في كثير من الدول.. العالم يشهد استقالات جماعية للأطباء

نسخة للطباعة2020.04.08

إيليا كوسا - خبير في معهد المستقبل الأوكراني

سجلت في جارتنا رومانيا استقالات جماعية للأطباء والممرضين. استقال خلال يوم واحد عشرات الأطباء والممرضين في بوخارست، بالإضافة إلى استقالة العشرات من مستشفى الأمراض النفسية في ياسي.

وصل عدد الاستقالات إلى حد أنه شد انتباه وزارة الداخلية، التي راحت تحقق في هذه الوقائع. 

لم أتمكن بالكامل من فهم ما الذي يبحثون عنه، لكن حول هذا الموضوع نشأ خلاف جدي، حيث أن المسألة تدور حول تزويد الأطباء بالوسائل الوقائية الضرورية للتعامل بالشكل اللازم مع المرضى.

يعتبر الكثيرون أن نقص وسائل الوقاية هو السبب الرئيسي لترك الأطباء والممرضين عملهم.

الوضع في مولدوفا المجاورة مماثل، بل أسوأ. حيث تشهد هذه الدولة على مدى 12 عاما متوالية نزوحا منتظما للكوادر الطبية إلى الخارج، بحثًا عن حياة، وعن عمل وراتب أفضل، إلخ.

فقدت هذه الدولة خلال عام 2019 وحده حوالي 3.5 ألف طبيب من الكفاءات العالية. معظمهم أطباء صحة، كما وغادر البلاد 40% من أطباء العيون وعدد كبير من أطباء الأعصاب. ينتقلون إلى رومانيا لينطلقوا من هناك إلى أوروبا الغربية.

على خلفية فيروس كورونا تفتقر مولدوفا إلى الكم اللازم  من الأطباء بسبب الهجرة الجماعية خلال السنوات السابقة، بينما عدد الأطباء الجدد قليل. كما ويعاني القطاع الصحي في هذه الدولة من مشكلة إصلاح الرعاية الصحية. و الآن بسبب تفشي الوباء، يقدم الكثيرون استقالاتهم بكل بساطة، إذ لا يمكنهم العمل في مثل هذه الظروف أو لا يرغبون في العمل.

روسيا تعاني من المشكلة نفسها. فعلى سبيل المثال، تقدم باستقالته كامل الطاقم الطبي في قسم الأمراض المعدية في مستشفى مدينة روستوف. والأسباب هي تلك  نفسها التي يعاني منها الآخرون. استحالة العمل لعدم توفر وسائل الحماية. 

يلاحظ هنا أيضا تجاهل السلطات الطويل الأمد لهذا القطاع. حيث سجلت في سبتمبر 2019 استقالات جماعية للأطباء في الاتحاد الروسي بسبب انخفاض الرواتب وظروف العمل الصعبة، وخاصة في المقاطعات.

سجلت في الولايات المتحدة بين فبراير ومارس استقالات جماعية للأطباء. بالإضافة إلى المشكلة السابقة المتمثلة بالنقص الحاد في كوادر التمريض. وتدور الآن هناك معركة حول قضية استقالات الأطباء، كونهم يتحدثون عبر الشبكات الاجتماعية عن مشكلات مستشفياتهم، وعدم كفاية الكمية اللازمة من اختبارات فيروس كورونا.

 شهدت البرتغال هروبا جماعيا للكوادر من القطاع الطبي إبان أزمة الديون في عام 2011، والآن، صار من الصعب التعامل في هذه الدولة مع أعداد المرضى. ما دفع السلطات إلى استدعاء الأطباء المتقاعدين للعمل.

في بريطانيا، يغيب واحد من كل أربعة أطباء عن العمل، إما بسبب العزلة الذاتية أو بسبب المرض. وهي تشهد أيضا نقصا حادا في الطواقم الطبية ، وخاصة الممرضات. الكثيرون لا يريدون الذهاب إلى العمل بسبب نقص وسائل الحماية.

عموما، لماذا تطرقت إلى هذا؟ لأنه صار من المثير لاهتمامي معرفة كيف تسير الأمور عندنا في أوكرانيا.

قرأت منذ فترة غير بعيدة عن استقالات جماعية  للأطباء من مستشفيات منطقة كييف. نعم، المنظومة الصحية عندنا أيضا، إذا تكلمنا بلطف، لا تقل إشكالية عن الرومانية أو المولدوفية أو الروسية. 

هذا مع سكوتي المتواضع عن تلك المشاكل الموجودة في الولايات المتحدة وأوروبا.

لذا، يوجد ما يجب أن تفكر فيه حكومتنا.؛ وآمل أن تفكر. كما يجب أن نقول للأطباء الذين يحاربون المرض في مثل هذه الظروف، شكرا جزيلا...

قناة "أوكرانيا برس" على "تيليغرام": https://t.me/Ukr_Press

اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)

أوكرانيا برس - "كوريسبوندينت"

التصنيفات: 

حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022