"خايتارما".. فيلم درامي يحكي مأساة تهجير تتار القرم ويشعل جدلا سياسيا (صور)

"خايتارما".. فيلم درامي يحكي مأساة تهجير تتار القرم ويشعل جدلا سياسيا
إعلان الفيلم في صالات السينما بمدينة سيمفروبل
نسخة للطباعة2013.05.25

"خايتارما" اسم أول فيلم سينمائي درامي يحكي تهجير تتار القرم القسري من قبل نظام الزعيم السوفيتي جوزيف ستالين، أعلن عنه قبل أيام بمناسبة مرور الذكرى 69 للمأساة التي سببت مقتل مئات الآلاف من التتار، وشردت الملايين منهم في دول شمال روسيا وآسيا الوسطى.

واسم الفيلم (خايتارما) مستوحى من اسم رقصة شعبية تترية، كان ولا يزال التتار يؤدونها عند كل مناسبة سعيدة، لكنها غابت طويلا عن احتفالاتهم بسبب آلام المأساة.

وكلمة خايتارما تعني العودة، وبذلك كانت هذه الرقصة الشعبية أول ما يستقبل به الجنود التتار العائدون من الخدمة في الجيش الأحمر السوفيتي بعد شهور غياب.

قصة واقعية

قصة الفيلم مستوحاة هي الأخرى من قصة حقيقة شهيرة، بطلها الطيار أميد (أحمد) سلطان خان، الذي كان بطلا سوفيتيا بارزا، خدم النظام بإخلاص قبل الحرب العالمية الثانية وخلالها، لكنه صفي بعد قرار تهجير التتار.

وباختصار تدور أحداث الفيلم عن أحمد الشاب الوطني المخلص، الذي كان يحلم بانتهاء الحرب ليعود ويرقص مع خطيبته الحبيبة رقصة "خايتارما"، ويسعد بزفافه منها بين الأهل والأصدقاء.

وينفي الفيلم خيانة التتار للنظام السوفيتي، بشخصية أحمد البطولية، وبعلاقة الثقة الكبيرة التي ربطته مع قائده الروسي، الذي صفي لأنه حاول تحذير أحمد من قرار التهجير الذي صدر بحق التتار، وقرار تصفيته شخصيا كواحد منهم.

كما يصور الفيلم جوانب عدة من معاناة التتار أثناء رحلة التهجير وبعدها، خاصة وأن من بين المشاركين في التمثيل شيوخا عاشوا تفاصيل تلك الأيام.

رسالة للعالم

يجمل كاتب السيناريو نيكولاي ريبالكا رسالة الفيلم، فيقول إنها كشف لحقيقة دفينة شوهت، جعلت التتار في أعين شعوب الدول السوفيتية عملاء خونة، وسترت عن النظام المنهار عنصريته ووحشيته وحقده على مخالفي فكره الشيوعي.

ويشير في سياق متصل إلى أن الفيلم مترجم إلى الإنجليزية والألمانية حاليا، حتى تصل رسالته إلى شعوب العالم  لكسب تعاطفها ودعمها.

أما المخرج أختيم سيتابلايف فيقول إن الفيلم تجربة فريدة بعيدة عن النماذج الوثائقية التي تحدثت عن التتار ومأساة التهجير، والنجاح الذي حققه في صالات السينما لم يكن متوقعا.

جدل سياسي

وليس بعيدا عن النجاحات في صالات السينما، أثار الفيلم جدلا سياسيا واسعا، عكس حجم التوتر القائم في الإقليم منذ استقلال أوكرانيا في العام 1991، بين الروس الذين يشكلون نسبة 40% من عدد سكان الإقليم البالغ نحو 2.5 مليون نسمة، والتتار الذي يشكلون نسبة تقارب 20%.

فقد أدلى القنصل الروسي في الإقليم بتصريحات إعلامية فسر من خلالها رفضه ورفض شخصيات روسية الدعوة لحضور الفيلم، فقال إنه كان من الأفضل تصوير مسلسل من 20 حلقة عن بطولات السوفييت خلال الحرب، يتضمن حلقتين عن خيانة التتار وتعاونهم مع النازيين، أما الحلقة الأخيرة فتكون عن التهجير "كحدث".

واعتبر القنصل فلاديمير أندرييف أن تصريحاته لا تخالف الموقف الروسي من قضية التهجير، معبرا عن استغرابه بما أثارته من ضجة وغضب بين التتار الذين تجمعوا عدة مرات أمام القنصلية الروسية بمدينة سيمفروبل مطالبين القنصل بالاعتذار، كما طالبوا حكومة الإقليم بطرده.

وفي حين اعتبرت الخارجية الروسية يوم الأمس أن تصريحات قنصلها "لم تكن دقيقة"، رأى مجلس شعب تتار القرم – أبرز مؤسسة تترية ذات طابع سياسي - أنها كشفت الوجه الحقيقي لروسيا.

وأوضح علي حمزين مسؤول لجنة العلاقات الخارجية في المجلس أن روسيا وريثة النظام السوفيتي المنهار، تخشى أن يلحق الضرر برعاياها إذا ما طرح أي حل لقضايا التتار العائدين من المهجر، ومن أبرزها قضايا استعادة الممتلكات التي صوردت منهم وزعت على غيرهم، ومعظمهم من الروس.

اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)

أوكرانيا برس - الجزيرة نت

حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022