تدمير قسم الشأن الأوكراني في البيت الأبيض.. انتقام ترامب سيكون مريعا…

نسخة للطباعة2020.02.21
إيليا كوسا - خبير في السياسة الدولية والشرق أوسطية

بعد الانتهاء رسميا من عملية حجب الثقة، شن دونالد ترامب "مذبحة سياسية" ضد من شهدوا ضده.

طرد من البيت الأبيض العقيد أليكسندر فيندمان، كبير خبراء الشأن الأوكراني في مجلس الأمن القومي، الذي رافقه الحراس حتى خروجه من المبنى.

خرج معه أيضا شقيقه التوأم يفهيني فيندمان، الذي لم يلعب أي دور في عملية حجب الثقة، و لكن من الواضح أنهم قرروا إزاحته بسبب شبهه الكبير بأخيه، الذي لم يعد من المستحب رؤيته.

كما و استدعوا من بروكسيل سفير الولايات المتحدة في الاتحاد الأوروبي غوردون سوندلاند، وهو نفس رجل الأعمال الذي وهب مليونا لحملة ترامب الانتخابية، ليحصل بالتالي على هذا المنصب، ولـ"يشي" من ثم بالرئيس خلال جلسة الاستماع في مجلس النواب، فأعلن ترامب حينها، أنه لا يعرف من يكون هذا الرجل إطلاقا.

كانت شهادة سوندلاند الأكثر أهمية في هذه القضية والأثمن، كونه كان أحد المشاركين في عملية  الضغط على أوكرانيا ومحاولة تمرير التحقيقات ضد بايدن.

غادرت ماري يوفانوفيتش الخدمة الحكومية قبل أسبوعين، ولحق بها ويليام تايلور، الذي قدم استقالته وغادر كييف مباشرة قبل زيارة مايك بومبيو إلى أوكرانيا.

أنتَظِرُ الآن حدوث مناوشات مثيرة مع جون بولتون (أو بالأحرى، حول نشر كتابه، الذي كاد أن يقلب موقف الجمهوريين في مجلس الشيوخ) و جاسوس وكالة الاستخبارات المركزية المجهول، الذي بدأ منه كل شيء لدى الزعماء الديمقراطيين، الذين قادوا عملية حجب الثقة في مجلس النواب.

هكذا يواصل الديمقراطيون الشجار فيما بينهم، عاجزين عن التغلب على تناقضات الحزب الداخلية، وعن التوحد من أجل مواجهة ألد أعدائهم دونالد ترامب.

هذا ملاحظ، بشكل خاص، عند متابعة حوارات المرشحين للرئاسة.

إذا استمرت الأمور على هذا النحو، سيخسرون الانتخابات، وستفشل حملتهم الانتخابية فشلا ذريعا، مسببين صدمة قوية لمؤيديهم، ومسرعين قدوم الثورة الأيديولوجية الداخلية في الحزب الديمقراطي. و من يدري! قد يكون ذلك أمرا جيدا.

النتيجة الرئيسية لهذه الأحداث بالنسبة لأوكرانيا، هي انهيار قسم الشأن الأوكراني في البيت الأبيض، الذي صار "يفتقر" إلى فريق كامل من الخبراء والمحللين المحترفين.

سيهربون الآن، ومن غير المرجح أن يعين مكانهم بديلا. سنحصل على الأرجح على "مشرف" آخر، شبيه بكورت فولكر، ولكن مع حزمة مهام محدودة وضيقة للغاية، ستكون مرتبطة على الأغلب بالمصالح السياسية لإدارة ترامب، والمغلفة بشعار "محاربة الفساد".

المقال يعبر عن رأي الكاتب ولا يعبر بالضرورة عن رأي "أوكرانيا برس"

اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)

أوكرانيا برس - الإعلام المحلي

حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022