بطولة اليورو 2012 تقطع طريق أوكرانيا نحو عضوية الاتحاد الأوروبي

بطولة اليورو 2012 تقطع طريق أوكرانيا نحو عضوية الاتحاد الأوروبي
الكاتبة: البطولة ستتم، ولكن عملية تكامل أوكرانيا مع الاتحاد الأوروبي ستتوقف
نسخة للطباعة2012.05.17

بقلم: آنّا دولهاريفنا – كييف

إن بطولة كأس الأمم الأوروبية ستتم، ولكن عملية تكامل أوكرانيا مع الاتحاد الأوروبي ستتوقف...

من المنتظر أن تبدأ بطولة كأس الأمم الأوروبية لكرة القدم (يورو 2012) في أوكرانيا بعد شهر واحد فقط، لكن آفاق إجرائه غامضة، لأن العديد من السياسيين الأوروبيين صرحوا بمقاطعة المباريات فيها بسبب انتهاكات حقوق الإنسان في أوكرانيا، وخاصة فيما يتعلق بحقوق رئيسة الوزراء السابقة يوليا تيموشينكو.

من أوائل المصرحين كانت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، التي أعلنت بأنها ستنظر في قرار زيارة أوكرانيا لحضور المباريات في وقت متأخر.

وأخبرت قبل ذلك صحيفة ألمانية أن ميركل قد تنصح وزرائها بإلغاء رحلاتهم إلى أوكرانيا لحضور مباريات اليورو 2012، إذا بقيت تيموشينكو في السجن، ولم تحصل على العلاج المطلوب قبل بداية البطولة.

ثم صرح بمقاطعة اليورو 2012 في أوكرانيا رئيس المفوضية الأوروبية جوزيه مانويل باروزو، ورئيس حزب الشعوب الأوروبي ولفرد مارتنز.

وبالإضافة إلى ذلك أخبرت وسائل الإعلام النمساوية أنه لن يحضر أحدا من أعضاء حكومة النمسا بسبب الأوضاع المتعلقة بيوليا تيموشينكو.

وفي نفس اليوم صرحت بإهمال البطولة حكومة هولندا وأعضاء العائلة الملكية إذا لم تتغير حالة رئيسة الوزراء الأوكرانية السابقة.

وأخيرا، أعلن قادة بلجيكا والجمهورية التشيكية رفضهم حضور مباريات اليورو 2012 في أوكرانيا.

أمثلة من التاريخ

ونلاحظ أن هذه الحالة ليست فريدة من نوعها. فقد كانت مقاطعة الأحداث الرياضية أسلوب تأثير سياسي في الماضي، ولا تزال.

تم الحدث الأول المنظم لمقاطعة كأس الأمم عشية الأولمبياد السابع في العام 1920. ووفقا للدوافع السياسية الرسمية منع حضور رياضيي ألمانيا وحلفائها بسبب الحرب العالمية الأولى.

ثم شددت الولايات المتحدة الأمريكية قبل بداية الألعاب الأولمبية في عام 1936 على نقل المباريات من برلين بسبب اضطهاد اليهود وبعض الأعراق الأخرى.

وفي يونيو 1936 عقد في العاصمة باريس المؤتمر الدولي لحماية المبادئ الأولمبية، وأعلن هناك عن عدم إمكانية توافق بين المبادئ الأولمبية وإجراء الأولمبياد في الدولة الشمولية.

وأقام بعد هذا في الولايات المتحدة مجلس النضال من أجل نقل الأولمبياد من برلين إلى برشلونة. ولكن أزيلت من شوارع برلين الشعارات الموجهة ضد اليهود، وعرض للجنة الأولمبية الدولية مستوى الاستعداد العالي للألعاب، وفتح كأس العالم بحضور أدولف هتلر شخصيا.

وفي العام 1980 صرحت الولايات الأمريكية المتحدة بمقاطعة الألعاب الأولمبية الصيفية في موسكو احتجاجا على غزو أفغانستان.وقاطعتها أيضا 64 دولة.

وانتقاما لذلك، تمت مقاطعة الألعاب الأولمبية الصيفية في العام 1984 بلوس آنجلس جميع دول المعسكر الاشتراكي، باستثناء يوغوسلافيا ورومانيا والصين.

وكذلك تمت في عام 2008 محاولة مقاطعة الأولمبياد في الصين بسبب سياساتها الداخلية غير الديموقراطية، إضافة إلى قمع الحركة الانفصالية في التبت، ودعم الأنظمة الاستبدادية في السودان وكوريا الشمالية وزيمبابوي وميانمار.

توقعات متفائلة

ويتفق معظم الخبراء على التهديد بمقاطعة بطولة اليورو 2012  ليس واقعيا، فلا توجد الإرادة السياسية لذلك من قبل بلدان الاتحاد الأوروبي، و"هذا شيء ظاهر اليوم"، كما يقول وزير الخارجية الأوكراني السابق بوريس تاراسيوك.

فالمقاطعة الحقيقية والواقعية هي غياب الفرق الرياضية، وليس غيابة السياسيين، كما حدث في 1980 و1984. ولن يقوم الاتحاد الأوروبي لكرة القدم بنقل المباريات من أوكرانيا.

وقد صرح روب فولكنير رئيس قسم العلاقات العامة التابع للاتحاد الأوروبي لكرة القدم بالقول: "إن المعلومات عن تغيير شكل يورو 2012 المحتمل هي معلومات كاذبة. لم نأخذ بالاعتبار احتمال نقل الألعاب قط. ونعتقد أنه لا توجد في أوكرانيا مشاكل تتعلق بالتنظيم أو أمن البطولة. لقد أجرينا لقاءات مع ممثلي الحكومة الأوكرانية وتلقينا تأكيدات حول هذا الشأن".

وعلينا أن نلاحظ أن لا يوافق الاتحاد الأوروبي لكرة القدم على مزج السياسة والرياضة. وفي هذه الحالة هو في نفس الجانب مع أوكرانيا.

كما يقول المدير العام لمركز المعلومات السياسية ألكسي موخين: "مقاطعة يورو 2012 في أوكرانيا هي عملية سياسية".

عزلة وتبعات

يقول مدير معهد الاستراتجيات العالمية فاديم كاراسيوف: "ستجري بطولة اليورو 2012، ولن يتم نقلها لأنه مستحيل، ولكن لا مفر من المقاطعة السياسية والدبلوماسية".

وبالفعل، يرى الاتحاد الأوروبي لكرة القدم أن نقل المباريات قبل شهر أمر مستحيل. ولكن حتى لو جرت البطولة، فأوكرانيا مهددة بألا تستفيد شيئا منها...

لن يتدفق السياح بعد المباريات، وكذلك الحال بالنسبة للاستثمارات.

لقد ساءت نظرة أوروبا إلى أوكرانيا كثيرا بعد إعلان تيموشينكو رفض تناول الطعام، وبعد أن عرضت صور لكدمات على جسدها، ما دفع إلى تغير النقد الشكلي من جانب أوروبا إلى نقد حقيقي، والتهديد بعقوبات واقعية.

من المستبعد أن تتدخل أوروبا في شؤون أوكرانيا الداخلية. ولكن هذا لن يمنعها ويمنع الغرب من احتقارها وإهمالها.

وأخيرا، لقد قطع طريق أوكرانيا نحو عضوية الاتحاد الأوروبي...

موقع "إن بي إن" المحلي للأخبار

اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)

العلامات: 

حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022