مشاعر وأحاسيس بين ومع المسلمين الجدد في أوكرانيا

مشاعر وأحاسيس بين ومع المسلمين الجدد في أوكرانيا
جانب من الملتقى السنوي للمسلمين الجدد في أوكرانيا
نسخة للطباعة2013.03.11

كتبها: محمد صفوان جولاق - رئيس التحرير

ليس كغيره من الفعاليات التي حضرتها، ففيه جميع الوجوه جديدة، وفيه الكثير من الأحاسيس التي لا يشعر بها إلا من اتخذ قرارا سبب في حياته منعطفا هاما، أخرجه من حياة ليدخله في أخرى، هي بالنسبة له المثلى الأصح؛ فيها الهداية بعض الضلال، والنور بعد تيه الظلمات وعذاباتها.

وصلت إلى مدينة أوديسا جنوب أوكرانيا يوم السبت الماضي لإقامة دورة إعلامية، وفيها قدر لي أن أحضر جانبا من أعمال "ملتقى المسلمين الجدد في أوكرانيا"، الذي يقيمه اتحاد المنظمات الاجتماعية "الرائد" سنويا، وفي عدة أقاليم.

قررت أن أحضر جانبا منه، رغبة في مشاركة نحو 100 شخص حضروه بعض المشاعر والأحاسيس التي لم تراودني قط، لأنني ولدت وعشت مسلما في بلد مسلم.

100 شخص من مختلف الفئات، رجال ونساء، شبان وشابات، مثقفون وبسطاء، القاسم المشترك بينهم اليوم هو دين الإسلام الذي ارتضوه لأنفسهم حديثا، فجعلهم إخوة وأخوات، وجمعهم من عدة مدن (العاصمة كييف ومدينتي أوديسا وفينيتسا).

جالت أعيني بين الحاضرين، وتتبعت تعابير وجوههم عند سماع محاضرت الملتقى ومناقشة مواضيعه (الإخلاص – التقوى – ثمار الإيمان ومظاهره – فقه الأقليات)، لأجد فيها الكثير من قصص وحكايات الماضي والحاضر، المليئة بالظروف والمواقف والأحداث، التي سبقت و تخللت مشوار البحث عن الحقيقة، والوصول إلى طريقها.

هنا الأعين ليسن كباقي العيون، ففيها دمع يترقرق محاولا ألا ينزل، يتجمع فرحا بالدين وسكينته، ويستسلم للنزول تأثرا بماض بعيد عنه، أو حاضر بات قريبا منه.

هنا قسمات وحركات الوجه والشفاه ليست كغيرها أيضا، وكأنها تحدث نفسها وصاحبها مؤنبة مهنئة مذكرة: أين كنت، وأين صرت؟؛ ما أسعدني اليوم بعد أمس كنت فيه ضائعا بعيدا؟، أين أهلي وأصدقائي وأسرتي مما أنا فيه؟.

لا أحب كتابة المشاعر والأحاسيس عموما، ومشاعري وأحاسيسي خصوصا، لأنني أرى أن الكلمات عاجزة غالبا عن وصفها، لكني أرى أنها باتت تفرض نفسها علي مرارا، وتحملني مسؤولية النقل والإيصال، وبغض النظر عن عجز الكلمات وضعفها أمام حجم المهمة.

عانقت بعض المسلمين الجدد مهنئا متمنيا، فانتابتي مشاعر وأحاسيس ليست جديدة، فهي تتكرر في أوكرانيا كثيرا ولله الحمد، لكنها فريدة من نوعها، عميقة في أثرها.

أشعر بالسعادة حقيقة عندما أسلم على أي أوكراني غير مسلم، سواء أكنا معارفا أو جيرانا أو أصدقاء أو زملاء عمل أو غير ذلك، وتزداد سعادتي كلما زاد حجم العلاقات بيننا، لأنني أعتبر أن دائرة المشترك بيننا تتوسع، بدءا من أخوة الإنسانية، وانتهاء بمبادئ التعايش وروعته.

لكنني بمعانقة المسلمين الجدد، أشعر بسعادة استثنائية فريدة كما قلت؛ ربما لأن المشترك بيننا اليوم أكبر، فهو الدين، وأخوته التي تجمع القلوب وتؤلفها بسحر عجيب أبدعته حكمة الخالق سبحانه.

أنت اليوم يا أخي الأوكراني أخي في الإسلام؛ هنيئا لي بك، وهنيئا لأسرتك وأصدقائك وجميع من حولك...

هنيئا لوطنلك أوكرانيا الذي ينتظر منك أدوارك الإيجابية كمسلم، ولأمتك الجديدة، أمة الإسلام، التي لك فيها أكثر من مليار ونصف المليار أخ وأخت...

اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)

أوكرانيا برس

العلامات: 

حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022