خلاف بين أوروبا وأمريكا حول كيفية مواجهة بوتين في الأزمة الأوكرانية

بوتن و ميركل خلال مؤتمر ميونخ
بوتن و ميركل خلال مؤتمر ميونخ
نسخة للطباعة2015.02.07

حذرت المستشارة الألمانية انجيلا ميركل يوم السبت من أن أرسال أسلحة لمساعدة أوكرانيا في قتالها ضد الانفصاليين الموالين لروسيا لن يحل الأزمة وهو ما انتقده بشدة سناتور أمريكي بارز اتهم برلين بالتخلي عن حليف في محنة.

جاء التراشق الحاد خلال مؤتمر أمني في ميونيخ الامر الذي يوضح عدم وجود توافق في الرأي عبر الأطلسي حول كيفية مواجهة الرئيس الروسي فلايمير بوتين بشأن الصراع المتفاقم في شرق أوكرانيا والذي أسفر عن مقتل اكثر من 5000 شخص.

وأدى ضم موسكو لشبه جزيرة القرم في مارس اذار العام الماضي وظهور أدلة على انها تدعم القوات الانفصالية في شرق أوكرانيا وهو ما ينفيه الكرملين إلى وصول العلاقات بين موسكو والغرب إلى ادنى مستوى لها منذ الحرب الباردة.

ودفع هجوم شنه المتمردون في الآونة الأخيرة الأطراف لاستئناف الجهود الدبلوماسية وتوجهت ميركل والرئيس الفرنسي فرانسوا أولوند إلى موسكو يوم الجمعة لمحاولة اقناع بوتين بالتوصل إلى اتفاق سلام.

لكن المسؤولين الأوروبيين يقولون إن الزعيم الروسي ربما ليس لديه اي حافز يذكر الان للتفاوض وانه يفضل الجلوس ومشاهدة الانفصاليين يحرزون مكاسب في أوكرانيا وهو ما تسبب في خرق اتفاق وقف اطلاق النار السابق الذي تم التوصل اليه في سبتمبر ايلول الماضي في مينسك عاصمة روسيا البيضاء.

وقال الجيش الأوكراني يوم السبت إن الانفصاليين الموالين لروسيا كثفوا قصفهم للقوات الحكومية وانهم يحشدون القوات على الأرجح لتنفيذ هجوم جديد على بلدة ديبالتسيف الاستراتيجية ومدينة ماريوبول الساحلية.

وأقرت الزعيمة الألمانية في ميونيخ بعد عودتها الى بلادها من موسكو خلال ليل الجمعة بأن نجاح خطة السلام الفرنسية الألمانية التي قدمت لكييف وموسكو الأسبوع الماضي ليس امرا مؤكدا. لكنها رفضت بشدة فكرة أن إرسال أسلحة إلى كييف -وهي الفكرة التي يدرسها الرئيس الأمريكي باراك أوباما- ستساهم في حل الصراع.

وقالت المستشارة الألمانية التي تقود مبادرة غربية لحل الأزمة من خلال التفاوض "أتفهم طبيعة النقاش لكنني اعتقد أن المزيد من الأسلحة لن يؤدي إلى التقدم الذي تحتاجه أوكرانيا. أشك حقا في ذلك."

وأضافت ميركل "المشكلة هي انني لا اتخيل أي موقف يمكن من خلاله لجيش أوكراني مجهز على نحو أفضل أن يقنع الرئيس بوتين بانه سيخسر عسكريا."

وتحدث السناتور الأمريكي لينزي جراهام وهو جمهوري متشدد بعد ميركل. وأثنى جراهام على المستشارة الألمانية لاهتمامها بالأزمة لكنه قال ان الوقت حان لها كي تستيقظ على حقيقة ما وصفه باعتداءات موسكو.

وقال جراهام "في نهاية الأمر (اقول) لاصدقائنا الاوروبيين هذا الأمر لن ينجح. تستطيعون الذهاب إلى موسكو حتى ينتابكم الاحباط. عليكم بمواجهة ما اصبح بكل وضوح أكذوبة وخطرا."

واتهم ميركل بالتخلي عن ديمقراطية متعثرة من خلال رفضها طلب كييف الحصول على أسلحة. وقال "هذا هو بالضبط ما تفعلونه."

وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف الموجود ايضا في ميونيخ ان هناك "اسبابا وجيهة للتفاؤل" بأن تتمخض المحادثات بين ميركل وبوتين أولوند عن اتفاق.

لكن لافروف وجه انتقادا حادا للغرب. واتهم اوروبا والولايات المتحدة بدعم "انقلاب" ضد الرئيس الأوكراني المخلوع فيكتور يانوكوفيتش وهو حليف لموسكو قبل عام وغض الطرف عن القوميين الذين قال انهم مصممون على القيام بعملية تصفية عرقية في شرق أوكرانيا.

وقال لافروف "هناك نداءات متنامية في الغرب لدعم سياسة كييف العسكرية والى تزويد أوكرانيا بأسلحة فتاكة وضمها إلى حلف شمال الأطلسي."

وتابع "هذا الموقف لن يؤدي إلا لتفاقم مأساة أوكرانيا."

وتحدث أولوند للصحفيين في مدينة تول بوسط فرنسا ووصف المحادثات مع بوتين بانها محاولة أخيرة لتجنب حرب شاملة.

وقال "إذا لم نتمكن من التوصل إلى تسوية واتفاق سلام نهائي فنحن نعرف جيدا ما هو السيناريو القادم. إن له اسما.. اسمه الحرب."

وفي مؤشر آخر على الخلافات التي تسود موقف الغرب من روسيا أشار اكبر قائد عسكري في حلف الأطلسي وهو الجنرال الأمريكي فيليب بريدلوف إلى انه يرغب الان في أن يدرس الحلف ارسال أسلحة إلى أوكرانيا.

وقال للصحفيين "لا اعتقد اننا يجب ان نستبعد الخيار العسكري" مضيفا انه يشير إلى الأسلحة أو القدرات وانه "لا حديث عن نشر قوات على الأرض."

وعقدت ميركل بعد كلمتها محادثات ثلاثية مع رئيس أوكرانيا بيترو بوروشينكو ونائب الرئيس الأمريكي جو بايدن . ومن المقرر أن تتوجه إلى واشنطن يوم الأحد للقاء أوباما.

اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)

رويترز

حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022