أي تهم جنائية ضد بوريسما أيضاً. فقد أصدرت الشركة بياناً في عام 2017 قالت فيه إن " جميع الإجراءات القانونية والمزاعم الجنائية المعلقة" ضدها قد أغلقت.

وفي العام الماضي ، قال يوري لوتسينكو ، المدعي العام في أوكرانيا الذي خلف فيكتور شوكين، لبي بي سي إنه لا يوجد سبب يستدعي التحقيق مع هانتر بايدن بموجب القانون الأوكراني.

ولا يوجد شيء غير قانوني في كون شخص ما عضو في مجلس إدارة شركة أثناء عمل أفراد من عائلته في الحكومة، رغم أن هانتر الآن يقول، ربما كان العمل في مجلس إدارة شركة بوريسما "قراراً سيئاً".

وقال محامو هانتر بايدن في بيان صدر في أكتوبر/ تشرين الأول 2019 إنه قام "بهذه الأنشطة التجارية بشكل مستقل، ولم يعتقد أنه من المناسب مناقشتها مع والده، وكذلك فعل والده".

وقال هانتر لمجلة "نيويوركر" إنه في المرة الوحيدة التي ذكر فيها بوريسما أمام والده "قال أبي ، أتمنى أن تعلم ما تقوم به".

ووسط كل هذا التمحيص والتدقيق في هذه القضية، قال المرشح الديمقراطي للبيت الأبيض العام الماضي إنه إذا تم انتخابه رئيساً، فلن يشغل أحد من أفراد عائلته أي منصب أو يعقد علاقة عمل أو تجارة مع شركات أو حكومات أجنبية.

اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)

بي بي سي

التصنيفات: 

حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022