خبير: روسيا تسعى للهيمنة على سوق الغاز في أوكرانيا وأوروبا

خبير: روسيا تسعى للهيمنة على سوق الغاز في أوكرانيا وأوروبا
نسخة للطباعة2011.09.16

تتجه أوكرانيا لاستيراد الغاز الطبيعي من تركمانستان بعد تفاقم أزمة أسعار الغاز بينها وبين روسيا التي تستورد منها نحو 70 – 80% من حاجتها للغاز والنفط.

وقد أنهى الرئيس الأوكراني فيكتور يانوكوفيتش مؤخرا زيارة إلى العاصمة عشق أباد، التقى خلالها نظيره التركمانستاني قربان قولي بيردي محمدوف، بحث معه خلالها التعاون في مجال استيراد الغاز والنفط.

وقال يانوكوفيتش عقب المحادثات إن من مصلحة أوكرانيا استئناف التعاون الكامل مع تركمانستان في قطاع النفط والغاز، دون أن يدلي بمزيد من التفاصيل عما تم الاتفاق عليه بين الجانبين.

وقال إن أوكرانيا ستعمل بنشاط لتنفيذ مشاريع لاستيراد موارد الطاقة من تركمانستان، وكذلك مع الدول المجاورة التي يتم عبرها نقل تلك الموارد.

وبالمقابل قال محمدوف إن لدى الطرفين ما يلزم لنقل التعاون إلى مستوى جديد.

هرب من روسيا

وتأتي المساعي الأوكرانية لاستيراد الطاقة من تركمانستان كحل فرضته أزمة أسعار الغاز مع روسيا، حيث ترفض موسكو الاستجابة لمطالب كييف بخفض أسعار الغاز الذي تستورد منه نحو 40 مليار متر مكعب سنويا بسعر يصل إلى 450 دولار عن كل ألف متر مكعب.

وتفرض روسيا شروطا لخفض تلك الأسعار ترى فيها أوكرانيا ضغطا عليها، كبيع شبكات نقل الغاز الأوكرانية نحو الاتحاد الأوروبي إلى روسيا، والدخول في وحدة جمركية معها ومع روسيا البيضاء وكازاخستان بدلا من الدخول في وحدة جمركية مع دول أوروبية.

وقال أندريه يرمولايف رئيس مركز "صوفيا" للدراسات الاقتصادية في كييف إن أوكرانيا تهرب من شبح الأسعار الروسية المرتفعة، وتحاول عاجلا إيجاد مصدر بديل في تركمانستان قبل حلول فصل الشتاء وزيادة الطلب المحلي على الغاز للتدفئة.

وأشار يرمولايف إلى أن الحل التركمانستاني إستراتيجي، لأنه لاشك سيرتبط بالأسعار العالمية التي تنخفض عن الأسعار الروسية، كما أن لدى أوكرانيا تاريخ من التعاون مع تركمانستان في مجال استيراد الغاز الذي تمتلك رابع أكبر احتياطي منه في العالم، حيث كانت مصدرا رئيسيا لها حتى العام 2003.

وعبر عن شكوكه بأن تعرقل روسيا الطموحات الأوكرانية في تركمانستان الموالية لها، أو في الدول التي ستنقل موارد الطاقة منها إلى أوكرانيا، قائلا إن روسيا تسعى للهيمنة على سوق الغاز في أوكرانيا للضغط عليها سياسيا.

قلق أوروبي

ويرى مراقبون أن التزام الدول الأوروبية الصمت إزاء أزمة أسعار الغاز الأوكرانية الروسية يعبر عن قلقها من إمكانية أن تؤدي إلى قطع إمدادات الغاز الروسي عنها، كما حصل في نهاية العام 2008 وبداية 2009.

وقال يرمولايف إن الاتحاد الأوروبي قد يتفهم أوكرانيا، ولكنه لا يستطيع دعمها في أزمتها، فهذا قد يؤدي إلى رفع الأسعار بالنسبة له أيضا.

وأشار إلى أن لدى الاتحاد توجها للارتباط مباشرة مع روسيا دون الاعتماد على شبكات النقل الأوكرانية التي تنقل لدوله نحو 112 مليار متر مكعب سنويا، كافتتاح خط "نورد ستريم" المباشر مع ألمانيا قبل أيام.

وأضاف أن لدى الاتحاد توجه لاستيراد الغاز مباشرة من تركمانستان وأذربيجان، ومشروعا لمد خط "نابوكو" لنقل الغاز من تلك الدول عبر تركيا والنمسا، وهذا قد يقلص اعتماده على روسيا بواقع الربع.

لكنه رأى أن روسيا تحاول الهيمنة على سوق الغاز في أوروبا أيضا، فقال إنها تعارض مشروع خط "نابوكو" وتعتبره تدخلا بشؤون خاصة بالدول المحيطة ببحر قزوين الذي سيمر عبره، وترى أن الدعم الأوروبي لهذا المشروع سيزيد التوتر في المنطقة.

أوكرانيا برس + الجزيرة نت

اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)

حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022