رغم قلة عدد الإصابات المعلنة.. كورونا ينشر الخوف في أوكرانيا

الخوف من انتشار فيروس كورونا دفع الأوكرانيين إلى تخزين المؤن
نسخة للطباعة2020.03.13

صفوان جولاق - رئيس التحرير

ليس فيها إلا 3 إصابات مؤكدة بالفيروس حتى الآن، واشتباه بوجود حالات إصابة أخرى لا يتعدى عددها أصابع اليدين؛ ومع ذلك، فرضت السلطات الأوكرانية حجرا صحيا في البلاد التي يتجاوز عدد سكانها 40 مليونا، لمواجهة شبح كورونا.

لمدة 3 أسابيع تبدأ من اليوم 12 مارس، عُلقت الدراسة في جميع المؤسسات التعليمية، وفرضت قيود على التجمعات التي تضم أكثر من 200 شخص (عدا البرلمان)، مع تعليق الكثير من الرحلات الجوية وغيرها إلى دول أوروبية، وإغلاق الكثير من المعابر الحدودية، ليصبح عددها 49 بعد أن كان 219.

وزارة الداخلية توعدت المخالفين و"ناشري الشائعات والذعر" بالسجن مدة تصل إلى 3 سنوات، وحذرت الخارجية الأوكرانيين من السفر عموما، والسفر إلى مصر وتايلند وغيرها من الوجهات السياحية الشهيرة على وجه الخصوص، التي انتشرت فيها الإصابة بشكل ملحوظ، بعد حذرت من السفر إلى إيطاليا وإيران والصين.

ضعف الإمكانيات

تصف السلطات إجراءاتها بالاحترازية، وتفسر صرامتها بالسعي مبكرا إلى الحد من الإصابة، وتدارك "خطأ" تأخر دول أخرى عن اتخاذ إجراءات مماثلة.

أحزاب المعارضة انتقدت إجراء فرض الحجر وتعميمه رسميا، ورأت أن السلطات أثارت مخاوف السكان لصرف انتباههم عن "الإخفاقات المتتالية"، في إشارة إلى سوء الوضع الاقتصادي، والتعديل الجذري المفاجئ الذي طرأ على تركيبة الحكومة قبل أسبوع.

لكن شريحة واسعة تعتبر أن السبب الرئيس يعود إلى ضعف الإمكانيات الطبية في البلاد مقارنة مع غيرها، وعدم قدرتها على كبح جماح الفيروس إن انتشر، أو إلى انتشار الإصابة بالفيروس دون الإعلان عن ذلك.

حول هذا كتب الصحفي إيفان بوجكو على فيسبوك ساخرا: "إنها نهايتنا...، خصصت إيطاليا 25 مليار يورو لمواجهة فيروس كورونا، بينما خصص مجلس الوزراء الأوكراني مليون هريفنيا (نحو 40 ألف دولار) لشراء كمامات وملابس واقية!".

خوف وهلع

وانطلاقا من واقع ضعف الإمكانيات وجدية الخطورة على ما يبدو، عادت إلى الشارع الأوكراني حالة خوف وهلع لازال يذكرها منذ تفشي أنفلونزا الخنازير قبل سنوات.

تسابق الناس منذ إعلان الحجر على شراء الكمامات ومواد التعقيم، وسرعان ما قفزت أسعارها 15-20 ضعفا قبل أن تنفد، كما نفدت الكثير من المواد الغذائية وارتفعت أسعارها في مراكز التسوق.

وبسبب تراجع أسعار النفط الأخيرة، والمخاوف من كورونا، وتداعياته على الأسواق وحركة النقل والتصدير، تراجعت قيمة العملة المحلية أمام الهريفنيا أيضا، فتجاوز سعر تصريف الدولار الواحد حاجز الـ26 هريفنيا، بعد أن كان عند حدود الـ24 قبل يومين فقط.

مواجهات

وكانت بلدة "نوفي سانجاري" شرق البلاد قد شهدت قبل أسابيع مواجهات عنيفة بين السكان المحليين ورجال الأمن، بعد أن قررت السلطات تخصيص مستشفى البلدة التابع لجهاز الحرس الوطني إلى مركز للحجر الصحي على العشرات من الأوكرانيين والأجانب الذين أجلتهم أوكرانيا من ووهان الصينية، بؤرة انتشار المرض.

أدت المواجهات إلى إصابة 4 من رجال الشرطة، قبل أن تعلن وزيرة الصحة عزمها الإقامة في ذات المستشفى 14 يوما لطمأنة السكان، الذين أحرقوا عددا من مركبات قوى الأمن، وهددوا بإحراق الحافلة التي أقلت العائدين.

لا تجمعات

وهكذا، دخلت أوكرانيا نادي كورونا، فتراجعت حركة المرور فيها بشكل ملحوظ نسبيا، وألغيت جميع الحفلات والمعارض والفعاليات الجماهيرية، وأولها مؤتمر دولي حول البحر الأسود في مدينة أوديسا، كان من المقرر تنظيمه خلال الأسبوع المقبل.

كما منعت الجماهير من حضور مباريات الكرة وغيرها، وألغيت الكثير من المشاركات الرياضية الدولية في داخل وخارج أوكرانيا.

لا صلوات

وإضافة إلى ذلك، اجتمعت الإدارات المحلية مع ممثلي الكنائس والمؤسسات الدينية، التي ألغت جميع مناسباتها وطقوسها الدورية.

وبدوره أصدر مجلس الإفتاء الأوكراني فتوى تجيز الغياب عن خطبة وصلاة الجمعة، وتشدد على الالتزام بالتعليمات الرسمية.

وكتب الشيخ سعيد إسماعيلوف  - رئيس المجلس، ومفتي الإدارة الدينية لمسلمي أوكرانيا "أمة"، كتب على فيسبوك موضحا أن الفتوى تستند إلى آيات قرآنية وأحاديث نبوية تفرض على المسلمين أخذ أقصى درجات الحذر والحيطة عند انتشار الأمراض والأوبئة.

ودعا الأئمة إلى المساهمة في رفع الوعي، وعدم إقامة صلوات الجماعة، وخطب وصلوات الجُمع، إذا اقتضى الأمر.

اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)

الجزيرة

العلامات: 

حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022