مع استمرار الجدل حوله.. مظاهر الاستفتاء غائبة في شرق أوكرانيا

محمد صفوان جولاق – رئيس التحرير - لوهانسك

جدل كبير يحيط باستفتاء تقرير المصير المقرر إجراؤه في منطقتي دونيتسك ولوهانسك يوم الغد الأحد في أوكرانيا، الذي يهدف – بحسب المنظمين في ما يسمى "جيش الجنوب الشرقي"- إلى استقلال المنطقتين عن أوكرانيا، وتحويلهما إلى جمهوريتين شعبيتين.

تنظيم الاستفتاء في سباق مع الزمن لأهميته كما يقول المنظمون، تغيب مظاهره وحملاته الترويجية الرسمية بشكل تام عن الشوارع والساحات، ودوائر اقتراعه ستعلن اليوم فقط، على عكس ما كان عليه الحال في إقليم القرم جنوبا، الذي ضم إلى روسيا.

وفي ظل ما سبق، يبقي الشارع منقسما إزاءه، ويبقى الجدل حول إمكانية إجرائه ومصداقية وشفافية نتائجه، بالإضافة إلى شكوك حول قانونيته أصلا، في ظل رفض مسبق من قبل أوكرانيا والغرب للاعتراف به.

استعداد

ويؤكد المنظمون أن التحضيرات للاستفتاء جاهزة، ووجهوا الصحفيين لزيارة بعض مراكز التصويت بهدف الاطلاع عليها.

فاسيلي نيكيتين رئيس القسم الصحفي في "جيش الجنوب الشرقي" أكد لنا أن كل الأمور جاهزة للاستفتاء، وأن كل الدوائر المعتادة هي التي ستفتح أبوابها صباح الغد.

وحول غياب الحملات الإعلامية اعتبر نيكيتين أن الاستفتاء يجري في ظروف قاهرة حالت دون ذلك، ولكن "الشعب واع يعرف ماذا يريد، وسيصوت بحرية".

وأكد أن 34 مراقبا دوليا تقدموا بطلبات لمراقبة عمليات الاستفتاء، من روسيا وكازاخستان وأوزباكستان وكندا وحتى الولايات المتحدة، لكنه أقر بأن كنديين وصلا حتى الآن فقط، ويواجه الباقون صعوبات لم يحددها.

موقف الشرطة

واللافت أيضا في موضع تنظيم الاستفتاء موقف الشرطة منه، ومن كل الحراك الانفصالي، فالبعض يؤكد أنها متواطئة مع المسلحين الانفصاليين، وآخرون يرون أنها في وضع صعب بين ناري الرسمية والواقع.

أوليكساندر سائق سيارة أجرة، قال إن الشرطة لا تنفذ أوامر وزارة الداخلية، كحال الكثير من فروعها في مناطق التوتر، لأن رؤساءها من النظام القديم، ولا مصلحة لهم بالولاء للنظام الجديد.

فاسيلي نيكيتين قال إن من واجب الشرطة المشاركة في عمليات التنظيم وحماية الناس ومراكز الاقتراع، متوقعا أن تقوم بذلك فعلا يوم الغد، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن "جيش الجنوب الشرقي قادر على أداء المهمة".

لكن ضابطا في جهاز الشرطة –رفض تصويره أو الكشف عن اسمه- قال لنا إن الشرطة لن تشارك بتنظيم الاستفتاء وحماية دوائره، إذ لا توجد أوامر حول هذا الشأن.

وأضاف المصدر أن الشرطة تعمل وفق إجراءات كثيرة عند أي عمليات تصويت، تبدأ بتلقي معلومات من حكومة كييف المركزية، الأمر الذي لم يتم.

وأكد المصدر أن ولاء الشرطة للشعب، رافضا الإجابة على سؤال حول الالتزام بأوامر وتعليمات كييف، ومعتبرا أن الشرطة قررت عدم الدخول في مواجهة مع المسلحين الانفصاليين ومؤيديهم حتى لا يزيد التوتر، لأن "وجودهم محصور داخل وحول مبان حكومية، ويستند إلى قاعدة شعبية، ولا يشكل تهديدا للمدنيين في الطرقات حتى الآن"، على حد قوله.

اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)