ضد تجميد الشراكة مع أوروبا.. من هم المحتجون في أوكرانيا؟

ضد تجميد الشراكة مع أوروبا.. من هم المحتجون في أوكرانيا؟
أبناء مدن وأقاليم الغرب الأوكراني هم الأكثر حضورا في ميدان الاحتجاج
نسخة للطباعة2013.12.26

محمد صفوان جولاقرئيس التحرير

عكس قرار الحكومة الأوكرانية بتجميد مساعي الشراكة مع أوروبا انقسام المجتمع الأوكراني مجددا، بين من يفضلون الغرب الأوروبي على الشرق الروسي، تماما كما كان حالهم عند أي انتخابات شهدتها البلاد منذ استقلالها عام 1991.

دخلنا ميدان الاستقلال بالعاصمة كييف، الذي يعتبر ساحة الاحتجاج الأبرز، وتحدثت إلى عدد من المشاركين فيه، ليتبين أن أبناء مدن وأقاليم الغرب الأوكراني هم الأكثر حضورا، مع وجود محتجين من سكان العاصمة وغيرها من مدن الوسط أيضا.

لكن وجود المحتجين من أقاليم ومدن الشرق والجنوب يكاد يكون معدوما، فالشرق والجنوب لا يزالان مؤيدان لقرار التجميد أو ساكتين عنه، وسكانهما هم أبرز من شارك في مظاهرات التأييد خلال الشهر الماضي.

استطلاع

وقد بين استطلاع للرأي أجرته وكالة "إنترفاكس أوكرانيا" أن نسبة 49% من الأوكرانيين تؤيد الاحتجاج طمعا في الشراكة ثم التكامل مع أوروبا، في حين تعارضه نسبة 45%، ترى أن الماضي والحاضر والمستقبل مشترك مع روسيا.

وتزداد نسبة التأييد للاحتجاج والشراكة كلما اتجهنا غربا، فهي لا تزيد عن 13% في شرق البلاد، وعن 33% في جنوبها، لكنها تبلغ 66% في كييف، وتصل إلى 84% في الغرب.

إلى التاريخ يعود إيهور كوغوت رئيس مركز "المبادرات التشريعية"، ليفسر هذا الانقسام الدائم في المجتمع، فيقول إنه نتيجة "النزعة القومية التحررية" في الغرب الأوكراني، التي حارب الاتحاد السوفيتي خلال الحرب العالمية الثانية.

ويضيف أن الاتحاد عاقب سكان الغرب بالحرمان من المصانع وتطوير البنية التحتية، وهم يعتبرون أن روسيا امتداد لهيمنة الاتحاد المنهار على مقدرات البلاد وشؤونها.

ويطرح كوغوت مثالا توضيحيا من احتجاجات "اليورو ميدان" كما يسميها المحتجون، فيشير إلى أن الأحزاب الموالية للغرب، ومؤسسات المجتمع المدني في الغرب، وحتى الكنائس الكاثوليكية (المنتشرة في الغرب والقليلة في الشرق حيث ينتشر المذهب الأرثوذوكسي)، هي أبرز الجهات التي تدعم الاحتجاج وتحمل بشدة على روسيا.

أقليات ظلمت

ولكن من بين المحتجين أيضا أقليات عرقية ودينية من أقاليم ومدن أخرى وخاصة في شبه جزيرة القرم جنوبا، تعتبر أن الاتحاد السوفيتي ظلمها، وأن مستقبلها لا يمكن أن يضمن ما بقيت أوكرانيا في المعسكر الروسي.

وإلى جانب بعض الأقليات الألمانية والأرمنية والتركية التي عاشت في الإقليم وهجرت قسرا، يبرز التتار كأحد أبرز وأكثر من قتلوا وهجروا في العام 1944م بدعوى الخيانة، وهم اليوم من بين أبرز المحتجين في ميدان كييف.

علي حمزين مسؤول قسم العلاقات الخارجية في مجلس شعب تتار القرم –أبرز مؤسسة تترية ذات طابع سياسي- قال إن تطبيق المعايير الأوروبي حلم يراود الأوكرانيين جميعا، وتتار القرم على وجه الخصوص، لأنه يضمن لهم استعادة حقوقهم وتعويض ممتلكاتهم التي سلبت منهم بعيد التهجير.

ويضيف: "لن يشعر التتار بالاستقرار ما دامت قضاياهم معلقة دون حل، وروسيا كانت ولا تزال تعيق هذا الحل لتبعاته عليها كوريثة للاتحاد، أما أوروبا فتشترط حل قضايانا للتقارب مع أوكرانيا".

اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)

أوكرانيا برس - الجزيرة

العلامات: 

حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022