منظمة الفاو تساعد على تعزيز قطاع الألبان في أوكرانيا

نسخة للطباعة2017.03.09

بدأت صناعة الألبان التجارية في أوكرانيا في الانتعاش من تراجع حاد في السنوات الأخيرة، وأخذت تنتج الحليب عالي الجودة وتستفيد من أسواق خارجية جديدة. وقد جاء هذا الانتعاش على الرغم من الاضطراب السياسي والاقتصادي المستمرين في أوكرانيا، وانخفاض أسعار الحليب العالمية إلى أدنى مستوى لها على الإطلاق.

ويعود الفضل في ذلك في جزء كبير منه إلى منظمة الأغذية والزراعة، والبنك الأوروبي للإنشاء والتعمير، اللذين دعما إنشاء مجموعة العمل المعنية بقطاع الألبان الأوكراني في عام 2013.

ومجموعة العمل المعنية بقطاع الألبان هي تعاون مشترك بين كبار منتجي ومصنعي الألبان، والرابطات الرئيسية لهذه الصناعة، والعلماء، والمحللين، وممثلي الحكومة.

وتهدف المجموعة إلى تطوير آليات سياساتية شفافة لقطاع الألبان، ومؤشرات لسوق الحليب مقبولة عموما، مع تعزيز القدرات وتوفير تحليلات متينة للسوق، والمشورة القانونية من خلال الحوار الفعال بين القطاعين العام والخاص.

وكنتيجة للدعم المعرفي والتسهيلات اللذين تقدمهما منظمة الأغذية والزراعة، تساهم مجموعة العمل إلى حد كبير في جعل صناعة الألبان التجارية في أوكرانيا أكثر حداثة وإنتاجية واستدامة من أي وقت مضى.

يظهر قطاع الحليب والألبان في أوكرانيا دلائل على الانتعاش بعد فترة من الركود كابد فيها المنتجون في بلد يصدر أكثر مما يستورد لتوفير المواد الخام عالية الجودة. وبدعم من منظمة الأغذية والزراعة، والبنك الأوروبي للإنشاء والتعمير، ومجموعة العمل المعنية بقطاع الألبان الأوكراني، بدأ القطاع يظهر الآن دلائل على زيادة الكفاءة والإنتاجية والشمولية.

وقد لعبت مجموعة العمل دورا مؤثرا في إدخال تغييرات على التشريعات الحكومية الأوكرانية - بما في ذلك معايير جديدة للجودة والسلامة - وفي بلورة حجة الاستثمار من أجل التصنيع. وغدت المناقشات المنتظمة عن أخبار قطاع الألبان، والمبادرات التشريعية الرئيسية، والمعايير، واتجاهات السوق بين الحكومة والقطاع الخاص أداة مهمة لتيسير عملية شفافة لصنع السياسات.

وتقول فيكتوريا زينشوك، رئيسة القسم الاستشاري للأعمال الزراعية في البنك الأوروبي للإنشاء والتعمير: "إن الحوار النشط بين شركات الأعمال الزراعية والحكومة الأوكرانية هو عامل أساسي للمساهمة في تنمية القطاع. وقد خلق بيئة سياساتية أكثر شفافية مواتية للاستثمار، ويساعد في تنويع أسواق التصدير لمنتجات الألبان."

نقل المعرفة:

ومواكبة منتجي الألبان وخبراء الصناعة لآخر الأخبار والمعرفة التقنية تلعب دورا حاسما في تحويل قطاع الألبان. ولهذا الاعتبار، نظمت الفاو والبنك الأوروبي للإنشاء والتعمير في عام 2014 جولة دراسية لأعضاء مجموعة العمل ضمت بعض المناطق الرئيسية المنتجة للحليب في الولايات المتحدة.

وأثناء زيارة المزارع، وتعاونيات الألبان، ومصنع لمنتجات الألبان، ومراكز البحوث والإرشاد، اكتسبت المجموعة رؤى قيمة حول أساليب التكنولوجيا والإنتاج الجديدة، فضلا عن الممارسات الحديثة المتعلقة بالأعمال التجارية لقطاع الألبان.

ويقول دينيس سيرهيينكو، مدير مزرعة ألبان "بونوري" المحدودة: "إن مزارع ويسكونسن تنتج 14 في المائة من جميع كميات الحليب المنتجة في الولايات المتحدة، وقد اطلعنا على سلسلة قيمة الألبان بكاملها في هذه الولاية - من البحث العلمي، والبحوث التطبيقية، وخدمات الإرشاد إلى الإنتاج التجاري، والتصنيع، والتعاونيات".

ويضيف أناتولي فولكوف، مدير مزرعة بليمزافود ستيبنوي: "لقد شاركت في العديد من الجولات الدراسية المتعلقة بالألبان في حياتي، ولكن هذه كانت أفضلها. فقد تعلمت الكثير عن تقنيات إطعام العجول، وتربية الحيوانات، وزراعة البرسيم، وإنتاج الأعلاف. والنهج التكنولوجية المستخدمة في مصنع الأجبان الأمريكي هذا جعلنا نعيد التفكير في عملية صنع الأجبان لدينا، وهو تغيير ننفذه الآن في مصنعنا."

وقد عززت أحداث رفيعة المستوى، مثل المؤتمر الخاص بالألبان في أوروبا الشرقية لعام 2016 المنعقد في كييف - الذي استقطب أكثر من 000 2 من المزارعين العاملين في قطاع الألبان، والأطراف الفاعلة في الصناعة من مختلف البلدان - ليس فقط تبادل الأفكار، ولكن أيضا المعارف المتعلقة بالتكنولوجيا والأسواق.

وقد أدى ذلك إلى العديد من الفوائد، بما في ذلك مساعدة المزارعين لرفع سوية المرافق وتحسين جودة وكمية الحليب المنتجة.

فتح آفاق جديدة:

ورحبت الصين والاتحاد الأوروبي بجهود أوكرانيا لتوسيع التجارة، وفتحت أسواقها أمام العديد من شركات منتجات الألبان الأوكرانية في عام 2015. كما ساعدت البعثات التجارية في الفترة الأخيرة إلى بلدان في منطقة الشرق الأوسط، وأفريقيا جنوب الصحراء، وآسيا أيضا في البحث عن فرص أسواق جديدة لمنتجات الألبان الأوكرانية.

وتبقى الأجبان من بين تلك المنتجات ذات أهمية خاصة، ولكن أوكرانيا زادت صادراتها أيضا من مسحوق الحليب منزوع الدسم، والزبدة، والحليب المعامل بالحرارة فوق العالية، والقشدة، ومنتجات الألبان المتخمرة، مما خلق بالتالي إمكانيات جديدة لمنتجي الألبان.

ومع ذلك، يعتقد الخبير الاقتصادي في منظمة الفاو أندريه يرماك أنه في حين يقوم معظم المزارعين باستثمار سنوي لتوسيع الإنتاج، فإنه من الأفضل لهم بكثير الاستثمار في تكنولوجيات التصنيع.

ويقول الخبير: "إن إنتاج لتر واحد من الحليب يكلف عشر مرات ما يكلفه تصنيع نفس الكمية من الحليب. وبدلا من إنفاق الأموال للاستثمار في إنتاج الحليب، يمكن للمزارعين أن يستخدموا نفس الأموال لإنشاء مصنع للتصنيع يهدف إلى إنتاج منتجات الألبان عالية الجودة للأسواق المحلية وأسواق التصدير."

ويدلل يرماك على ذلك بمثال واقعي لشركة ألبان أوكرانية وجدت نفسها، بعد أن قررت الاستثمار في خط إنتاج جديد تماما، تطور منتجا حصريا للسوق الصينية.

القوة في الأعداد:

مع إدراكها لفوائد القوة في الأعداد، تقوم رابطة منتجي الحليب في أوكرانيا، وهي عضو من أعضاء مجموعة العمل الأكثر نشاطا، الآن بتطوير تعاونية لمنتجي الحليب وذلك لإضافة القيمة من خلال التصنيع.

يعمل حوالي 20 من أكبر المزارعين حاليا على وضع خطة أعمال، بينما انضم خمسة بالفعل، ويبيعون الحليب بشكل جماعي ويكسبون نسبة حوالي 10 في المائة أكثر.

ويقول أندريه دايكون، رئيس رابطة منتجي الحليب في أوكرانيا: "إنه لأمر مدهش ما يمكن تحقيقه إذا كانت لديك الطاقة حقا للعمل من أجله".

وتظهر روح العمل الجماعي هذه، وإعطاء جميع اللاعبين رأي في القرارات السياساتية الهامة، التقدم الذي أحرزته مجموعة العمل في تحويل قطاع الألبان في أوكرانيا نحو الأفضل.

الفاو

اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)

التصنيفات: 

حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022