الكرملين: احتدام الوضع في أوكرانيا يظهر الحاجة لحوار أمريكي ـ روسي

نسخة للطباعة2017.02.02

طالب حلف شمال الأطلسي (ناتو) الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بالعمل على الحفاظ على الهدنة في أوكرانيا.
وقال ينس ستولتنبرغ، أمين عام الحلف، أمس في بروكسل: «نحن ندعو روسيا إلى استغلال نفوذها الكبير لدى الانفصاليين».
وتابع أن الوقت الراهن يشهد أسوأ تصاعد للعنف في أوكرانيا منذ فترة طويلة، مشيرا إلى أن ذلك تمثل في حدوث أكثر من 5600 خرق للهدنة خلال الأسبوع الماضي وحده.
ووصف الوضع الإنساني هناك «بالكارثي»، وقال إن 20 ألف شخص يواجهون درجات حرارة تحت الصفر بدون تدفئة أو كهرباء أو ماء.
من جهته قال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف أمس إن احتدام الأعمال القتالية شرق أوكرانيا يظهر ضرورة سرعة استئناف الحوار بين الولايات المتحدة وروسيا.
وقال خلال مؤتمر عبر الهاتف مع صحافيين «بالنسبة للتصعيد الراهن على خط القتال فهو على الأرجح مجرد سبب آخر لسرعة استئناف حوار وتعاون بين روسيا والولايات المتحدة».
وأثار مقتل 19 شخصا على الأقل في آخر تصعيد للقتال في اوكرانيا أمس قلقا دوليا بشأن تصاعد النزاع الدامي في البلد، الذي يعتبر الساحة الخلفية للاتحاد الاوروبي.
فقد تبادلت القوات الحكومية والمتمردون المدعومون من روسيا قذائف الهاون والقذائف الصاروخية لليوم الرابع حول مدينة افديفكا الشرقية المضطربة الواقعة شمال دونيتسك التي أعلنها المتمردون عاصمة لهم.
وقال الجيش الاوكراني إن ثلاثة من جنوده قتلوا ليل الثلاثاء بينما أعلن المتمردون أن أربعة مدنيين قتلوا. وقام المئات بوضع الزهور في ساحة الاستقلال في كييف فيما حمل الجنود الأوكرانيون أكفان رفاقهم الذين قتلوا في تصاعد العنف مؤخرا.
وتسببت الاشتباكات في افديفكا بانقطاع التدفئة والماء عن أكثر من 20 الف شخص في فصل الشتاء البارد جدا، فيما لا تلوح في الأفق بوادر انفراج.
ويأتي القتال في مرحلة مهمة بالنسبة لأوكرانيا وسط تزايد المخاوف في كييف من تقلص الدعم الأمريكي مع وصول دونالد ترامب إلى الرئاسة الأمريكية، والذي يسعى إلى اصلاح العلاقات مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين.
وفي جلسة طارئة دعا مجلس الأمن الدولي بالإجماع الثلاثاء إلى عودة فورية لوقف إطلاق النار في أوكرانيا.
وأعرب أعضاء المجلس عن «قلقهم الشديد حيال التدهور الخطير للوضع في شرق أوكرانيا وتأثيره على السكان المدنيين».
وقال المجلس إن «القتال الكثيف في المناطق المحيطة بافديفكا خلال الأيام القليلة الماضية.. هو انتهاك سافر لوقف اطلاق النار الذي نصت عليه اتفاقيات مينسك».
ووقع وقف اطلاق النار في العاصمة البيلاروسية في شباط / فبراير 2015، وانتهك مرارا، إلا أنه لا يزال يعتبر أفضل أمل لاحلال السلام في البلاد، التي كانت في فترة ما جسرا بين روسيا والغرب.
كما أعربت الولايات المتحدة عن قلقها حيال تجدد المواجهات.
وقالت وزارة الخارجية إن «الولايات المتحدة قلقة للغاية من تجدد أعمال العنف أخيرا، والتي بلغت ذروتها في شرق أوكرانيا».
وعبر الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ أمس عن أسفه «لا خطر تجدد للعنف» يسجل منذ فترة طويلة في شرق أوكرانيا وطالب روسيا باستخدام «نفوذها الكبير على المتمردين» الموالين لها لوقف العنف.
وبدأت الحرب بعيد الاطاحة بالرئيس الأوكراني الموالي لروسيا فيكتور يانوكوفيتش في شباط/ فبراير 2014، وردت موسكو بضم شبه جزيرة القرم.
وتعرضت مدينة افديفكا التي تعتبر مركزا صناعيا، لأول هجوم للمتمردين الأحد سعيا منهم لاعادة السيطرة على المنطقة إضافة إلى الجبهة التي تفصل الجانبين المتنازعين.
وبدأ عدد من السكان من بينهم لاريسا (62 عاما) بحزم أمتعتهم للبحث عن ملجأ من البرد والعنف.
وقالت أثناء مغادرتها المدينة مع حفيدتيها «كانت ليلة سيئة، فقد ايقظ القصف الأطفال».
وأضافت أن «قذيفة سقطت تحت نافذتنا، ولكن الحمد لله لم تنفجر».
وقال مدير منطقة دونيتسك الموالي لكييف بافلو زهيبرفسكي إن أوكرانيا تلقت تطمينات روسية بان الهدنة ستسري فورا، ولكن لم يات رد من موسكو أو كييف. وقال على صفحته على «فيسبوك» إن نحو 80 شخصا أما غادروا افيدفيكا او تم اجلاؤهم منها حتى الآن.
وألحق القتال اضرارا جسيمة بمصنع لفحم الكوك يوفر التدفئة للمدينة التي غالبية سكانها (نحو 25 الف شخص) من العمال.
وتتولى منظمة الأمن والتعاون في أوروبا مراقبة انتهاكات وقف اطلاق النار وترتيب محادثات سلام بين مبعوثي روسيا وأوكرانيا.
وقالت البعثة الأوكرانية في المنظمة إن نحو 22 ألف شخص اصبحوا بدون تدفئة أو ماء أو كهرباء وسط درجات حرارة وصلت إلى اقل من 20 درجة تحت الصفر. وقال زهيبرفسكي إن مستوى توافر التدفئة في البلدة لا يزال منخفضا، مضيفا أن البلدة تتوافر فيها المياه، ولكن أنظمة الضغط ضعيفة لدرجة أن الماء لا يصل إلى الطوابق العليا من المباني المرتفعة.
وأدى النزاع إلى مقتل عشرة آلاف شخص تقريبا، أكثر من نصفهم من المدنيين، منذ اندلاعه في نيسان/ أبريل 2014.
وتقدم روسيا الدعم السياسي للمتمردين، إلا أنها تنفي اتهامات الغرب وكييف بأنها توجه التمرد او أنها ارسلت جنودا إلى منطقة الحرب.

اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)

وكالات

حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022