مواجهات "غامضة" أمام مبنى البرلمان الأوكراني

محمد صفوان جولاق – رئيس التحرير

تظاهر مئات من أنصار الأحزاب والحركات القومية المتشددة اليوم أمام مبنى البرلمان الأوكراني "رادا"، احتجاجا على رفض النواب مناقشة قانون يمنح صفة "أبطال" لأعضاء "جيش التحرير الوطني"، الذي حارب الاتحاد السوفيتي في غرب أوكرانيا أواسط القرن الماضي.

النواب رفضوا مناقشة القانون سبع مرات اليوم، فلم يحظ بأكثر من 222 صوتا من أصل 450، ما أشعل غضب المتظاهرين، وتطور إلى مواجهات مع قوى الأمن التي طوقت البرلمان بكثافة.

الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو أصدر مرسوما يعتبر فيه اليوم 14 تشرين الثاني/أكتوبر عيدا سنويا للجيش الأوكراني (عيد تأسيس جيش التحرير الوطني الأوكراني)، وذلك بدلا من يوم 23 شباط/فبراير، الذي يعد يوم الجيش السوفيتي، وتحتفل به كل الجمهوريات السوفيتية السابقة.

لكن مرسوم بوروشينكو لم يطفئ غضب القوميين المتظاهرين، فقام عشرات المتظاهرين الملثمين منهم بمهاجمة قوات الأمن بالعصي والقنابل الصوتية والدخانية، ورموا مبنى البرلمان بالحجارة، ما أدى إلى تحطيم بعض نوافذه، ليعلن رئيسه أوليكساندر تورتشينوف تعليق الجلسة حتى إشعار آخر.

تمكنت قوات الأمن المكونة من الشرطة وقوات مكافحة الشغب وقوات "الحرس الوطني" من فض المتظاهرين، وأعلنت الشرطة أنها اعتقلت 36 من مهاجمي القوات، وأن 15 من رجالاتها تعرضوا لإصابات إثر المواجهات.

نأي واتهام

واللافت في مواجهات اليوم أن كلا من حزب الحرية القومي المتشدد "سفوبودا"، وحركة القطاع اليميني المتشددة، نفيا مشاركة أنصارهما بالموجهات، على الرغم من أن أنصارهم نظموا مسيرة ضخمة إحياء لذكرى تأسيسي "جيش التحرير الوطني" توجهت من قرب ميدان الاستقلال إلى البرلمان.

فما إن طالب الحزب والحركة أنصارههما بالانسحاب حتى فض التظاهر سريعا، ليتهم يوري ليفتشينكو النائب عن حزب الحرية مرشحين برلمانيين محسوبين على نظام الرئيس المعزول فيكتور يانوكوفيتش، بالوقوف خلف لمواجهات، واستخدام "مجهولين مستفزين" لتشويه صورة الحزب والقوميين قبيل الانتخابات.

وذهب آخرون باتهاماتهم إلى أبعد من ذلك، فوجه أنتون هيراشينكو مستشار وزير الداخلية أصابع الاتهام إلى الاستخبارات الروسية، معتبرا أن مواجهات اليوم من صنعها، لإفشال الانتخابات البرلمانية المقررة في السادس والعشرين من شهر تشرين الأول/أكتوبر الجاري، وخلق فوضى في البلاد. 

اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)