نزوح من فلسطين فلجوء في سوريا فاعتقال في أوكرانيا فترحيل إلى بيلاروسيا

نزوح من فلسطين فلجوء في سوريا فاعتقال في أوكرانيا فترحيل إلى بيلاروسيا
عبد الهادي خلف: نعيش رحلة النزوح الثاني (الصورة تعبيرية)
نسخة للطباعة2013.05.19

قدر كثير من الفلسطينيين في سوريا أن يعيشو نكبة جديدة على ما يبدو، وأن تتكرر مآسيهم بين ترحال ولجوء إلى دول يبحثون فيها عن أمن وأمن، وحياة كريمة واستقرار.

ولعل ما حدث لثلاثة أسر فلسطينية في أوكرانيا خير مثال على ذلك، إذ أودعو معتقلا في مدينة لوتسك غرب أوكرانيا بعد دخولهم الأراضي الأوكرانية منذ نحو شهر ونصف، وحكم عليهم بالبقاء فيه لمدة سنة كاملة، قبل أن يرحلوا يوم الأمس فجأة إلى بيلاروسيا.

وما يفاقم مأساة هذه الأسر، وعدد أفرادها 10، هو وجود امرأتين حاملين فيها، إحداهما في شهر حملها السابع، إضافة إلى عجوز مسنة شبه عاجزة، وطفل لم يبلغ الرابعة من عمره بعد؛ وهذا في ظروف اعتقال صعبة.

نزوح ثان

استطعنا الاتصال بعبد الهادي خلف، وهو أحد أفراد هذه الأسر، ليحكي عن رحلة النزوح الثاني كما يصفها، وما حدث معهم حتى الاعتقال.

يقول عبد الهادي إنهم كغيرهم من الفلسطينيين في مخيمات اللجوء بالعاصمة دمشق، قرروا السفر هربا من الموت الدائر حولهم، وخاصة بعد أن قصفت منازلهم في مخيم السيدة زينب.

وعد سماسرة الأسر بالوصول إلى أوروبا، دون تحديد الدولة، فالهدف الأهم هو الاستقرار ما يقول عبد الهادي؛ وبعد أن دفعوا بضعة آلاف من الدولارات عن كل شخص، تبين بعد عبور حدود روسيا البيضاء أنهم كانوا ضحية عملية نصب واحتيال.

ظروف صعبة

ثم ألقت شرطة الحدود الأوكرانية القبض عليهم جميعا كمهاجرين غير شرعيين، وأودعتهم المعتقل في ظروف إنسانية وصحية صعبة للغاية.

يتحدث عبد الهادي عن هذه الظروف مبتدءا بأن الأزواج حرموا من رؤية زوجاتهم لنحو 3 أسابيع، كما حرم أحد الرجال من رؤية والدته العجوز، حيث عزلت النساء عن الرجال، ولم يتمكنوا من رؤيتهم إلا بعد أن أحدثوا ضجة في المعتقل، وتدخلت جمعيات حقوقية وشخصيات دبلوماسية لحل المشكلة.

ويشير إلى صعوبة برنامج الطعام بالنسبة للجميع، وخاصة العجوز والحوامل، فموعد وجبة الفطور يبدأ في تمام الساعة السادسة صباحا، ووجبة العشاء في السادسة مساء. والوجبات غالبا ما تكون قليلة وفقيرة المضمون متكررة.

ويشير أيضا إلى أنهم يستحمون بالماء والملح لطرد البعوض الذي أنهك أجسامهم، وخاصة جسم العجوز التي لا تقوى على الحركة، ولم تعد تستطيع حتى الشكوى.

وبألم يصف حال الطفال الصغير، فيقول إنه بات مصابا كمرض نفسي، فهو لا يكف عن الصراخ والسباب والحديث مع نفسه، متهما الجميع بأنهم كانو سببا في حبسه.

مصير مجهول

تدخلت أطراف دبلوماسية وحقوقية للمساعدة على حل المشكلة، لكن مصير الأسر يبقى مجهولا بين الدول، حالهم كحال كثيرين، بين سوريين وفلسطينيين.

وتتحدث أولغا فرينداك رئيسة جمعية "معا والقانون" الحقوقية عن كثرة أعداد السوريين الذي قدموا إلى أوكرانيا كلاجئين، أو انتهى بهم المطاف في الاعتقال، مشيرة إلى أنهم يشكلون الآن نحو 16% من طالبي اللجوء، وتبلغ أعدادهم الرسمية نحو 300، إلا أنها قد تكون أكثر من ذلك بكثير.

اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)

أوكرانيا برس - الجزيرة نت

حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022