لأول مرة منذ الاستقلال.. شيوعيو أوكرانيا خارج مشهدها السياسي

لأول مرة منذ الاستقلال.. شيوعيو أوكرانيا خارج مشهدها السياسي
الحزب يعتبر أن تضييقا ممنهجا يمارس لإقصائه
نسخة للطباعة2014.10.18

محمد صفوان جولاقرئيس التحرير

وكأن الحزب الشيوعي الأوكراني لن يشارك في الانتخابات البرلمانية المقررة في السادس والعشرين من الشهر الجاري، فحملاته الانتخابية غائبة عن جميع الشوارع واللوحات وشاشات التلفزة ومحطات الراديو.

لأول مرة منذ استقلال أوكرانيا عام 1991، يهدد الحزب بالخروج من المشهد السياسي الأوكراني بشكل شبه كامل، بعد أن كان واحد من أقدم وأقوى الأحزاب في أوكرانيا المستقلة، وحاكما شبه وحيد فيها قبل الاستقلال.

فرضية الخروج يعززها واقع يقول إن مناطق التأييد الرئيسية للحزب، التي منحته نحو 13% من الأصوات في انتخابات 2012، لن تصوت له هذه المرة، وهي إقليم شبه جزيرة القرم الذي ضمته روسيا إليها، وإقليم الدونباس جنوب شرق البلاد، الذي دارت وتدور فيه المواجهات مع الانفصاليين الموالين لها.

وتشير استطلاعات الرأي إلى تراجع حاد لشعبية الشيوعيين، وإلى أنهم لن يحصلوا على أكثر من 3-4% من أصوات الانتخابات المقبلة، في حين يعتبر الحزب أنه قادر على جمع 6-8% من الأصوات، وبغض النظر عن غياب الحملات، وفقدان أصوات القرم والدونباس.

وكان البرلمان قد حل كتلة الحزب المكونة من 32 نائبا قبل أسابيع، بتهمة دعم ضم القرم إلى روسيا، ودعم الحراك الانفصالي، وذلك بعد أن وصف زعيم الحزب بيترو سيمونينكو الجيش المشارك بالعمليات ضد الانفصاليين بـ"قطاعي الرؤوس".

حرب مواقف

الحزب ينظر إلى ما يحدث له كنتيجة تضييق ممنهج لإقصائه، تقوم به قوى وأحزاب "فاشية ويمينية متطرفة" كما يصفها، وضريبة يدفعها بعد أن ثبت على "قول الحقيقة".

آمار الآني أحد مرشحي الحزب الشيوعيآمار الآني مرشح عن الحزب لخوض الانتخابات، قال إن وسائل الدعاية والإعلام تتعمد رفع إعلاناتنا الانتخابية عدة أضعاف، الأمر الذي لا يستطيع الحزب تحمله، لأنه يعتمد على اشتراكات الأعضاء البالغ عددهم 120 ألفا.

وتحدث الآني عن اعتداءات يقوم بها أنصار حزب الحرية اليميني "سفوبودا" وحركة "القطاع اليميني" المتشددة على نوابه وأنصاره ومرشحيه ومن يريد المشاركة بحملاته الانتخابية، بهدف إسكات الحزب ومنعه من قول الحقيقة، مضيفا أن الحزب سيقولها دائما، على حد زعمه.

وفي هذا الإطار، قال الآني إن الشيوعية هي التي بنت أوكرانيا، مؤكدا أن الحزب يقف مع وحدة وسيادة أراضيها، ومع علاقات طيبة دائمة مع روسيا، وأنه انتقد مشاركة فروعه بعملية ضم القرم إليها، تماما كما انتقد توجيه البلاد نحو الشراكة مع أوروبا وعضويتها دون تنظيم استفتاء شعبي.

واعتبر أن الأزمة قامت على أخطاء ارتكبتها السلطات الحالية، بإهمال رأي شريحة واسعة من الشعب، وخصوصيتها التاريخية والثقافية، والسعي لحرمانها من حقوقها، كحق استخدام اللغة الروسية.

الخيانة والفشل

الجدل وتبادل الاتهامات مستمر بين السلطات والحزب، فهو بعين الأولىخائن عميل كما وصف مرارا، لكنه يرى أن الفشل مصير حتمي لمساعيها وإجراءاتها.

الآني اعتبر أن تعمد إقصاء الحزب خرق لحرية الكلمة، وللمعايير الأوروبية التي ترفعها السلطات شعارا؛ وأن مصير البرلمان الفشل سريعا، لأنه سيقوم على أحزاب متصارعة، بعضها فاشية متطرفة، تقدم قادة عسكريين وأمنيين كمرشحين، وفي هذا تهديد خطير لأمن البلاد واستقرارها، على حد قوله.

لكن يوري ليفتشينكو النائب عن حزب الحرية "سفوبودا"، قال إن تطهير البلاد يقتضي إقصاء من خانها، مشيرا إلى أن الحزب الشيوعي كان يحلم وينادي دائما بالوحدة مع روسيا وروسيا البيضاء، ليستعيد أمجاده وسطوته، ويعيد إلى أوكرانيا نظام الديكتاتورية التي صنعها أشخاص قدسوهم كلينين ووستالين.

وأضاف: "لا مكان للحزب في أوكرانيا الجديدة، التي تحطم فيها فكر الشيوعية بتحطيم تماثيل رموزها في العاصمة كييف وغيرها من المدن"، على حد قوله.

اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)

أوكرانيا برس - الجزيرة

التصنيفات: 

حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022