ذكرى النصر تجمع أوكرانيي الشرق، والمستقبل يفرقهم

ذكرى النصر تجمع أوكرانيي الشرق، والمستقبل يفرقهم
دبابة استعراضية شاركت باحتفالات ذكرى النصر في مدينة لوهانسك
نسخة للطباعة2014.05.09

محمد صفوان جولاقرئيس التحرير - لوهانسك

على اختلاف آرائهم الحاد إزاء ما يحدث وقد يحدث في البلاد، توحد سكان مدينة لوهانسك في أقصى شرق أوكرانيا لإحياء عيد النصر على ألمانيا النازية، باحتفال حاشد نظم من قبل الشرطة والمسلحين الانفصاليين معا.

العلم الأوكراني كان حاضرا في بداية الاحتفال، لكنه سرعان ما اختفى لتنتشر أعلام روسيا و"جمهورية لوهانسك الشعبية"، التي يريد الانفصاليون إعلان استقلالها بعد استفتاء يعتزمون إجراءه يوم الأحد القادم.

ولم ينشد العلم الأوكراني كما كانت تجري مراسيم الاحتفال عادة، ليحل محله نشيد الاتحاد السوفيتي المنهار، وأغاني النصر والتمجيد لبطولات محاربيه خلال الحرب العالمية الثانية.

المحاربون القدامى وغيرهم من ضباط الجيش الأحمر كانوا نجوم الاحتفال كالعادة، وكلماتهم اليوم توحدت على أهمية النصر بالنسبة للشعب، لكنها كذلك عكست مجددا حالة الانقسام إزاء الأزمة التي تمر بها البلاد وشكل المستقبل.

زيادة الصلاحيات

ميخائيل جندي سابق، شارك في حرب الاتحاد السوفيتي بأفغانستان، وقف اليوم أمام دبابة استعراضية سيطر عليها المسلحون الانفصاليون وأحضروها إلى ساحة الاحتفال كرمز للنصر.

حول الانقسام الأوكراني قال ميخائيل إن بعض الأوكرانيين يعتبرون أن الاتحاد السوفييتي كان مستعمرا لهم، وأن نصره كان مأساة، وأن الهيمنة الروسي امتداد لذلك الاستعمار الذي تجب محاربته والقطيعة معه، في إشارة إلى سكان الغرب الأوكراني حيث ينتشر الفكر القومي، وسلطات كييف التي تصفها شريحة واسعة من سكان شرق أوكرانيا بالفاشية.

وأضاف: "أنا أعارض الانفصال. لا تستطيع منطقة لوهانسك الاستقلال. الحديث يجب أن يدور عن زيادة صلاحيات المناطق الأوكرانية، لأن لها خصوصياتها الثقافية والتاريخية، ولكن ضمن حدود الدولة الأوكرانية".

مع الانفصال

نتاليا بدورها حملت بشدة على سلطات كييف لأنها ألغت الاحتفال الروسي بذكرى النصر لأسباب قالت إنها أمنية، معتبرة أنها سلطات فاشية استولت على السلطة بالقوة.

وقالت نتاليا: لا يوجد بيت أوكراني إلا وفيه من شارك أو قتل في الحرب، فكيف نقبل أن يحكمنا من لا يعترف بتاريخنا وتضحيات آبائنا، ويريد أن يجبرنا على إلغاء ارتباطاتنا الوثيقة مع روسيا".

واعتبرت أن مدن الشرق الأوكراني (دونيتسك وخاركيف ولوهانسك) قامت للدفاع عن نفسها من هجمة الغرب والسلطات التي يوجهها ويدعمها في كييف، وأن على سكان هذه المناطق أن يتحدون حول تاريخهم لتكرار النصر مرة أخرى، بالانفصال عن كييف، والعمل على مستقبل أفضل مع روسيا.

إلى روسيا

وللبعض أيضا آراء وأماني تتجاوز حدود الانفصال فقط، ومنهم ضابط الاستخبارات العسكرية السوفيتية السابق يغورغي روسانوف (87 عاما)، الذي كان اليوم نجم الاحتفال كواحد من أبرز المحاربين القدامى وأكبرهم سنا.

روسانوف قال إن حل الأزمة يبدأ من الانفصال عن أوكرانيا، ثم بالانضمام إلى روسيا، ليعود الاتحاد السوفييتي من جديد، وتتكرر أمجاده وانتصاراته على الغرب، معتبرا أن الأخير أعلن حربا على "روسيا الأم" بدعمه لكييف، ولعملياتها العسكرية ضد حراك مدن الشرق.

اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)

أوكرانيا برس - الجزيرة

التصنيفات: 

حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022