مع زيادة الإشعاع.. ما خطورة حرائق الغابات في منطقة تشيرنوبل الأوكرانية؟

نسخة للطباعة2020.04.10

على مدار أسبوع كامل، تستمر الحرائق في المنطقة المحيطة بمحطة الطاقة النووية بمنطقة تشيرنوبيل الأوكرانية، وفيما تؤكد السلطات أن الإشعاعات خارج المناطق التي يغطيها الحريق تقع ضمن الحدود الطبيعية، إلا أن خبراء البيئة يتحدثون عن خطر محتمل.

زيادة الإشعاع

في 4 أبريل، شب حريق في الغابة الواقعة داخل المنطقة المحظورة بتشيرنوبل، بما في ذلك غابة كوتوفسكي، حيث غطت النار 100 هكتار، وطال الحريق  20 هكتارا من منطقة الحظر.

في اليوم الأول للحريق، أفادت خدمة الطوارئ الحكومية أنه تم تسجيل خلفية إشعاعية متزايدة في بعض المناطق، ولكن في الأيام التالية أبلغت عن مؤشرات "ضمن النطاق الطبيعي".

ومع ذلك، في 5 أبريل، قال رئيس دائرة البيئة الحكومية إيهور فيرسوف إن قراءات الجهاز كانت 2.3 بدلا عن 0.14، مشيرا إلى أن مثل هذا الوضع لوحظ فقط في مواقع النيران.

وبعد يومين، قالت شرطة منطقة كييف إن الحريق مُتعمد، وقام به شخص يبلغ من العمر 27 عاما من سكان قرية راجوفكا.

في غضون ذلك، يواصل رجال الإنقاذ التعامل مع الحرائق في المنطقة المحظورة بتشيرنوبل، ووفقًا لموقع خدمة الطوارئ الحكومية، فقد شارك 310 أشخاص و90 قطعة من المعدات في إطفاء الحرائق، كما تم إلقاء 248 طنا من الماء على بؤر الحريق.

بالإضافة إلى ذلك، قامت الشرطة بإجلاء سكان بلدة بوليسكوي الواقعة قرب المنطقة المحظورة، كما تم حظر الدخول إلى بلدتي بوليسكوي وأوفروش.

في ظل انتشار هذه الحرائق، يُشير رجال الإنقاذ إلى أن الخلفية الإشعاعية في كييف ومنطقة كييف تقع ضمن الحدود الطبيعية ولا تتجاوز الخلفية الطبيعية. 

ومع ذلك، قال الرئيس السابق لمركز تشيرنوبيل البيئي أوليغ بوندارينكو، قال لـDW إنه يجب الانتباه إلى المؤشرات الأخرى.

قال الخبير: "خلفية الإشعاع الخارجي، التي تُعطى بياناتها، تختلط مع التربة والأشياء المحيطة بها. أثناء الحريق، ترتفع كتلة من الهواء الضار في حد ذاته، وقد تشمل جزيئات ملوثة بالإشعاع".

وبرأي الخبير فإنه، لتقييم مهني للوضع، ينبغي مقارنة تركيز الهواء الجوي قبل وأثناء الحريق.

وفقًا لأحدث البيانات من هيئة التفتيش النووي في أوكرانيا، حتى 8 أبريل، في كييف وضواحيها، لم يكن هناك محتوى متزايد من الإشعاعات في الهواء.

ويقول البيان: "تشير بيانات أنظمة مراقبة الإشعاع في أوكرانيا، المتاحة للتحليل، إلى أن معدل الجرعة المكافئ لإشعاع غاما (خلفية غاما في الهواء) لم يتغير منذ وقوع الحرائق في منطقة الاستبعاد، وهي في نطاق التقلبات الطبيعية المميزة".

في هذه المرحلة، يقول التقرير إنه الآن (باستثناء المنطقة القريبة حول بؤر الاشتعال)، فإن خطر التعرض للإشعاع الإضافي بسبب إزالة النويدات المشعة مع منتجات احتراق النظم البيئية الطبيعية في المنطقة المحظورة، والتزايد الثانوي للغبار على الحرائق، غير ذي أهمية.

تلوث الهواء

أدى الشتاء الخالي من الثلوج، ونقص أمطار الربيع وانخفاض منسوب المياه الجوفية في المنطقة المحظورة، أدى إلى زيادة الحرائق بنسبة الثلث، بينما يبقى السبب الرئيسي هو العامل البشري.

وقال رئيس مجموعة البيئة الأوكرانية أوليكسي فاسيليوك إنه "خلال السنوات الأخيرة، نشهد حرائق بانتظام في جميع أنحاء أوكرانيا. وخلال هذا الربيع، تم تسجيل آلاف الحرائق في أجزاء مختلفة من أوكرانيا".

قال فاسيليوك: "يجمع العشب الجاف والشجيرات من قبل الفلاحين الذين لا يستطيعون تفسير مدى ملاءمة هذه الأفعال. يقول البعض إن آبائهم وأجدادهم فعلوا ذلك. يعتقد البعض الآخر أن هذا يحفز نمو العشب الصغير للرعي".

وفي الوقت نفسه، أفاد المرصد الجيوفيزيائي المركزي أنه من 31 مارس وحتى 6 أبريل تم تسجيل فائض من متوسط ​​التراكيز اليومية القصوى المسموح بها من ثاني أكسيد الكبريت وثاني أكسيد النيتروجين والفورمالديهايد والمواد الصلبة العالقة في الهواء.

في الوقت نفسه، أفادت خدمة الطوارئ الحكومية أن تلوث الهواء في كييف مرتبط بمضادات الأعاصير والضغط العالي والرياح الضعيفة وزيادة درجة الحرارة في الطبقة السطحية، ويمنع هذا الوضع اختلاط طبقات الهواء في الغلاف الجوي، ويسبب تراكم الملوثات على سطح الأرض.

مخاوف من انتشار الحرائق

أوليكساندر خورونزي، المسؤول الصحفي في خدمة الطوارئ الحكومية، يقول: "إذا أخذنا أراضي أوكرانيا بأكملها، فإن عدد الحرائق قد زاد بنسبة 25 بالمائة مقارنة بالعام الماضي".

وقال: "منذ بداية العام وقع 14821 حريقا، وهو ما يزيد بنسبة 25 في المائة عن العام الماضي. دمر الحرائق أكثر من 10 آلاف هكتارا من الأراضي، ما أدى إلى تدمير كل شيء يعيش في طريقه"، مشيرا إلى أن 99 في المائة من الحرائق نتجت عن الإنسان. 

في ثلاثة أشهر فقط من عام 2020، دمرت الحرائق نحو 18 ألف هكتارا من النظم البيئية في أوكرانيا؛ وقالت خدمة الطوارئ الحكومية في بيان "إذا استمر هذا، ستحترق البلاد كلها بحلول الشتاء".

يأتي هذا في وقت تدرس فيه الحكومة مضاعفة المسؤولية الجنائية عن المتسببين بالحرائق، وفق اقتراح قدمه رئيس الوزراء دينيس شميهال.

قناة "أوكرانيا برس" على "تيليغرام": https://t.me/Ukr_Press

اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)

أوكرانيا برس - "كوريسبوندينت"

العلامات: 
التصنيفات: 

حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022