فلسطينيو أوكرانيا.. بين هاجس توريث الهوية وواجب التعريف بالقضية

فلسطينيو أوكرانيا.. بين هاجس توريث الهوية وواجب التعريف بالقضية
لوحة عن النكبة للفنان التشكيلي المقيم في أوكرانيا د. جمال بدوان
نسخة للطباعة2013.05.15

النكبة نكبة أجيال، بآثارها وتحدياتها التي فرضتها على المهجرين قسرا من أرض فلسطين، ثم عليهم وعلى جميع الأجيال التي تلتهم في مخيمات الشتات وبلاد المهجر في الغرب.

هذا باختصار ما يجتمع عليه معظم أبناء فلسطين الذين يعيشون في أوكرانيا منذ عقود، حاملين ألم القدر، ومتمسكين بأمل العودة والتحرير، كما قال بعضهم.

بسبب النكبة وتداعياتها، تعيش في أوكرانيا منذ عشرات السنين أكثر من 600 أسرة فلسطينية، الأمر الذي يطرح فكرة الاعتراف بهم كأقلية عرقية، بحسب محمد الأسعد السفير الفلسطيني لدى كييف.

توريث الهوية

حاورنا عددا من الشخصيات الفلسطينية في أوكرانيا، حول الذكرى 65 للنكبة الفلسطينية، وما تعنيه هذه الذكرى لهم، ولأبنائهم، وللمجتمع المحيط.

يقول الكاتب الفلسطيني د. فايز عمرو إن خير ما قام به أبناء الجالية الفلسطينية الأوائل في أوكرانيا هو توريث الهوية لأبنائهم، وغرس حبها وحب فلسطين في قلوبهم رغم البعد والانقطاع، مشيرا إلى أن مشاعر حب الأبناء لفلسطين وتطلعهم إليها لا تقل عن مشاعر آبائهم الذين ولدوا وعاشوا فيها.

ويشير أيضا إلى أن ذكرى النكبة مناسبة يجتمع فيها الفلسطينيون وأبناؤهم في مدن أوكرانيا لاستذكار المأساة، وتجديد الأمل، والتأكيد على حق العودة واستعادة الأرض.

وفي سياق متصل، يؤكد د. خليل عمرو رئيس الجالية الفلسطينية في العاصمة كييف، يؤكد على أهمية توعية الأجيال الجديدة بما يحمله الفلسطينيون من عناء وآلام بسبب النكبة، وما حصل لهم ويحصل حتى اليوم في مخيمات اللجوء، وخاصة أولئك الذي يضطرون للهجرة الثانية أو الثالثة أو حتى الرابعة، بسبب العنف الدائر حولهم.

التعريف بالقضية

وعن قضية النكبة وتداعياتها، يعترف الفلسطينيون في أوكرانيا بتقصيرهم إزاء التعريف بها، وبمسؤوليتهم قبل غيرهم عن هذا التعريف في مجتمع يعتبر أن هذه الأيام تصادف ذكرى إعلان قيام "دولة إسرائيل"، لا ذكرى نكبة فلسطين وشعبها.

يقول د. صلاح زقوت رئيس جمعية "البيت العربي" إن واجبنا كفلسطينيين وعرب أن نقدم للشعب الأوكراني معاناتنا وقضيتنا من مداخل التاريخ والثقافة والحضارة لكسب عطفهم و تأييدهم، وربط ما يحدث معنا خلال 65 سنة مع ما حدث معهم قبل انتصارهم على الفاشية والنازية، وأن الصهيونية هي رديف للنازية.

وبشيء من الحسرة يشير زقوت إلى احتفال مختلف فئات وأطياف وأعراق الشعب الأوكراني (وأعدادها تقارب 130) قبل أيام قليلة بالذكرى 68 لانتصاره على الفاشية والنازية، ويقول: "ما أحوجنا كفلسطينيين أن نعتبر من التاريخ، ونتعلم من الأوكرانيين أننا بلحمتنا ووحدتنا نستطيع تحقيق الانتصار على الصهيونية".

ود. جمال بدوان فنان تشكيلي رسم عدة لوحات عن النكبة، وقدمها في معارض أقيمت في أوكرانيا وعدة دول أوروبية أخرى، يقول: "يجب أن نبين لشعوب العالم أن النكبة كانت حلقة أولى في سلسلة المآسي التي لحقت بالفلسطينيين، بين تشرد ولجوء ومجازر وصعوبات في الحركة وإمكانية العمل، في أوكرانيا ومعظم دول العالم".

ويؤكد د. باسل مرعي رئيس اتحاد المنظمات الاجتماعية "الرائد" – أكبر مؤسسة تعنى بشؤون العرب والمسلمين في أوكرانيا، يؤكد أن النكبة أكبر من أن تكون قضية فلسطينية، وإن كان تمس الفلسطينيين أكثر من غيرهم، فهي قضية الأمة الإسلامية والإنسانية.

ويضيف: "منابر المساجد والمراكز والمصليات في أوكرانيا تصدح تعريفا بقضية النكبة، وتؤكد صمود شعب فلسطين، وعلى الأمل بنصر أكيد يعيدهم إلى أراضيهم، ويعيد القدس والمقدسات إلى المسلمين، شاء من شاء وأبى من أبى...".

اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)

أوكرانيا برس - الجزيرة نت

العلامات: 

حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022