هل أخطأ الرئيس يانوكوفيتش فأشعل الاحتجاجات ضده؟

هل أخطأ الرئيس يانوكوفيتش فأشعل الاحتجاجات ضده؟
الاحتجاجات ضد قرار تجميد الشراكة مع الاتحاد الأوروبي تدخل أسبوعها الرابع
نسخة للطباعة2013.12.18

محمد صفوان جولاقرئيس التحرير

الاحتجاجات ضد قرار تجميد الشراكة مع الاتحاد الأوروبي تدخل أسبوعها الرابع في أوكرانيا، واستمرارها يطرح الكثير من التساؤلات حول صحة أو خطأ هذا القرار، الذي أشعل أزمة سياسية لم تشهدها البلاد منذ الثورة البرتقالية عام 2004.

المحتجون يصبون جام غضبهم على الرئيس فيكتور يانوكوفيتش، فهو الشخص الأبرز والأقوى بصلاحياته في نظام الحكم، ولذلك يطالبونه بالرحيل، معتبرين أنه "خان البلاد"، وقضى على حلم الأوكرانيين بالشراكة مع الاتحاد الأوروبي، كخطوة عملية على طريق التكامل معه وتطبيق معاييره.

ولكن ثمة بالمقابل من يعتبر أن يانوكوفيتش أنقذ البلاد بقرار التجميد، حتى لا تكون ساحة وضحية صراع بين روسيا والغرب، وحتى لا تتعرض لخطر الإفلاس بالابتعاد عن الحليف الاقتصادي الرئيس روسيا، التي زارها يوم الأمس لتوقيع عدة اتفاقيات.

ولاء لروسيا

وترى المعارضة إلى جانب المحتجين أن يانوكوفيتش خلع قناع الاستقلالية والعزم عن التكامل مع أوروبا، وأنه وجه الدفة نحو روسيا كموال لها، مستجيبا لضغوطاتها الاقتصادية "غير المبررة".

النائب عن حزب الوطن سيرهي سوبوليفوقال النائب عن حزب الوطن "باتكيفشينا" سيرهي سوبوليف أن القرار الأوكراني جاء بعد زيارة سرية مفاجئة أجراها يانوكوفيتش إلى روسيا، ما يؤكد – برأيه – على ولاء النظام وانصياعه لها.

وتابع سوبوليف بالقول إن الضغوطات الاقتصادية الروسية أقل من الحجم الذي يتم الحديث عنه، وإن أوكرانيا ترتبط بعلاقات واسعة مع الاتحاد الأوروبي، مشيرا إلى أن حجم التبادل مع روسيا يبلغ 63 مليار دولار، نصفه تقريبا مخصص لإمدادات الغاز، بينما يبلغ حجم التبادل مع أوروبا 50 مليار دولار.

واعتبر النائب أن تجميد الشراكة مع الاتحاد الأوروبي يغلق أمام اقتصاد البلاد أسواقا رحبة، ويحصره في أسواق الشرق الأقل استهلاكا وقدرة، وهذا من أبرز عوامل استمرار الاحتجاج، إضافة إلى عامل الرغبة الشعبية بحياة توافق المعايير الأوروبية.

تساريف: أوكرانيا لا تستطيع التخلي عن الشراكة مع روسيالكن النائب عن حزب الأقاليم أوليغ تساريف قال إن أوكرانيا لا تستطيع التخلي عن الشراكة الاقتصادية مع روسيا، خاصة وأن الكثير من الصناعات الاستراتيجية مشتركة بين الجانبين، كصناعات الطيران والفضاء؛ لكنه اعتبر أن هذه الشراكة لا تؤثر سلبا على مساعي التكامل مع أوروبا، بل تدعمها.

نأي عن صراع

وعلى الطرف النقيض للأزمة مؤيدون يعتبرون أن يانوكوفيتش بقراره "التاريخي" ينأى بأوكرانيا عن صراعات تتجاوز الاقتصاد بين روسيا والغرب، ويجعلها جسرا يصل بين الجانبين دون انحياز يسبب أية مشاكل.

وندورينكو: الصديق الحقيقي لأوكرانيا هو من يتركها وشأنهاوتتحدث النائبة عن حزب الأقاليم الحاكم يلينا بوندورينكو حول هذا الشأن، فتشير إلى انتقادات حلف شمال الأطلسي "الناتو" والولايات المتحدة الأمريكية للقرار الأوكراني، ولمحت إلى بعد "سياسي وجغرافي" للأزمة، متسائلة "ما دخلهم؟" بقرار يخص أوكرانيا، وله علاقة بروسيا وأوروبا فقط.

وتضيف بوندورينكو أن "الصديق الحقيقي لأوكرانيا هو من يتركها وشأنها دون ضغط عليها، وإن القدر سخر للبلاد شخصا كالرئيس يانوكوفيتش، ليبتعد بها عن الضغوط والصراعات، التي سيكون الشعب الأوكراني هو الخاسر الأكبر فيها".

وتضيف أيضا أن النظام في أوكرانيا يسعى إلى أن تكون البلاد جسرا يصل الشرق بالغرب دون انحياز إلى طرف دون آخر، من خلال علاقات واسعة مع روسيا وأوروبا، وكذلك مع الصين ودول العالم العربي وغيرها.

اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)

أوكرانيا برس - الجزيرة

العلامات: 

حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022